تعز تحت رحمة الكوليرا.. مركز 22 مايو يطلق نداء استغاثة وسط أوضاع صحية مأساوية
تشهد محافظة تعز موجة جديدة وفتاكة من وباء الكوليرا، وسط تدهور بالغ في الأوضاع الإنسانية وشبه انعدام للخدمات الأساسية، وعلى رأسها خدمات المياه والكهرباء، ما فاقم من معاناة السكان وزاد من تفشي الوباء بشكل خطير.
ويعد مركز 22 مايو للأمومة والطفولة في مديرية المظفر واحداً من المرافق الصحية القليلة التي لا تزال تقاوم بصمود لافت، حيث يضم قسماً خاصاً بالإسهالات المائية والكوليرا، ويعمل على مدار الساعة رغم شح الإمكانيات، بل وانعدامها في كثير من الأحيان.
احتياج هائل للمياه وانعدام الدعم
بحسب القائمين على المركز، فإن الموازنة التشغيلية الحالية لا تغطي حتى ألف لتر من المياه شهرياً، في حين يحتاج المركز إلى ما لا يقل عن 90 ألف لتر من المياه شهرياً لتشغيل أقسامه الحيوية وتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية، ما يهدد بتوقفه في أي لحظة.
ويعاني المركز أيضاً من أزمة كهرباء حادة، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والدعم المخصص للكادر الصحي، في وقت تتزايد فيه أعداد المصابين بالكوليرا بشكل يومي.
وقف دعم المنظمات.. ومناشدة عاجلة
الجدير بالذكر أن دعم المنظمات الدولية والإغاثية توقف منذ مطلع العام الجاري، الأمر الذي فاقم من تفاقم الأزمة. وفي المقابل، لا تزال السلطات المحلية والصحية غائبة عن المشهد، رغم ما يفرضه عليها واجبها الإنساني والأخلاقي من مسؤوليات في مواجهة هذا الوضع الكارثي.
مقارنةً بمرافق صحية أخرى في المحافظة تتلقى دعماً تشغيلياً يضاعف ما يحصل عليه مركز 22 مايو بعشرات المرات، فإن نداء الاستغاثة الذي يطلقه المركز يجب أن يُقابل بتحرك عاجل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ودعم "خط الدفاع الأول" في مواجهة الكوليرا وبقية الأوبئة القاتلة.
فهل تجد هذه الصرخة آذاناً صاغية وقلوباً رحيمة؟
سؤال تطرحه الأمهات والمرضى والأطباء وملائكة الرحمة في مركز 22 مايو، الذين يقفون اليوم في مواجهة الموت بأدوات بالية وأمل لا ينطفئ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news