مرة أخرى، تضرب قبائل الجوف مثالاً في الحكمة وتجاوز الجراح، عبر إخماد نار الفتنة التي حاولت مليشيات الحوثي إشعالها بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة.
وتمكنت وساطة قبلية، قادها كبار مشايخ قبائل “دهم”، من وقف اشتباكات عنيفة اندلعت بين قبيلتي “ذو محمد” و”ذو حسين” في منطقتي “سلبة” و”اليتمة” بمديرية “خب والشعف”، الواقعة شمال شرق محافظة الجوف.
مصدر قبلي صرّح لـ”العين الإخبارية” أن مليشيات الحوثي، بمشاركة أطراف موالية لها، لعبت دوراً أساسياً في تأجيج النزاع التاريخي بين القبيلتين، في محاولة لاستغلاله سياسياً وأمنياً.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات اندلعت قبل أيام بسبب خلاف على أراضٍ في “اليتمة”، ما استدعى تدخل وساطة قبلية لاحتواء الموقف ومنع تفاقمه، بعدما اتضح أن الحوثيين كانوا يخططون لاستخدام الفتنة كذريعة لتوسيع نفوذهم وقمع القبائل.
وبالتزامن مع هذه الأحداث، تداولت وسائل إعلام أنباء عن مقتل القيادي الحوثي “محسن مانع مهدي قعشم الشريف” المكنى “أبو نجيب”، مدير شرطة الجوف الموالي للجماعة، في كمين مسلح نُسب للقبائل. غير أن مصدراً حكومياً نفى صحة هذه الأنباء لـ”العين الإخبارية”، مؤكداً أن الحوثيين استغلوا الفتنة لتبرير تصعيدهم ضد القبائل.
وأضاف المصدر أن مليشيا الحوثي ما تزال تعمل على إذكاء الصراعات الداخلية بين قبائل الجوف، وخصوصاً بين “ذو محمد” و”ذو حسين”، مستغلة هذه الخلافات للتغطية على انتهاكاتها المستمرة بحق المدنيين، وعمليات التهجير القسري التي طالت قرى “ملفاج”، و”رونه”، و”السقامة”، و”القوز” في وادي مذاب بمديرية برط المراشي.
كما كشف مصدر قبلي للعين الإخبارية عن جرائم أخرى ارتكبتها المليشيات الحوثية بعيداً عن التغطية الإعلامية، أبرزها تصفية الزعيم القبلي “أحمد فرقز المنصوري”، واقتحام منزل “درهم ناصر أحمد المنصوري” وقتل زوجته وثلاثة من أطفاله.
وبحسب المصدر ذاته، بدأ الحوثيون عملية التهجير القسري للأسر من وادي مذاب، المنطقة الزراعية الخصبة، منذ نحو عشرة أشهر بشكل تدريجي، بعد فرض حصار مشدد على المنطقة. وأشار إلى أن العائلات كانت تغادر منازلها مضطرة، بينما وقفت القبائل عاجزة عن التدخل، في مشهد غير مسبوق.
وأكد أن تلك الانتهاكات جرت في منطقة نائية تفتقر لخدمات الاتصال والإنترنت، ما حال دون نقل معاناة السكان، ومعظمهم من المزارعين والرعاة، الذين تعرضوا لأبشع أشكال الانتهاكات على يد المليشيات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news