شرعية بلا أنياب .. العليمي يغضب الشعب
قبل 7 دقيقة
عندما رفع اليمنيون صوتهم مطالبين قادتهم بالصدق، كانوا يأملون في قيادة تقاوم، و لا تكتفي بالاعتراف بالعجز. لكن الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اختار في حديثه مع قناة RT عن أحداث ديسمبر 2024 أن يكشف النقاب عن واقع مرير: شرعية بلا أنياب، تتأرجح بين تهديدات الحوثيين وقرارات الخارج
.
قال إن الحكومة اضطرت لتسليم طائرات من أسطول اليمنية للحوثيين تحت تهديد قصف مطار عدن، لتأتي إسرائيل وتدمرها.
الجدير بالذكر أن الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء أتت على المدرج وبرج المراقبة حسب تقارير رويترز ودمرت أخر طائرة لطيران اليمنية في صنعاء، وهو الأمر الذي عكس هشاشة سيادة باتت رهينة إرادة الخارج، بلا رد عسكري أو سياسي يذكر.
العليمي الذي نصب نفسه رمزا للشرعية منذ ابريل 2022، بدا كمن يقود سفينة بلا دفة، يعتمد على رياح القوى الإقليمية بدلا من إرادة وطنية ففي مصارحته ألمح إلى أن التحالف العربي، الذي وعد بدعم الشرعية أخفق في ردع الحوثيين، بينما تغاضى المجتمع الدولي عن جرائمهم. لكنه، بدلا من أن يتحلى بالجرأة ويستقيل أمام هذا العجز، اختار البقاء في موقع المسؤولية، كأنه يحاكي الرئيس السابق عبدربه هادي في التمسك بالمنصب بدلا من استعادة الدولة.
وفي مقابلة سابقة مع العربية عام 2022، كشف عن سيطرة الحكومة على سبع مناطق عسكرية مع تشكيلات المجلس الانتقالي وألوية العمالقة، لكنه أقر بصعوبة توحيد هذه القوات، دليلًا على جبهة عسكرية متفككة.
أما في يناير 2024، طالب بدعم دولي لتدمير قدرات الحوثيين، مشيرا إلى محدودية الضربات الأمريكية والبريطانية، وهو ما يبرز عجز الشرعية عن المبادرة.
أي قائد هذا الذي يقر بأن سلطته: شرعيته مكشوفة، بلا قدرة على الرد، ولا هيبة تحمي كرامة شعبه؟!.
الحوثيون يصولون ويجولون من صعدة إلى الحديدة، يزرعون الالغام، يقصفون المدنيين، ويختطفون المعارضين، بينما نهبوا أكثر من 45 مليار ريال من البنك المركزي في الحديدة، ووثق العليمي أكثر من 5000 انتهاك بحق النساء اليمنيات.
و فشلهم في فتح طرق تعز، وهو شرط أساسي للهدنة، أفشل المفاوضات، مما دفع العليمي للتهديد بإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة.
لكن هذه التهديدات ظلت كلاما فارغا، بينما يعود الحوثيون إلى طاولة التفاوض وكأن شيئًا لم يحدث، فيما تقف الشرعية صامتة، تنتظر إشارات التحالف أو واشنطن.
اقتصاديا، انهارت العملة اليمنية بنسبة 700 في المئة بحلول فبراير 2025، حسب إقرار الحكومة، مما شل دفع المرتبات وفاقم المعاناة الانسانية التي وصفها العليمي بأسوأ أزمة عالمية أمام الامم المتحدة. الحوثيون يواصلون نهب ايرادات ميناء الحديدة، مما يقوض قدرة الحكومة على التعافي.
سياسيًا، يعاني العليمي من انقسامات داخل المجلس، حيث اتهم باتخاذ قرارات منفردة وعرقلة تطبيع الأوضاع في حضرموت، مع توترات مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى للانفصال.
التحالف العربي، رغم دعمه بمشاريع مثل مستشفى عدن ومحطة طاقة شمسية، يفرض قيودًا، كمنع تصدير النفط اليمني وفقًا لتقرير العربي الجديد، مما يجعل الشرعية مجرد واجهة تتحرك بإرادة الخارج.
مصارحة العليمي أثارت غضب الشعب، لأنها لم تقترن بموقف شجاع. كان ينبغي له أن يتقدم بالاستقالة، بدلًا من تحمل مسؤولية انهيارات متتالية، لأن خضوعه لتهديدات الحوثيين بحجة تجنيب البلاد الدمار لم يحقق الاستقرار، بل منح التحالف والمليشيات شرعية للعبث بالقرار الوطني.
العليمي خيب أمل اليمنيين الذين توقعوا قيادة تصرخ باسمهم وتحمي أرضهم، لكنه اختار إدارة الازمة بدلًا من مواجهتها، متمسكًا بالمنصب بدلًا من استعادة الدولة، كما فعل سلفه هادي. ورغم ذلك، حاول العليمي رسم أفق للسلام، مؤكدا في خطاباته أمام الامم المتحدة بين 2022 و2024 ان استعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي هما هدفه الاسمى. أطلق إصلاحات اقتصادية لمعالجة ازمة المرتبات وتدهور العملة، وشكل جهازي أمن الدولة ومكافحة الإرهاب في عدن. لكن هذه المحاولات اصطدمت بنقص الموارد، الانقسامات الداخلية، وقيود التحالف، لتبقى الشرعية ظلًا هزيلًا، بلا روح، تتحرك بإشارات الخارج.المشكلة لم تعد الحوثيين الذين ينهشون الدولة فحسب، بل سلطة هامشية تكتفي بالردود الخجولة وتنتظر اذنًا للتعبير عن رأيها. لاستعادة الشرعية. يجب على العليمي توحيد القوات العسكرية، تعزيز الدبلوماسية الدولية، وتحرير الاقتصاد من الفساد والتبعية. وان عجز عن ذلك، فاستمراره في قيادة شرعية معطلة سيغرق اليمن في مزيد من الانهيار.
يا سيادة الرئيس، ان لم تملك قرارًا او موقفًا او مسؤولية وطنية كافية، فغادر المشهد، واترك مكانك لمن يملك نص الدور، فهذا ارحم بك وبنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news