يمن ديلي نيوز:
تحدث المحلل والخبير العسكري العميد ياسر صالح عن “جهاز أمن الثورة”، مشيرًا إلى “شك يسود صفوف جماعة الحوثي المصنفة إرهابية”، تزامنًا مع الضربات الأمريكية ضد الجماعة، وكان من نتائجه ظهور جهاز استخباراتي جديد أُطلق عليه اسم “جهاز أمن الثورة”.
وقال في حديث مع “يمن ديلي نيوز” ضمن تقرير حول تعدد الأجهزة الاستخباراتية لجماعة الحوثي: “جهاز أمن الثورة” الذي أنشأته الجماعة يرتبط، من حيث التوقيت الزمني، ارتباطًا وثيقًا بالعمليات الأمريكية الأخيرة ضد الجماعة، وقد يُوكَل إليه تنفيذ مهام داخلية ضمن صفوف الجماعة أكثر من المهام الخارجية.
وتابع: الجهاز مرتبط بالضربات الأمريكية الأخيرة، كما أنه مثار للعديد من التساؤلات الأمنية، في ظل حالة الشك التي رافقت تلك العمليات، حيث بات الشك يسود داخل الجماعة، ما استدعى إنشاء جهاز أمني يفرض سيطرته على الجميع.
وأشار إلى أن هذا الجهاز يهدف إلى التدخل والبطش في حال خروج أي من قيادات الصف الأول أو الثاني عن الخط المرسوم، حيث يتطلب “أمن الثورة” تدخله، بغض النظر عن الأسباب أو هوية الشخصية القيادية، كما قد يُوكَل إليه إدارة النفوذ الخارجي بناءً على أذرعه الموجودة في القرن الأفريقي.
وأضاف: التسمية الجديدة التي حملها التشكيل الاستخباراتي الحوثي (أمن الثورة) تُعد دليلًا واضحًا على أن تاريخ 21 سبتمبر بات يمثل عقيدة لدى الجماعة، باعتباره “ثورة” ومنجزًا يفوق الدولة التي ورثوها.
ولفت إلى أن تعيين “أبو جعفر”، المدعو جعفر المرهبي، رئيسًا لجهاز أمن الثورة يُعد مؤشرًا واضحًا على طابع هذا الجهاز القمعي، استنادًا إلى سجله في الأمن الوقائي، مشيرًا إلى أن تعيينه لم يُؤكَّد حتى اللحظة، وهناك احتمال بأن يُوكل المنصب إلى علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة.
ورأى “صالح” أن هذه التطورات تشير إلى وجود انقسامات داخلية أو خوف من حدوثها، مما قد يدفع إلى تعيين علي حسين الحوثي على رأس هذا الجهاز، كصاحب سلطة عليا لا يستطيع أحد معارضته، وبالتالي تعزز الجماعة قبضتها الأمنية وآلياتها القمعية.
وأضاف: “تم اختيار 14 شخصًا لتشكيل هذا الجهاز، أي لتحديد دوائره ومهامه وما يمكن إنجازه في إطاره. هو لا يزال في طور التكوين، إلا أنه سيُبنى على الجهاز الذي سبقه، في حال صحت المعلومات حول إيكال قيادته لعلي حسين الحوثي، الذي سبق أن تولى جهاز استخبارات الشرطة ومكافحة الإرهاب”.
كما يرى المحلل العسكري ياسر صالح أن متغيرًا ما هو الذي دفع إلى إنشاء هذا الجهاز، مشيرًا إلى أنه في مارس 2024 تم إنشاء جهاز آخر، أُوكلت قيادته لعلي بن حسين الحوثي، وكان جهازًا استخباراتيًا أمنيًا يختص بمؤسسات الدولة، وخاصة الداخلية.
واختتم حديثه بالقول: “إن جماعة الحوثي هي جماعة بوليسية، ودينها الأسمى هو الهاجس الأمني، والحكم بالحديد والنار، وإحكام القبضة البوليسية على من تحت سلطتها، ولذلك سنشهد باستمرار ظهور مكونات أمنية جديدة، ومسميات مختلفة، وحملات أمنية لا تنتهي”.
وشهدت السنوات الست الماضية بروز العديد من الأجهزة الاستخباراتية التابعة لجماعة الحوثي، كان آخرها وأكثرها بروزًا ما كشف عنه موقع “ديفانس لاين” المتخصص في الشؤون العسكرية، حول إنشاء “جهاز أمن الثورة”، وهو جهاز استخباراتي جديد استلهمت الجماعة تسميته من “الحرس الثوري الإيراني”.
ومنذ عام 2019، رصد “يمن ديلي نيوز” ظهور خمسة أجهزة استخباراتية، إلى جانب الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية التي استولت عليها الجماعة تدريجيًا، وصولًا إلى سيطرتها الكاملة على كلية الشرطة.
والأجهزة الاستخباراتية التي أفصحت عنها جماعة الحوثي خلال السنوات الأخيرة هي: جهاز الأمن الوقائي، والذي تأسس سريًا منذ 2004 بعد مقتل حسين الحوثي، ويقوده أحسن الحمران وعبد العظيم العزي.
والجهاز الثاني هو جهاز الأمن والمخابرات، وتأسس في 2016، رسميًا في 2019، بقيادة عبد الحكيم الخيواني “أبو الكرار”، وكتائب الزينبيات، وهي عبارة عن كتائب ضمن كل جهاز استخباراتي، تتولى مهمة التجسس على النساء.
وفي العام 2024، أسست جماعة الحوثي جهاز استخبارات الشرطة ومكافحة الإرهاب، بقيادة علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة.
ومؤخرًا أنشأت الجماعة جهاز “أمن الثورة” بقيادة جعفر المرهبي “أبو جعفر”، ويتولى التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية، والإشراف الاستراتيجي محليًا وإقليميًا، وله ارتباطات بـ”فيلق القدس” و”حزب الله”.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news