في وقت تتكاثف فيه أزمات الحياة اليومية في مدينة عدن، يشكو المواطنون من غياب شبه تام للمسؤولين المحليين عن أداء واجباتهم، وسط انهيار متواصل للخدمات الأساسية وتردٍّ مريع في الأوضاع المعيشية، ما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي والشعور بالخذلان.
سكان محليون تحدثوا بمرارة عن غياب أي حضور فعلي للسلطة المحلية على الأرض، مؤكدين أن شكاواهم بشأن انقطاعات الكهرباء المتكررة، وطفح مياه الصرف الصحي، وتكدّس النفايات، وغياب الرقابة على أسعار المواد الغذائية، لا تلقى سوى الصمت واللامبالاة.
يقول محمد عبده، من مديرية الشيخ عثمان: "نعيش يوميًا تحت ضغط أزمات خانقة، لا نرى فيها مسؤولًا يتفقد أحوال الناس أو يستمع لصوتهم... كأننا نعيش في مدينة منسية خارج حسابات الدولة".
ويضيف سالم صالح من المعلا: "السلطات غائبة تمامًا، والمؤسسات تحوّلت إلى هياكل لا تقوم بأي دور يُذكر. نحن ندفع الثمن وحدنا في مواجهة الغلاء والمرض والظلام وانعدام الماء، ولا أحد من المسؤولين يجرؤ على الخروج من مكتبه".
هذا الغياب الإداري يأتي في لحظة تحتاج فيها عدن إلى تحرك حقيقي على الأرض، يعيد شيئًا من الثقة المفقودة ويضع حدًا للتدهور. فمع تفاقم الأزمات، لم يعد المواطن العدني يطالب بالكماليات، بل بأبسط مقومات العيش: كهرباء لا تنقطع، مياه نظيفة، رقابة على الأسعار، وخدمات أساسية تحفظ الكرامة.
الرسالة الشعبية اليوم باتت أكثر وضوحًا: العدنيون لا يريدون وعودًا جديدة، بل حضورًا فعليًا وقرارات تعيد الاعتبار لمدينة كانت يومًا ما عاصمة لكل شيء... واليوم صارت مرآةً للإهمال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news