الإخوان المسلمون وتفكيك الدولة العربية: مشروع سلطة في ثياب ثورة

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 229 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الإخوان المسلمون وتفكيك الدولة العربية: مشروع سلطة في ثياب ثورة

منذ اندلاع ما سُمي بـ"الربيع العربي" في أواخر عام 2010، برزت جماعة الإخوان المسلمين كلاعب سياسي رئيسي في عدد من الدول العربية. غير أن تجربتها لم تُترجم إلى نموذج ديمقراطي يحتذى به، بل سرعان ما تحولت إلى مشروع سلطوي قائم على استثمار الفوضى لا صناعة الدولة، وعلى تقويض المؤسسات لا بنائها.

وفي هذا السياق، قال المفكر والكاتب الإماراتي أ.د جمال سند السويدي في تغريدة له على منصة "إكس": "ظلت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 تسعى للوصول إلى الحكم أو السلطة، وتتخذ من حديثها عن إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة وسيلة لتحقيق هذا الهدف".

من مصر إلى اليمن: مسارات تخريب لا إصلاح

في مصر، تونس، سوريا، ليبيا، واليمن، تكررت الأنماط ذاتها: شعارات ثورية في العلن، وتحالفات سلطوية ضيقة في الخفاء، تفضي في كل مرة إلى الانقسام المجتمعي، العنف، وتآكل مؤسسات الدولة.

في اليمن، مثل حزب الإصلاح – الذراع السياسي للإخوان – حالة نموذجية لهذا التلون. فخلال الحراك الجنوبي في 2007، نعتت وسائل إعلام الجماعة نشطاء الجنوب بـ"الشرذمة الانفصالية"، ثم انقلب الخطاب بعد 2015 عقب تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيا الحوثي، حين بدأت الجماعة تتحدث عن "الوحدة الوطنية" و"الشراكة السياسية"، بعد أن وجدت نفسها خارج المشهد الجنوبي.

ويعلق المحلل السياسي اليمني د. ياسر اليافعي على هذا التحول قائلاً: "الإخوان يتبدلون بتبدل الظروف. خطابهم لا ينطلق من رؤية وطنية ثابتة، بل من مصالح آنية هدفها الوحيد: البقاء في السلطة بأي ثمن".

تحالفات متناقضة.. والإصلاح يغازل الحوثي

بعد فقدانهم السيطرة في الجنوب، تواترت مؤشرات على تنسيق إعلامي وميداني بين جماعة الإصلاح ومليشيا الحوثي، خصوصاً في ما يتعلق باستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي. هذا التلاقي، وإن بدا غير منطقي سياسيًا، يكشف استعداد الجماعة للتحالف مع الخصوم التاريخيين، ما دامت النتيجة تُقربهم من السلطة.

الإخوان: مشروع عابر للحدود.. وعابر للمؤسسات

في مختلف الدول التي نشط فيها الإخوان، كانت النتيجة واحدة: انقسام سياسي، خطاب تعبوي، توظيف انتهازي للدين، وإضعاف لمفهوم الدولة. ويشير الناشط الحقوقي علي ناصر العولقي إلى أن "الجماعة لا تحمل مشروع دولة، بل مشروع سلطة بوسائل فوضوية".

وأضاف: "الإخوان يستخدمون الإعلام، والمؤسسات، وحتى الخطاب الديني كأدوات لتمزيق المجتمعات من الداخل، وتفريغ مفهوم الدولة من مضمونه".

وهم الإصلاح على ركام الدولة

أثبتت تجربة الإخوان في أكثر من دولة عربية أن الجماعة لا ترى في الدولة إلا وسيلة، ولا في الشعوب إلا أدوات لحصد السلطة. فحيثما حلت الجماعة، حلّ الانقسام والفشل، واندثرت مؤسسات الدولة لصالح مشاريع موازية تسعى للتمكين لا الشراكة، وللاستئثار لا الإصلاح.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

في تهديد مبطن للمملكة.. ما هي الشروط الثلاثة التي وضعتها جماعة الحوثي على السعودية؟

يني يمن | 828 قراءة 

انهيار غير مسبوق في صنعاء

كريتر سكاي | 609 قراءة 

ضبط شابين قادمين من مناطق سيطرة بكامل زينتهما وأناقتهما وبلباس النساء

عدن تايم | 553 قراءة 

تقرير | تنامي تهريب وإنتاج المخدرات.. هل تُعيد المافيا الإيرانية تموضعها في اليمن بعد خسارتها سوريا ولبنان؟

بران برس | 480 قراءة 

عاجل:اشتعال معارك ضارية بين القوات الجنوبية وقوات أخرى

كريتر سكاي | 454 قراءة 

لماذا تعثرت عودة رئيس الحكومة سالم بن بريك إلى العاصمة عدن حتى الآن؟!

مراقبون برس | 453 قراءة 

وزير حوثي يعود إلى الحياة بعد استهدافه بالهجوم الإسرائيلي على حكومته بصنعاء (شاهد)

المشهد اليمني | 426 قراءة 

فيديو | رحلة تطور كهرباء مأرب منذ 2014 وحتى اليوم وخطتها المستقبلية.. حوار خاص مع مدير عام الكهرباء بالمحافظة عبدالهادي الشبواني

بران برس | 420 قراءة 

مقتل جنديين في هجوم مفاجئ للحوثيين على مواقع عسكرية بجبهة “الحد يافع"

بران برس | 306 قراءة 

نجاة قائد اللواء 22 مشاه من عملية اغتيال بكمين مسلح نصب له في طريق العبر الدولي

بران برس | 261 قراءة