الإخوان المسلمون وتفكيك الدولة العربية: مشروع سلطة في ثياب ثورة

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 289 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الإخوان المسلمون وتفكيك الدولة العربية: مشروع سلطة في ثياب ثورة

منذ اندلاع ما سُمي بـ"الربيع العربي" في أواخر عام 2010، برزت جماعة الإخوان المسلمين كلاعب سياسي رئيسي في عدد من الدول العربية. غير أن تجربتها لم تُترجم إلى نموذج ديمقراطي يحتذى به، بل سرعان ما تحولت إلى مشروع سلطوي قائم على استثمار الفوضى لا صناعة الدولة، وعلى تقويض المؤسسات لا بنائها.

وفي هذا السياق، قال المفكر والكاتب الإماراتي أ.د جمال سند السويدي في تغريدة له على منصة "إكس": "ظلت جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 تسعى للوصول إلى الحكم أو السلطة، وتتخذ من حديثها عن إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة وسيلة لتحقيق هذا الهدف".

من مصر إلى اليمن: مسارات تخريب لا إصلاح

في مصر، تونس، سوريا، ليبيا، واليمن، تكررت الأنماط ذاتها: شعارات ثورية في العلن، وتحالفات سلطوية ضيقة في الخفاء، تفضي في كل مرة إلى الانقسام المجتمعي، العنف، وتآكل مؤسسات الدولة.

في اليمن، مثل حزب الإصلاح – الذراع السياسي للإخوان – حالة نموذجية لهذا التلون. فخلال الحراك الجنوبي في 2007، نعتت وسائل إعلام الجماعة نشطاء الجنوب بـ"الشرذمة الانفصالية"، ثم انقلب الخطاب بعد 2015 عقب تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيا الحوثي، حين بدأت الجماعة تتحدث عن "الوحدة الوطنية" و"الشراكة السياسية"، بعد أن وجدت نفسها خارج المشهد الجنوبي.

ويعلق المحلل السياسي اليمني د. ياسر اليافعي على هذا التحول قائلاً: "الإخوان يتبدلون بتبدل الظروف. خطابهم لا ينطلق من رؤية وطنية ثابتة، بل من مصالح آنية هدفها الوحيد: البقاء في السلطة بأي ثمن".

تحالفات متناقضة.. والإصلاح يغازل الحوثي

بعد فقدانهم السيطرة في الجنوب، تواترت مؤشرات على تنسيق إعلامي وميداني بين جماعة الإصلاح ومليشيا الحوثي، خصوصاً في ما يتعلق باستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي. هذا التلاقي، وإن بدا غير منطقي سياسيًا، يكشف استعداد الجماعة للتحالف مع الخصوم التاريخيين، ما دامت النتيجة تُقربهم من السلطة.

الإخوان: مشروع عابر للحدود.. وعابر للمؤسسات

في مختلف الدول التي نشط فيها الإخوان، كانت النتيجة واحدة: انقسام سياسي، خطاب تعبوي، توظيف انتهازي للدين، وإضعاف لمفهوم الدولة. ويشير الناشط الحقوقي علي ناصر العولقي إلى أن "الجماعة لا تحمل مشروع دولة، بل مشروع سلطة بوسائل فوضوية".

وأضاف: "الإخوان يستخدمون الإعلام، والمؤسسات، وحتى الخطاب الديني كأدوات لتمزيق المجتمعات من الداخل، وتفريغ مفهوم الدولة من مضمونه".

وهم الإصلاح على ركام الدولة

أثبتت تجربة الإخوان في أكثر من دولة عربية أن الجماعة لا ترى في الدولة إلا وسيلة، ولا في الشعوب إلا أدوات لحصد السلطة. فحيثما حلت الجماعة، حلّ الانقسام والفشل، واندثرت مؤسسات الدولة لصالح مشاريع موازية تسعى للتمكين لا الشراكة، وللاستئثار لا الإصلاح.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اتصالات أمريكية مع الرئيس الزبيدي (تفاصيل)

الأمناء نت | 1059 قراءة 

من هو عراف الدبلوماسية اليمنية والشخصية التحاورية الفطنة ومن خلق ليكون سفيراً ولا أحد يشبهه سياسياً ؟

يمن فويس | 645 قراءة 

توجيهات صارمة بشأن دخول السعودية

كريتر سكاي | 528 قراءة 

وزير يمني يوجّه رسالة مفتوحة إلى ولي العهد السعودي ويحذّر من هذا الأمر الخطير

بوابتي | 514 قراءة 

العرادة يفشل ترتيبات عسكرية إخوانية حوثية في مارب قبل فوات الاوان

نافذة اليمن | 458 قراءة 

“تمرد مسلح في وادي حضرموت… أبو علي الحضرمي يعلن حرباً على الدولة ويتحدى السعودية

موقع الجنوب اليمني | 437 قراءة 

في مقدمتهم حميد الاحمر .. موقع مصري: “إخوان اليمن” يهربون من تركيا

العاصفة نيوز | 426 قراءة 

عاجل:تصريح غير متوقع للمجلس الانتقالي لقناة العربية بشان حضرموت والمهرة هل وافق على الانسحاب؟

كريتر سكاي | 404 قراءة 

بالوثيقة .. تعميم هام من عدن

كريتر سكاي | 348 قراءة 

اليمن: أبناء الرئيس الراحل علي عبد الله صالح أمام المحاكم في فرنسا بتهمة غسل الأموال

يمن فيوتشر | 300 قراءة