في ظل التحديات الصحية المتزايدة التي تواجهها العاصمة عدن، وخصوصًا مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، دشّن مكتب الصحة في مديرية التواهي، صباح الإثنين، حملة توعوية شاملة تستهدف التصدي لخطر تفشي الحمى والكوليرا، اللتين تشكلان تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة في المدينة، وسط ظروف بيئية وخدمية صعبة.
وقد جرى تدشين الحملة وسط حضور رسمي وشعبي واسع، بمشاركة عدد من القيادات الصحية في المديرية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والجهات ذات العلاقة، بالإضافة إلى فرق التثقيف الصحي والمتطوعين الذين سيقومون بتنفيذ الأنشطة الميدانية على مدى الأيام المقبلة.
أهداف الحملة
تهدف الحملة إلى رفع مستوى الوعي لدى السكان بخطورة الأمراض الوبائية، وخاصة الحمى بجميع أنواعها (الضنك، الملاريا، الفيروسية) والكوليرا، التي تنتشر بشكل متكرر في مناطق مختلفة من عدن، لا سيما في الأحياء المكتظة بالسكان، والتي تعاني من مشكلات في الصرف الصحي ونقص خدمات المياه النظيفة.
وتتضمن الحملة سلسلة من الأنشطة التوعوية التي تشمل النزول الميداني إلى الأحياء والمنازل، وتوزيع منشورات توعوية، وإلقاء محاضرات تثقيفية في المدارس والمساجد والمراكز المجتمعية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات نظافة عامة ورش المبيدات في الأماكن الموبوءة والمياه الراكدة التي تعتبر بيئة مثالية لتكاثر البعوض الناقل للأمراض.
تصريحات المسؤولين
وفي تصريح خاص لصحيفة “صدى الجنوب” ،
أكد مدير مكتب الصحة في مديرية التواهي أن هذه الحملة تأتي في إطار الجهود الوقائية والاستباقية لمواجهة خطر الأوبئة، استجابة للتحذيرات الصادرة عن وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى احتمالية تفشي الكوليرا والحمى بشكل واسع خلال الأشهر القادمة ما لم يتم التدخل الفوري.
وأضاف المسؤول أن الحملة ستشمل مختلف أحياء التواهي دون استثناء، مع التركيز على المناطق التي سُجِّلت فيها إصابات سابقة أو التي تُعدّ بيئة خصبة لانتشار الأمراض بسبب ضعف البنية التحتية، مشيرًا إلى وجود خطة تنسيق مع الجهات المعنية لتأمين الدعم اللوجستي والتمويلي لضمان استمرارية الحملة وتحقيق نتائج ملموسة.
تفاعل مجتمعي واسع
من جهتهم، أبدى المواطنون في مديرية التواهي ترحيبهم بهذه الخطوة، مؤكدين على أهمية التوعية في الحد من انتشار الأمراض. وقال أحد المواطنين: “نحن نعاني كل عام من موجات متكررة من الحميات، وتزداد الإصابات بين الأطفال وكبار السن، لذلك نثمن جهود مكتب الصحة ونأمل في استمرار هذه الحملات بشكل منتظم”.
كما شاركت في الحملة عدة مبادرات شبابية ومنظمات محلية، في دلالة على وعي متنامٍ بين أبناء المجتمع بأهمية العمل الجماعي والتكافل المجتمعي في التصدي للمخاطر الصحية.
دعوات للمشاركة والتعاون
وقد دعت الجهات المنظمة للحملة جميع المواطنين إلى التعاون مع الفرق الميدانية وفتح أبواب منازلهم لهم، والانتباه للنصائح الصحية المقدمة، معتبرة أن الحماية تبدأ من الوعي، وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، أفرادًا ومؤسسات، لحماية المجتمع من هذه الأمراض الفتاكة.
السياق الصحي في عدن
وتعاني مدينة عدن منذ سنوات من أزمات متكررة في القطاع الصحي نتيجة تداعيات الحرب وتدهور الخدمات الأساسية، ما جعلها عرضة لموجات تفشي متكررة للأوبئة، لا سيما في مواسم الأمطار والصيف، حيث تنتشر الحميات والكوليرا بشكل مقلق.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت في وقت سابق من ارتفاع معدل الإصابات بالكوليرا في اليمن، مشيرة إلى أن نقص المياه النظيفة وسوء الصرف الصحي يشكلان عاملين رئيسيين في تسريع انتشار الوباء، خصوصًا في المدن الساحلية ذات الكثافة السكانية العالية مثل عدن.
الخاتمة
إن إطلاق هذه الحملة التوعوية في مديرية التواهي يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الحد من تفشي الأمراض الوبائية في العاصمة المؤقتة عدن، ويعكس حرص الجهات الصحية على اتخاذ التدابير الوقائية المبكرة في ظل بيئة محفوفة بالمخاطر الصحية.
وتبقى الحاجة قائمة لمزيد من الدعم الرسمي والدولي لتعزيز قدرات القطاع الصحي وتطوير البنية التحتية، بما يضمن استدامة هذه الجهود ونجاحها في حماية صحة المواطن اليمني.
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news