اليمن تحت قبضة إيران.. مليشيا الحوثي والتوظيف الإرهابي للأرض والإنسان
لم يعد خافيًا على أحد أن مليشيا الحوثي الإرهابية تجاوزت حدود التمرد الداخلي، لتتحول إلى أداة إقليمية بيد النظام الإيراني، تستخدم الأرض اليمنية مختبرًا لإطلاق وتجريب الصواريخ والطائرات المسيّرة والأسلحة المتطورة، في مشهد كارثي يُنذر بتفجر الوضع الإقليمي وتهديد الأمن العالمي.
فعلى مدى سنوات الحرب، نجح الحوثيون – بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني – في تحويل اليمن إلى منصة هجومية متقدمة، لا تستهدف الداخل فحسب، بل تمتد نيرانها إلى دول الجوار، وتُهدد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وتبتز المجتمع الدولي عبر عمليات ممنهجة، لا تختلف في طبيعتها الإرهابية عن تنظيمات مثل "داعش" و"القاعدة".
منصة إيرانية في خاصرة الخليج
إن الصواريخ الباليستية التي تطلقها المليشيا على الأراضي السعودية، والطائرات المسيّرة التي تُستخدم في ضرب السفن التجارية، لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج تخطيط طويل الأمد لإيران، التي وجدت في الحوثيين أداة مثالية لتوسيع نفوذها وبث الفوضى في خاصرة الخليج.
لقد تحوّلت صنعاء إلى "بيروت جديدة" تُدار من طهران، وصعدة إلى "قم عسكرية" تختبر فيها الصواريخ الإيرانية، بينما تُجبر عشرات الآلاف من اليمنيين على الانخراط في معارك عبثية لا تخدم سوى المشروع الطائفي والتمدد الإيراني في المنطقة.
خطر يتجاوز الجغرافيا
الخطر الحوثي لم يعد مسألة يمنية بحتة، بل أصبح خطرًا إقليميًا ودوليًا. إن سلوك هذه الجماعة في البحر الأحمر، وفي شبكات تهريب السلاح والمخدرات، وتحالفها المكشوف مع تنظيمات مثل "الشباب" الصومالي، يضع المنطقة بأكملها في مرمى نيران الإرهاب العابر للحدود.
ومع كل يوم يمضي، تزداد صعوبة ضبط الأمن البحري، وسط تصاعد التهديدات التي تطال الملاحة الدولية. وهنا، تتضاعف مسؤولية المجتمع الدولي الذي لا يملك ترف التهاون مع تهديد بهذا الحجم، يُقوض الاستقرار العالمي ويضع الاقتصاد الدولي في مهب المغامرات الإيرانية.
دروس من صعدة.. لا سلام بلا ضغط
ورغم كل المبادرات والجهود النبيلة التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق السلام في اليمن، فإن التجربة العملية مع الحوثيين – من الحروب الأولى في صعدة إلى اتفاق ستوكهولم – أثبتت أنهم لا يلتزمون بعهد، ولا يوفون باتفاق، ولا يُمكن الوثوق بجنوحهم إلى السلم إلا إذا تجرعوا مرارة الضغط العسكري والسياسي.
إن كل هدنة يُعلن عنها، تُستغل من قبلهم لتعزيز ترساناتهم، وتطوير قدراتهم، وإعادة انتشارهم. وكل مبادرة تُقابل منهم بالمراوغة، والتصعيد، وتحويل المشهد السياسي إلى وسيلة للتهدئة المؤقتة فقط.
خيار واحد: دعم الجيش اليمني
الواقع يفرض علينا خيارًا واضحًا لا يحتمل المواربة: دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اليمنية، فهو السبيل الوحيد لاستعادة الدولة، وتفكيك المليشيا، وإعادة الاستقرار للبلد والمنطقة. فجيش وطني محترف ومدعوم بشكل فعلي، قادر على مواجهة الحوثيين وردع التمدد الإيراني في اليمن، وقطع شرايين التخادم الإرهابي الذي يغذي الحروب والدمار.
اليمن لا يحتاج اليوم إلى بيانات شجب جديدة، بل إلى تحرك دولي فعّال، وموقف حازم يتعامل مع مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية خارجة عن القانون الدولي، تنتهك السيادة، وتعبث بأمن الملاحة، وتُوظف المساعدات الإنسانية لأغراضها الحربية.
كلمة أخيرة
إن استمرار الحوثيين في تحويل اليمن إلى قاعدة صاروخية إيرانية ليس تهديدًا لليمن وحده، بل هو تهديد لمنظومة الأمن الجماعي في المنطقة والعالم. وهذا الخطر، إن تُرك دون ردّ حازم، فستدفع ثمنه العواصم من عدن إلى الرياض، ومن القاهرة إلى باريس. آن الأوان للعالم أن يُدرك أن مليشيا الحوثي ليست جزءًا من حل، بل جوهر المشكلة ذاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news