التزاحم على سوريا

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 110 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التزاحم على سوريا

التزاحم على سوريا

قبل 16 دقيقة

ليست هذه أول حالة جيوسياسية تحصل في تنافس اكثر من قوة ودولة على التواجد في سوريا، هذا البلد العربي ذي الموقع الجيوستراتيجي فائق الأهمية، لكن تتبع مستوى التنافس يصبح محسوسًا عند بلوغه مرحلة التزاحم والمزاحمة على الدور والتأثير في اتجاهات البلد المستقبلية

.

يمكن طرح سؤال في صيغة اخرى اكثر واقعية من هي القوى او الدول التي تتزاحم على سوريا حتى الان؟، وما هي أدواتها للحضور والتاثير؟.

ربما من دون الابتعاد كثيرًا عن رصد اي متابع سياسي او باحث ان يلحظ بأن هناك دولتين تتنافسان إلى حد درجة المزاحمة وهما دولة إقليمية جارة لسوريا هي تركيا بينما الدولة الثانية عربية وتشهد صعودًا كبيرًا كقوة إقليمية عظمى هي المملكة العربية السعودية.

تركيا في عهد اردوغان من خلال حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الاسلامية الاخوانية لها أطماع تاريخية لا تخفى في المنطقة، وخصوصًا في العراق وسوريا، وحتى بلدان عربية بعيدة عنها نسبيًا مثل ليبيا، وكما يقال ان الجنود تزحف على بطونها فالدول تزحف وراء مصالحها. وعلى الرغم ان تركيا بفعل قربها من قادة حركة الإخوان المسلمين في ليبيا قد حققت اختراقًا جزئيًا في هذا البلد العربي ذو الجذور القومية، فهي بلا شك قد استفادت من عقود مليارية من حكومة الوحدة بقيادة السيد عبد الحميد دبيبة ومن قبله السراج وكما تسعى للحصول على مواقع بحرية في المياه الاقليمية الليبية تضم مكامن للغاز.

لكنها في العراق توقفت عند جدار هيمنة حكم الشيعة الموالي لايران ومع ذلك بات العراق شريكا تجاريا لها بتصدير ما قيمته ١٨ مليار دولار بضائع وخدمات وشركات مقاولات.  لكن بقيت عين تركيا منذ تفجر الأحداث فيها منذ عام ٢٠١١ م على الشام وبقيت أمنية الرئيس اردوغان في الصلاة في الجامع الاموي عبارة عن جهد مكلف في احتضان المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، إضافة إلى أكثر من مليوني نازح ومهجر لكنه لم ييأس من فرصة سوف تلوح في نهاية عام ٢٠٢٤ بتحريك قوات حركة تحرير الشام والفصائل  المنضوية تحت رايتها ليكسب دمشق بسهولة وسرعة. حتى الآن لا أحد يعرف كيف وصل ابو محمد الجولاني الرئيس الحالي احمد الشرع لكي يصلي ركعتي الشكر في ميدان الامويين!!

ففيما مضت تركيا تحقق ومن خلال شراكتها التقليدية مع دولة قطر نقاطا في المشهد السوري فوجئت بأن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قد حقق بالضربة القاضية جل اهدافه في سوريا عبر طلبه المستجاب

من الرئيس الأمريكي ترامب برفع العقوبات عن سورية وكسب قلوب السوريين والتي تميل بحكم عاطفتها الى السعودية لاعتبارات تاريخية ودينية وتوجهات المملكة العروبية. يضاف الى ذلك انطلاق سلاسل دعم لوجستي في الصحة والخدمات والاغاثة مثلما وظفت لحكومة الشرع دعما سياسيا دوليا وخصوصا على الصعيد الاوربي.

كل ذلك خلق شعورا تركيا من عدم الارتياح لهذا الدور الكبير والاقتحام غير المتوقع لخطط تركية كانت معدة لسوريا رغم المجاملات الدبلوماسية والخطاب المتوازن. 

ففيما اختارت دولة الامارات العربية بحسب مضمون حديث الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية لقناة فوكس نيوز سياسة التمهل والتاكد من موثوقية التوجهات السورية لحكومة الشرع مع انفتاح محسوب فان قطر توظف كل ما تملكه من علاقات امريكية واوربية لتعزيز الانخراط التركي في سوريا عبر وعود بمشاريع لتحسين الطاقة والمطارات الا ان ما يواجهها من صعوبة في فرص الدور والتأثير هما نقطتان اساسيتان.

الاولى.. حجم الامكانيات التي يمكن أن توجهها المملكة العربية السعودية نحو الساحة السورية وخصوصا ان تركيا لا تريد ان تدفع أموالها خارج نطاقها الجغرافي بسبب ازمتها الاقتصادية وكبر اعباء الرئيس اردوغان داخليا وحجم المعارضة السياسية له في الشارع التركي. 

الثانية ،، ان سياسة قطر انها لا تريد التصادم مع الدور السعودي في اية محطة او موقع لاسباب معروفة فهي تحاول الاختباء وراء الدور والحضور التركي.

نحن نشهد تداخل وتشابك عوامل عدة لصنع سوريا جديدة مختلفة عن سوريا الاسد ومحور ايران وهنا لا بد من احتساب الاعاقة التي يمكن أن تلعبها ايران واسرائيل في نجاح حكومة الشرع في تثبيت حالة من الاستقرار السياسي والامني ودفع عجلة التنمية المتوقفة منذ اكثر من عقد .

اظن ان المشكلة في سوريا ومع تقدم الدور السعودي وعطاءه السخي ووقوفه الى جانب حكومتها سياسيا واقتصاديا لكن يبق الشيء المحير  ما الذي يدور في عقل الرئيس احمد الشرع؟ والى أين يريد السير الى اية وجهة رغم ان بعض الوجهات سوف تصل إلى حد التنازع والمزاحمة والصراع على الدور.

فغموض الرجل وسلوكه السياسي يوحي بالاطمئنان ولكن ما نسمعه عما يدور في الشارع من تصرفات وضعف في قيام ادارات حكومية فاعلة سوف يقلل من الطموحات وكما يقال في علم السياسة انه يدرس ويحلل الوقائع ولا يسبح في التمنيات.

* كاتب واكاديمي من العراق

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

امريكا تعين خبيرا بارزا بالحوثيين

العربي نيوز | 516 قراءة 

روسيا تكسر الحظر على الحوثيين!

العربي نيوز | 441 قراءة 

تنظيم القاعدة ينشر صور وأسماء منفذي الهجوم على المجمع الحكومي في المحفد بأبين (أسماء)

المشهد اليمني | 391 قراءة 

اعلان عاجل لإدارة امن تعز (بيان)

العربي نيوز | 368 قراءة 

العليمي يغادر عدن إلى السعودية.. ومصدر رئاسي يكشف السبب

نافذة اليمن | 360 قراءة 

وصول تعزيزات حوثية ضخمة إلى خطوط التماس استعدادًا لمعركة فاصلة في هذه المحافظة

المشهد اليمني | 356 قراءة 

تسهيلات سعودية جديدة للمواطنين اليمنيين: تعرّف على التفاصيل

المرصد برس | 351 قراءة 

تحذير عُماني عاجل لليمن (اعلان)

العربي نيوز | 327 قراءة 

يحدث الآن في الضالع : اشتباكات في مدينة قعطبة تسبب الرعب وسط السكان

يمن فويس | 255 قراءة 

تحديد سعر غير متوقع لاول رحلة طيران بالشركة الجديدة من عدن

كريتر سكاي | 227 قراءة