التزاحم على سوريا

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 104 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التزاحم على سوريا

التزاحم على سوريا

قبل 16 دقيقة

ليست هذه أول حالة جيوسياسية تحصل في تنافس اكثر من قوة ودولة على التواجد في سوريا، هذا البلد العربي ذي الموقع الجيوستراتيجي فائق الأهمية، لكن تتبع مستوى التنافس يصبح محسوسًا عند بلوغه مرحلة التزاحم والمزاحمة على الدور والتأثير في اتجاهات البلد المستقبلية

.

يمكن طرح سؤال في صيغة اخرى اكثر واقعية من هي القوى او الدول التي تتزاحم على سوريا حتى الان؟، وما هي أدواتها للحضور والتاثير؟.

ربما من دون الابتعاد كثيرًا عن رصد اي متابع سياسي او باحث ان يلحظ بأن هناك دولتين تتنافسان إلى حد درجة المزاحمة وهما دولة إقليمية جارة لسوريا هي تركيا بينما الدولة الثانية عربية وتشهد صعودًا كبيرًا كقوة إقليمية عظمى هي المملكة العربية السعودية.

تركيا في عهد اردوغان من خلال حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الاسلامية الاخوانية لها أطماع تاريخية لا تخفى في المنطقة، وخصوصًا في العراق وسوريا، وحتى بلدان عربية بعيدة عنها نسبيًا مثل ليبيا، وكما يقال ان الجنود تزحف على بطونها فالدول تزحف وراء مصالحها. وعلى الرغم ان تركيا بفعل قربها من قادة حركة الإخوان المسلمين في ليبيا قد حققت اختراقًا جزئيًا في هذا البلد العربي ذو الجذور القومية، فهي بلا شك قد استفادت من عقود مليارية من حكومة الوحدة بقيادة السيد عبد الحميد دبيبة ومن قبله السراج وكما تسعى للحصول على مواقع بحرية في المياه الاقليمية الليبية تضم مكامن للغاز.

لكنها في العراق توقفت عند جدار هيمنة حكم الشيعة الموالي لايران ومع ذلك بات العراق شريكا تجاريا لها بتصدير ما قيمته ١٨ مليار دولار بضائع وخدمات وشركات مقاولات.  لكن بقيت عين تركيا منذ تفجر الأحداث فيها منذ عام ٢٠١١ م على الشام وبقيت أمنية الرئيس اردوغان في الصلاة في الجامع الاموي عبارة عن جهد مكلف في احتضان المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، إضافة إلى أكثر من مليوني نازح ومهجر لكنه لم ييأس من فرصة سوف تلوح في نهاية عام ٢٠٢٤ بتحريك قوات حركة تحرير الشام والفصائل  المنضوية تحت رايتها ليكسب دمشق بسهولة وسرعة. حتى الآن لا أحد يعرف كيف وصل ابو محمد الجولاني الرئيس الحالي احمد الشرع لكي يصلي ركعتي الشكر في ميدان الامويين!!

ففيما مضت تركيا تحقق ومن خلال شراكتها التقليدية مع دولة قطر نقاطا في المشهد السوري فوجئت بأن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قد حقق بالضربة القاضية جل اهدافه في سوريا عبر طلبه المستجاب

من الرئيس الأمريكي ترامب برفع العقوبات عن سورية وكسب قلوب السوريين والتي تميل بحكم عاطفتها الى السعودية لاعتبارات تاريخية ودينية وتوجهات المملكة العروبية. يضاف الى ذلك انطلاق سلاسل دعم لوجستي في الصحة والخدمات والاغاثة مثلما وظفت لحكومة الشرع دعما سياسيا دوليا وخصوصا على الصعيد الاوربي.

كل ذلك خلق شعورا تركيا من عدم الارتياح لهذا الدور الكبير والاقتحام غير المتوقع لخطط تركية كانت معدة لسوريا رغم المجاملات الدبلوماسية والخطاب المتوازن. 

ففيما اختارت دولة الامارات العربية بحسب مضمون حديث الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية لقناة فوكس نيوز سياسة التمهل والتاكد من موثوقية التوجهات السورية لحكومة الشرع مع انفتاح محسوب فان قطر توظف كل ما تملكه من علاقات امريكية واوربية لتعزيز الانخراط التركي في سوريا عبر وعود بمشاريع لتحسين الطاقة والمطارات الا ان ما يواجهها من صعوبة في فرص الدور والتأثير هما نقطتان اساسيتان.

الاولى.. حجم الامكانيات التي يمكن أن توجهها المملكة العربية السعودية نحو الساحة السورية وخصوصا ان تركيا لا تريد ان تدفع أموالها خارج نطاقها الجغرافي بسبب ازمتها الاقتصادية وكبر اعباء الرئيس اردوغان داخليا وحجم المعارضة السياسية له في الشارع التركي. 

الثانية ،، ان سياسة قطر انها لا تريد التصادم مع الدور السعودي في اية محطة او موقع لاسباب معروفة فهي تحاول الاختباء وراء الدور والحضور التركي.

نحن نشهد تداخل وتشابك عوامل عدة لصنع سوريا جديدة مختلفة عن سوريا الاسد ومحور ايران وهنا لا بد من احتساب الاعاقة التي يمكن أن تلعبها ايران واسرائيل في نجاح حكومة الشرع في تثبيت حالة من الاستقرار السياسي والامني ودفع عجلة التنمية المتوقفة منذ اكثر من عقد .

اظن ان المشكلة في سوريا ومع تقدم الدور السعودي وعطاءه السخي ووقوفه الى جانب حكومتها سياسيا واقتصاديا لكن يبق الشيء المحير  ما الذي يدور في عقل الرئيس احمد الشرع؟ والى أين يريد السير الى اية وجهة رغم ان بعض الوجهات سوف تصل إلى حد التنازع والمزاحمة والصراع على الدور.

فغموض الرجل وسلوكه السياسي يوحي بالاطمئنان ولكن ما نسمعه عما يدور في الشارع من تصرفات وضعف في قيام ادارات حكومية فاعلة سوف يقلل من الطموحات وكما يقال في علم السياسة انه يدرس ويحلل الوقائع ولا يسبح في التمنيات.

* كاتب واكاديمي من العراق


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مسؤول أمريكي يكشف عن تعاون رشاد العليمي مع الحوثيين .. يجب عليه التنحي وإلا سيواجه الاعتقال

الأمناء نت | 781 قراءة 

صعدة.. قتيل وإصابات في اشتباك مسلح بمقر الحوثيين على خلفية اختفاء مخدرات

حشد نت | 730 قراءة 

وردالان: إخلاء عاجل للقصر الرئاسي بالعاصمة بعد ساعات من إجلاء الرئيس ونوابه إلى هذه الدولة

الحدث اليوم | 665 قراءة 

إسقاط واحدة من أكبر شبكات التجسس تعقيدا" يقودها الموساد الإسرائيلي في هذه الدولتين والكشف عن عن تفاصيل ومفاجآت خلال الايام القادمة

الحدث اليوم | 497 قراءة 

تعرف على أسماء القتلى الذين سقطوا بقصف الطيران( إحصائية رسمية)

كريتر سكاي | 453 قراءة 

”ما فعله طارق صالح في تعز سيُغيّر حياة 34 ألف شخص... ولن تصدق ما رأوه بعد 24 ساعة!”

المشهد اليمني | 427 قراءة 

الحوثي يذبح قياداته في صعدة بالرصاص والسبب صادم

نافذة اليمن | 413 قراءة 

نزيف حوثي مستمر.. اعتراف بمصرع قيادات في صنعاء والجوف رغم سياسة التعتيم

نيوز يمن | 381 قراءة 

انفجار سياسي قبيل (قمة الدوحة).. إيران تفاجئ قطر بتحذيرات خطيرة ورد قطري حاسم

موقع الأول | 374 قراءة 

رسمياً .. تعرف على الحقيقة الكاملة بشأن المشادة بين اللواء سلطان العرادة واللواء عيدروس الزبيدي

الحدث اليوم | 335 قراءة