حين يعتقد كثيرون أن احتشاء عضلة القلب – أو ما يعرف بالنوبة القلبية – يرافقه دوماً ألم حاد في الصدر أو شعور بالضغط خلف عظمة القص، تكشف الدكتورة أوكسانا ميخائيلوفا، أخصائية أمراض القلب، أن الأمر ليس بهذه البساطة دائماً.
فبحسب ميخائيلوفا، قد تتخذ النوبة القلبية أشكالاً غير تقليدية، ما يجعل تشخيصها أكثر تعقيداً، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخر المصاب في طلب الرعاية الطبية، وهو تأخر قد يكون قاتلاً.
خمسة وجوه خادعة للنوبة القلبية
توضح الدكتورة أن هناك خمسة أنماط سريرية “غير نمطية” للنوبة القلبية، تتنكر فيها الأعراض على هيئة أمراض أخرى، ما يُربك المريض والطبيب على حد سواء.
1. الشكل البطني: “كأنها تسمم غذائي”
قد يشعر المصاب بألم حاد في أعلى البطن، يرافقه غثيان وقيء وإسهال وانتفاخ، وحتى حرقة في المعدة، مع تعرق بارد وضعف عام. غالباً ما يُشخّص هذا الشكل خطأً على أنه حالة تسمم أو تفاقم لالتهاب المعدة أو قرحة.
2. الشكل التنفسي (الربوي): “ضيق تنفس بلا إنذار”
يشبه هذا الشكل أعراض الأمراض التنفسية، إذ يعاني المريض من سعال جاف، أحياناً مصحوب ببلغم رغوي، إضافة إلى شعور بالاختناق وصفير في الصدر، دون وجود ألم صدري واضح.
3. الشكل الدماغي: “يتظاهر كسكتة دماغية”
هذا النمط هو الأخطر، إذ يحاكي أعراض الجلطة الدماغية: دوخة مفاجئة، صعوبة في النطق، اضطرابات حركية، غثيان، تشوش ذهني، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي.
4. اضطراب النظم القلبي: “قلب يفقد إيقاعه”
يعاني المريض في هذه الحالة من تسارع أو اضطراب في نبض القلب، مع شعور بالدوار والهبوط، وقد تصل الأعراض إلى حد الإغماء المفاجئ.
5. الشكل الصامت: “القاتل الهادئ”
الأكثر خفاءً وخطورة، إذ تمر النوبة دون أي ألم واضح. يشعر المصاب فقط بتعب شديد، تعرق غير مبرر، شحوب، وقلق غير مفهوم. أحياناً قد يكون هناك انزعاج بسيط في الفك أو الأذن. هذا الشكل أكثر شيوعاً بين مرضى السكري وكبار السن.
متى يجب دق ناقوس الخطر؟
تحذر ميخائيلوفا: “حتى في غياب الألم، لا ينبغي تجاهل أعراض مثل التعب غير المبرر، ضيق التنفس، الغثيان، أو الدوار المفاجئ”. وتؤكد أن سرعة التصرف قد تنقذ الحياة، حيث يُجرى فحص تخطيط القلب وفحص دم خاص للكشف عن مؤشرات تلف عضلة القلب.
خلاصة: لا تنتظر الألم
احتشاء عضلة القلب ليس دائماً درامياً كما تصوّره الأفلام. في بعض الحالات، يكون صامتاً أو متنكراً. اليقظة تجاه العلامات غير التقليدية وطلب المساعدة الطبية العاجلة قد يحدثان الفرق بين الحياة والمضاعفات القاتلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news