الشيخ ناجي جمعان.. رمزٌ للثبات الوطني والشجاعة اليمنية الأصيلة
قبل 2 دقيقة
حين يُذكر الشرف،والشجاعه والوفاء و التضحية تُذكر المواقف، وحين يُقال الوطن، تُسطَّر أسماء الخالدين، وفي مقدمتهم فقيد الوطن الكبير، الشيخ ناجي جمعان – طيّب الله ثراه، أحد أبرز رجالات اليمن السبتمبرية الجمهورية الذين خلدهم التاريخ بمآثرهم ومواقفهم النبيلة.
كان الفقيد، رحمه الله، شيخًا من طراز فريد، لا يغيّره المنصب، ولا تهزه العواصف السياسية، ولا تنال من عزيمته مغريات السلطة ولا أضواء الألقاب. وُلد شيخاً للكرامة، وعاش فارساً للوطن، ومات واقفاً كالنخل، شامخاً كجبال اليمن، ثابتاً على مبادئه كما عهدناه دائماً، صلباً في وطنيته، نقيًّا في مواقفه.
مواقف خالدة في ميادين الشرف
في انتفاضة الثاني من ديسمبر عام 2017، كان الشيخ ناجي جمعان في طليعة من واجهوا ميليشيا الكهنوت الحوثية الإرهابية، بكل ما أوتي من شجاعة وإيمان. لم يتردد، ولم يتراجع، بل اختار طريق العزة والكرامة، وسطر مواقف ستظل محفورة في وجدان كل يمني حر، مؤمن بالجمهورية والثورة والوحدة.
قاتل كما يقاتل الشجعان، بصمت الحكماء وإيمان المناضلين، فكان موقفه في تلك الانتفاضة مفصلياً، عبّر فيه عن رفضه القاطع لعودة الإمامة، وأكد بدمه الزكي أن اليمن ستبقى جمهورية حرة، عصية على الطغيان والاستعباد.
رجل المواقف والثوابت
عرفه اليمنيون جميعاً مرجعاً قبلياً في بني الحارث، وركناً أساسياً من أركان قبيلة بكيل، وواحداً من رجالات الدولة الذين نذروا حياتهم لخدمة اليمن، الثورة، الجمهورية، والوحدة. كان مؤمناً بأن لا كرامة إلا بوطن، ولا مستقبل إلا بدولة، ولا سلام إلا بعدل.
ثبُت على مبادئه كما تثبت الجبال، لم تغيره الظروف، ولم تغره السلطة، وظل الصوت الصادق في زمن الالتباس، والضمير الوطني في زمن الصفقات، فكان رمزاً للصدق والشرف في زمن عزّ فيه الصدق.
بصمات في مختلف المستويات
لم يقتصر دور الشيخ ناجي جمعان على الميدان، بل كان له إسهامات كبيرة في مختلف المواقع والمجالات التي شغلها، فكان صاحب رأي وموقف، ومصدر حكمة ورؤية، ورجلاً يُعتمد عليه في المحن، ويُحتكم إليه في الشدائد.
شارك في جهود المصالحة الاجتماعية، وتعزيز النسيج الوطني، وساهم بفاعلية في دعم الدولة ومؤسساتها، وكان دوماً إلى جانب الشعب في معاناته وتطلعاته.
الوفاء للرموز الوطنية
برحيله، فقدت اليمن واحداً من أعمدة الوطنية، ورجلاً قلّ أن يجود الزمان بمثله. لكن العزاء أنه ترك إرثاً نضالياً ووطنياً سيظل نبراساً للأجيال، وعلامة فارقة في مسيرة الكفاح من أجل يمن جمهوري حر.
سلام عليك يا شيخ الكرامة والشموخ،
سلام على روحك الطاهرة،
وسلام على المبادئ التي عشت لها واستشهدت من أجلها.
رحم الله الشيخ ناجي جمعان.. وجعل الجنة مثواه، وألهم أهله وذويه وكل أبناء الوطن الصبر والسلوان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news