أغان خالدة في مسيرة الوحدة اليمنية .. سيمفونيات عشق يتوارثها الأجيال (إسمعها)

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” عارف الواقدي:

“وحدويين وما نرضى بوحدتنا بديل… لأجلها عشنا وضحّينا لها جيلاً بعد جيل”، هكذا لهجت “عدن” بالحب لوحدتها، ومن “صنعاء” ارتفع صوت العشق مردِّدًا النشيد الذي صدح في عدن:

“وحدتي… وحدتي… يا نشيدًا رائعًا يملأ نفسي… أنتِ عهدٌ عالقٌ في كل ذمّة.”

تلا محمد سعد عبدالله من شواطئ عدن سيمفونية النصر لوحدة الشعب، قائلاً بفخر اليمني الشامخ بوحدته: “وانتصرنا يا وطن… وحدوي اسمه اليمن”، وأكد: “وحدويين… ولا هذا جنوبي عاد… ولا هذا شمالي… بات يحضنّا وطنٌ وحدوي اسمه اليمن.”

وعزف صوت الوحدة ونشيدها أيوب طارش شموخها مردِّدًا: “رايتي… رايتي… يا نسيجًا حكتُهُ من كل شمس… أخلدي خافقةً في كل قِمّة.”

هذه الكلمات، التي تغنّى بها عملاقا الفن الوطني في اليمن، وتتراقص على أنغامها أرواح اليمنيين في كل ذكرى للوحدة، تؤكد أن الفن كان وما يزال لسان حال الشعب، وروح الوحدة المتوهّجة.

بهذه الكلمات تؤكد عدن، أن الوحدة ليست مجرد خيار، بل هي قدر لا يقبل التبديل؛ شربت أجيالها من معينها، وارتوت أرواحها من شهدها، بينما تشارك صنعاء بصمت، ورغم جراحها، هذا اليومٍ احتضنت فيه الأرواح بعضها بعضًا.

ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تتجلّى هذه السيمفونية الخالدة التي نُسجت خيوطها من شغف الشعب وعشقه الأبدي لوحدةٍ ترتبط بها الروح والهوية والانتماء.

وهكذا، ومن أعماق هذه الألحان التي تشربها فنانو اليمن جنوبًا وشمالًا، تُنسَج لوحات عشق لليمن الواحد، مُعلِنة بزهوٍ يمنيٍّ شامخ، على لسان الفنان والموسيقار الكبير أحمد بن أحمد قاسم: “الوحدة اليمنية يا شعبي أغلى انتصار… الوحدة اليمنية يا شعبي هي شمس النهار.”

وفاءٌ متجدد

في 22 مايو من كل عام، يرتوي وجدان اليمنيين من نبع وحدتهم الأزلية، فتتراقص أرواحهم على إيقاع قصيدة عشق أبدعتها حنايا قلوبهم، ولحنها الفن بأوتاره وأصواته. ليظل الإبداع الفني الشاهد على أن الوحدة ليست مجرد ذكرى، بل نبض حياة.

ومع تلك الكلمات والألحان الوحدوية، يردد كل يمني وحدوي فخور بذلك المنجز التأريخي لليمن اليوم في الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية، الألحان، وصداها المفعم بروح الوحدة.. فيجدد العهد بضمير هز وجدانه لحن “الوحدة أو الوحدة”.

“الوحدة اليمنية يا شعبي هي شمس النهار.. في سمانا تنبع أنوار.. في طريقنا تفرش أزهار.. وتعلي رايتنا يا شعبي مجد وازدهار”.. بهذه الكلمات المضيئة، يستقبل اليمنيون ذكرى أغلى انتصاراتهم، مستشعرين دفء الشمس التي أشرقت على ربوع الوطن الموحد في 22 مايو 1990.

تتردد أصداء كلمات الشاعر المرهف “فريد بركات”، التي تجسدت لحنًا عذبًا في صوتي عملاقي الفن اليمني، الموسيقار القدير “أحمد ابن أحمد قاسم” والفنانة المتألقة “أمل كعدل”.

الفن: صوت الوحدة الخالد

وعلى أنغام فن يحضر فقط بوحدته، يحتفي اليمنيون اليوم بذكرى ميلاد وحدتهم الـ 35، احتفالاً يحضر في كل أغنية لـ”محمد مرشد ناجي” وأنشودة لـ”أيوب طارش”.

في جنوب اليمن، أبدع قامة فنية شامخة كالراحل “محمد مرشد ناجي” أغنيته الخالدة “يمن الوحدة”، التي كتب كلماتها الشاعر والأديب “سعيد الشيباني”. فأطلق العنان لألحانه الشجية، مشدوًا بأسماء المدن اليمنية كجواهر متناثرة على صدر الوطن:

صنعاء الكروم يا موطن الثلايا

يا قلب أيلول محتوى وغاية

عدن شطوط البحر نهود صبايا

سمر الشفاه أما العيون آية

ذمار رداع يا روحي من حدايا

مأرب وحوث وحضرموت مزايا

بيضا شروق صعدة جبال علايا

إب إخضرار تسخر من البلايا

هذي التهائم بالسلام هدايا

وذي تعز دائي بها دوايا

الوحدة يا خلي للشعب راية

فجر الشعوب دائم بلا نهاية

ألحان محفورة في الذاكرة

على امتداد عقود طويلة، ترافقت ثنائية “الفن والثورة” و”الفن والوحدة” في كل مناسبة وذكرى وطنية لهذا الشعب، الذي لا يزال يستقبل فجره على ترانيم “وحدتي وحدتي.. يا نشيدًا رائعًا يملأ نفسي” بصوت فنان اليمن الكبير وصوت وحدته “أيوب طارش”.

وحدتي.. وحدتي.. يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي

أنتِ عهدٌ عالقٌ في كل ذمة

أمتي.. أمتي.. امنحيني البأس يا مصدر بأسي

واذخريني لك يا أكرم أمة

رايتي.. رايتي.. يا نسيجًا حكته من كل شمسِ

اخفقي خالدة في كل قمة

ثنائية أبدية

لقد تماهى فجر اليمنيين مع أغانٍ وحدوية أيقونية، صدح بها فنانون بحجم “كرامة مرسال” بأغنيته “دعيني أعانق فيك الأمل”، و”بشير الخير”، و”أنتِ حبي الأكبر”. وهذه الأغاني لم تكن مجرد ألحان عابرة، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن تطلعات شعب بأكمله نحو مستقبل مشرق وموحد.

ومن أجمل الأناشيد الوحدوية التي حفرت في الذاكرة أنشودة الفنان عبدالرحمن الحداد بكلمات الشاعر المرهف حسين أبو بكر المحضار: “(مايو وفي الثاني وعشرين منه)”.

هذه الأنشودة كانت وما زالت تعبر عن فرحة الشعب بتحقيق أغلى الأماني وبناء صروح المجد بالوحدة والتكاتف:

مايو وفي الثاني وعشرين منه

يا شعبنا حققت أغلى الأماني

وبنيت فوق الجنتين ألف جنة

يا شعبنا لك با نزف التهاني

لأنك تريد العز ما تقبل الهون

وحدة وبالوحدة لنا النصر مضمون

حافظ على الوحدة بيسرة ويمنة

يا شعبنا الشعب العظيم اليماني

وابني صروح المجد لبنة بلبنة

ما يستقيم المجد إلا لباني

كما غنى الفنان الراحل “علي عبدالله السمه” أغنيته الشهيرة “يا حبيبة يا يمن”، وكانت بحق رائعة وحدوية لا يزال لها حضوراً متفرداً.

وغنا أيضا فنان اليمن “عمر غلاب” رائعته الفنية “عالي فوق الشهب يا يمن السعيد”. وغنا عوض أحمد “أماه” مناجيًا فيها اليمن ومطوفًا على مدنها العظيمة صنعاء وعدن وحضرموت وإب وغيرها.

روح الوحدة

نشأت أجيال كاملة على هذه الألحان، مؤمنة بأهداف الوحدة، ومتغنية بها في كل ربوع اليمن، لتصبح وقودًا حيًا في كل ذكرى سنوية تعيد إلى الأذهان عظمة هذا الإنجاز.

ومع كل نغمة تنبعث من هذه الألحان الوحدوية، يهتف كل يمني بقلب يفيض فخرًا بذلك المنجز التاريخي العظيم، مرددًا الصدى المفعم بروح الوحدة “تحيا تحيا الوحدة”.

ونحن نحتفي اليوم في كل ربوع الوطن، شمالًا وجنوبًا، بالعيد الوطني الـ 35 لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، ندرك تمام الإدراك أنه ليس ثمة ملاحم فنية أخلد وأعظم من تلك الألحان التي عبرت بصدق عن إرادة ورغبة اليمنيين الأبية في الحياة تحت راية الوحدة والجمهورية.

إنها لحظات غرام مزروعة في وجدان اليمني كـ”نقم، وردفان، وشمسان”. إنها سيمفونية عشق أبدية، تعزفها قلوب اليمنيين في كل زمان ومكان، وتؤكد أن تمسك اليمني بوحدته باقٍ مهما برزت الخلافات أو دعوات الانقسام.

مرتبط

الوسوم

محمد مرشد ناجي

أمل كعدل

أيوب طارش

أحمد بن أحمد قاسم

أغاني وطنية يمنية

الوحدة اليمنية

اليمن

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط