في ذكراها الـ 35 .. الوحدة اليمنية تقف شامخة امام المؤامرة المستمرة .. "وجدت لتبقى"
ونحن نحتفى بالذكرى الـ 35 لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الـ 22 من مايو المجيد 1990، كان لزامنا علينا التطرق الى المؤامرة التي حيكت ضد البلاد بهدف النيل من وحدته الوطنية التي يراها البعض عامل تهديد لكياناتهم، رغم التاكيدات المتكررة التي اطلقتها القيادة السياسية اليمنية على مدى عمر الوحدة، بانها ليست موجهة ضد احد وانما واجب تاريخي وانساني كان لزاما على كل يمني ويمنية السعي لتحقيقه لخدمة الانسان والارض اليمنية
.
وبالعودة قليلا إلى أحد أهم محطات المؤامرة المستمرة التي تعيشها البلاد اليوم، والمتمثلة بما سمي "مؤتمر الحوار الوطني" الذي عقد في صنعاء عام 2013، حيث ظن اليمنيون أنهم على موعد مع بداية عهد جديد من التوافق والبناء، لكن الواقع كان مغاير تماما، إذ ان ذلك المؤتمر، لم يكن سوى مؤامرة ناعمة دُبرت بليل لضرب الوحدة الوطنية لليمنيين، وتفتيت النسيج الاجتماعي، وشرعنة لوجود الجماعات والمليشيات المسلحة، عبر تسويقها كقوىٰ وطنية مشاركة في صنع القرار.
الواقع يكشف الحقيقة
وما تعيش البلاد اليوم من انهيارات في شتى مناحي الحياة، وتشكل العديد من الكيانات الساعية لتجزئة البلاد، وسط ركام الدمار الذي تسببت به تلك الكيانات الفاشلة التي بدات في هدم صومعة الوحدة منذ وقت مبكر لتصل الى عام النكبة 2011 لتبدأ التنفيذ، الذي وصل الى محطة انقلاب عصابة الحوثي الايرانية "الامامة" الجديدة التي تحاول العودة الى شمال الوطن، كما اوجدت كيانات تحاكي الاستعمار الانجليزي في جنوب الوطن.
لقد كانت النكبة التي رحبت بجميع الكيانات حتى وان كانت متآمرة على البلاد ونظامه الجمهوري ووحدت اراضيه، كالحوثيين وبقايا الاستعمار، عبارة عن المسمار الصلب الذي تم غرسه في خاصرة اليمن واليمنيين، بل شكلت مع ما سمي مؤتمر الحوار الفاشل حينها، المدماك الأول لإفشال مؤسسات الدولة وبداية لهدم النظام المبني على بنود اعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990.
وبالنظر الى واقع المؤتمر حينها، نجد انه تم اختيار اعضائه من المتآمرين على البلاد، ومن العابثين بمقدراته الوطنية، كالاحزاب الفاشلة والكيانات المنبوذة ، واعتمد الولاء والانتماء، لا الكفاءة، في اختيار اعضائه، وامتلأت قاعة الحوار في موفمبيك بأسماء لا علاقة لها بالعمل السياسي ولا بالوطنية والشأن العام، وبعدها تحول أولئك الغاغة إلى "نخب سياسية" يدمرون البلاد ويسعون الى تفتيته.
عكس تيار 22 مايو
وفي الوقت الذي تحرص فيه الدول على ترسيخ الثوابت الوطنية في ذاكرة ووجدان شعوبها، باعتبارها دعائم أساسية للهوية والاستقرار، كتعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة، وتأكيد السيادة والاستقلال في القرار والمصير، إلى جانب ترسيخ الولاء للدستور، ودعم نهج الديمقراطية الذي رافق الوحدة اليمنية واختطه الرئيس الرمز والزعيم الخالد في نفوس اليمنيين علي عبدالله صالح.
وبدلًا من ذلك كله، ذهبت قوى النكبة والانقلاب والمؤمرة والخيانة التي شهدتها البلاد منذ بداية العام 2011، الى مناقشة قضايا ديماغوجية غير ملحة؛ فيما سمي "مؤتمر الحوار"، كتغيير شكل الدولة وتفتيتها، وصياغة دستور جديد؛ رغم ان الدستور القائم من افضل دساتير المنطقة، وليس عليه أية ملاحظات ولا خلافات حوله، فيما تجاهل بشكل كامل ومتعمد ملف المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، ونزع سلاح الجماعات والمليشيات المسلحة؛ التي تم تضخيم دورها آنذاك وتقديمها كقوى سياسية، لا جماعات متمردة تهديد الوحدة، ونسيج المجتمع، بل والأسوأ من ذلك تم تمثيلها في المؤتمر بأكبر من حجمها الحقيقي بكثير، حتى وصلنا إلى وضعنا البائس اليوم، لا صنعاء مع الدولة، ولا عدن تحت سيطرتها الفعلية.
مفاجأة غير متوقعة
ومع تلك المؤامرات وحجم الدعم الذي قدم لتدمير اليمن من اعلى هرمه المتمثل بالنظام، وصولا الى تهديد وحدته، ظلت الوحدة اليمنية، راسخة في نفوس اليمنيين، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وهو ما جسده ابناء عدن "مدينة الوحدة" خلال السنوات التي تلت النكبة والانقلاب، من خلال هتافاتهم التي ترافق كل فعالية وطنية، بـ "الروح بالدم نفديك يا يمن"، "حيو اليماني حيوه"، "برع برع يا فاسدين"، وصولا الى تعالي اصوات الاهالي بالرحمة والمغفرة على روح صانع الوحدة ومن وفر لليمن العزة ولليمنيين الحياة الكريمة ، علي عبدالله صالح.
وبعد مرور قرابة خمسة عشر عامًا، وهي نصف الفترة التي حكم به الرئيس الصالح اليمن، واعتبرتها القوى الفاشلة مدة طويلة رغم ما حملته من منجزات تنموية وانسانية ابرزها الوحدة واعظمها الحفاظ على السيادة، وحفظ كرامة المواطن اليمني، بعد مرور قرابة 15 عاما من الفوضى والفشل، لم تتمكن خلالها تلك القوى من توفير ابسط الخدمات للمواطنين وعلى راسها الكهرباء والمياه، او تحافظ على مستوى التعليم الذي كان موجودًا في عهد الرئيس الصالح.
ومع عودة واقع التخلف في مناطق عصابة الحوثي " الفقر والجهل والمرض، والخرافة" والحكم بالحديد والنار وتضييق حرية الناس، وضياع كرامة الانسان في مناطق الكيانات الاخرى في عدن وتعز ومأرب وحضرموت، تكون تلك القوى قد عملت بكل جهد لاعادة البلاد الى ما قبل النضال لتحقيق الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر"، في حين ظلت الوحدة اليمنية راسخة لم تتزعزع من نفوس اليمنيين، الأمر الذي يشكل غصة في نفوس الممولين لخراب وتدمير اليمن ومحاولة تفتيته.
وكما قال الزعيم الصالح، ان الوحدة وجدت لتبقى، فأن الواقع يؤكد تلك المقولة التي تعد شعارا حياة، وكرامة وعزة لجميع اليمنيين، الامر الذي اكده السياسي والدبلوماسي والقائد العسكري المحنك احمد علي عبدالله صالح ايضا، الذي قال "ان الوحدة اليمنية وُجدت لتبقى، لأنها مشروع وطني جامع كبير، وهي منجز عظيم لكل الشعب".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news