قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي إن التجارب المريرة، لا سيما عقب انقلاب المليشيات الحوثية، أثبتت أن بناء اليمن الحديث لا يمكن أن يتم إلا بتحقيق ثلاثة شروط رئيسية: حماية النظام الجمهوري، وترسيخ التعددية، وبناء وحدة متكافئة تقوم على العدل والمساواة.
وأضاف العليمي في خطاب بمناسبة الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية، أن الوحدة الوطنية التي ننشدها اليوم ليست شعارًا، بل ممارسة واقعية، تتجسد في مؤسسات عادلة، وسلطات مستقلة، ودولة مدنية تُدار بالحكم الرشيد وتكافؤ الفرص.
وأشار العليمي إلى مزايدة المليشيا الإرهابية "باسم الوحدة والسيادة"، مؤكدًا أنها هي من تغلق الطرقات، وتحاصر المدن، وتستنزف العملة الوطنية، وتعيد إنتاج التمييز والفوارق بين الطبقات، وتفرض واقع الانفصال بالقوة، إلى جانب النهب والجبايات، والانخراط في مغامرات طائشة تستدعي التدخلات الخارجية، وتُصدّر الفوضى خدمة لأجندة إيران ومشروعها التوسعي.
وأكد أن "القضية الجنوبية تمثل جوهر أي تسوية سياسية عادلة، وأن معالجتها لن تتحقق من خلال تسويات شكلية، بل بالإنصاف الكامل، والضمانات الكافية التي تُمكن أبناء الجنوب من صياغة مستقبلهم، وتحديد مركزهم السياسي والاقتصادي والثقافي".
وأوضح أن "الروح الجنوبية كانت سبّاقة إلى الحلم الوحدوي، نشأةً وفكرًا وكفاحًا، فكان النشيد جنوبيًا، والراية جنوبية، والمبادرة جنوبيّة بامتياز".
وقال العليمي في خطابه: "لم نتخلَّ يومًا عن مسؤولياتنا، ولم نقمع احتجاجًا سلميًا، بل نظرنا إلى أصواتكم... كحافز صادق لتسريع وتيرة العمل، وتخفيف المعاناة بالشراكة مع أشقائنا".
وأضاف: "نؤكد لكم العهد ألا نغفل لحظة واحدة عن معركتكم المصيرية في استئصال جذر المشكلة، المتمثلة في المشروع الحوثي الإمامي، كتهديد وجودي لنظامنا الجمهوري، وأمن بلدنا، ونسيجه الاجتماعي، وهويته العربية والثقافية، ومصالحه الإقليمية والدولية".
وألمح إلى الخيار العسكري لحسم المعركة مع مليشيا الحوثي إذا "استمرت في رفض الاستجابة للإرادة الشعبية، وقرارات الشرعية الدولية، ومساعي حقن الدماء، وإنهاء المعاناة"، مشيرًا إلى تعزيز جاهزية القوات المسلحة والأمن، وكافة التشكيلات العسكرية، لخوض "معركة الخلاص".
وختم العليمي خطابه بالقول: "هذه هي الوحدة الوطنية التي نؤمن بها: وحدة من أجل الدولة لا المليشيا، وحدة من أجل الجمهورية لا الإمامة، وحدة من أجل المواطنة والشراكة والتنوع لا الهيمنة والإقصاء".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news