الوحدة اليمنية بعيون جنوبي .. مكاسب تاريخية وآفاق مستقبلية لأبناء الجنوب
قبل 1 دقيقة
في الثاني والعشرين من مايو عام 1990، تحقق حلم طال انتظاره على يد الرئيس السابق الشهيد علي عبدالله صالح رحمه الله والرئيس علي سالم البيض، وتوحد شطرا اليمن في دولة واحدة، منهين عقودًا من الانقسام والتشتت. لقد كانت الوحدة اليمنية حدثًا تاريخيًا مفصليًا، حمل في طياته آمالًا عريضة بمستقبل أفضل لجميع اليمنيين
،
بالنسبة لأبناء الجنوب، لم تكن الوحدة مجرد تغيير سياسي، بل كانت استعادة لهويتهم اليمنية الأصيلة، وإنهاء لحالة الاغتراب التي فرضتها الظروف السياسية والجغرافية. لقد رأوا في الوحدة فرصة سانحة لتجاوز الماضي المرير، وبناء مستقبل زاهر يسوده العدل والمساواة والتنمية الشاملة.
منحت الوحدة أبناء الجنوب حقوقًا متساوية في المواطنة، بما في ذلك الحق في التعليم، والصحة، والعمل، والتنقل بحرية في جميع أنحاء البلاد، بالتالي ساهمت الوحدة في تعزيز الاندماج الوطني بين أبناء الشمال والجنوب، من خلال تبادل الخبرات، وتوحيد المؤسسات، وتسهيل الزواج المختلط، مما أدى إلى تقوية النسيج الاجتماعي اليمني.
شهدت محافظات الجنوب تحسنًا ملحوظًا في البنية التحتية، مثل الطرق، والمدارس، والمستشفيات، بفضل الاستثمارات الحكومية التي تدفقت بعد الوحدة. كما استفاد أبناء الجنوب من فرص العمل التي أتاحتها الشركات والمؤسسات الوطنية.
فتحت الوحدة الباب أمام المشاركة السياسية لأبناء الجنوب والتعبير عن آرائهم بحرية أكبر.
ساهمت الوحدة في تعزيز الأمن والاستقرار في مناطق الجنوب، من خلال توحيد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، ومكافحة الجريمة والإرهاب.
ومن أهم منجزات الوحدة دمج المؤسسات الحكومية في الشمال والجنوب في مؤسسات وطنية موحدة، مما أدى إلى تحسين كفاءة الإدارة العامة وتقديم الخدمات للمواطنين. كما تم تنفيذ العديد من المشاريع لتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك بناء الطرق، والمطارات، والموانئ، ومحطات توليد الكهرباء، وشبكات المياه والصرف الصحي.
بالإضافة لبناء العديد من المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية في المناطق النائية، مما أدى إلى زيادة فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية لجميع المواطنين.
ومن منجزات الوحدة اليمنية اكتشاف واستغلال العديد من حقول النفط والغاز في مناطق مختلفة من البلاد، مما ساهم في زيادة الإيرادات الحكومية وتمويل المشاريع التنموية.
كما أدت الوحدة إلى تعزيز مكانة اليمن الإقليمية والدولية، حيث أصبح للبلاد صوتًا أقوى في المحافل الدولية، وتمكنت من لعب دور أكبر في حل النزاعات الإقليمية.
على الرغم من الإيجابيات العديدة التي تحققت بعد الوحدة، إلا أن التجربة لم تخل من التحديات والصعوبات. فقد شهدت البلاد صراعات سياسية واقتصادية واجتماعية، أدت إلى تقويض الوحدة وتأخير تحقيق التنمية الشاملة. ومع ذلك، فإن هذه التحديات لا تقلل من أهمية الوحدة كخيار استراتيجي لليمنيين، بل تحفزهم على العمل بجد أكبر لتجاوز الصعاب، وبناء يمن موحد قوي ومزدهر.
إن مستقبل الوحدة اليمنية يعتمد على قدرة اليمنيين على التغلب على خلافاتهم، والتوصل إلى توافق وطني حول شكل الدولة ونظام الحكم. يجب على جميع الأطراف السياسية والمجتمعية أن تعمل معًا بصدق وإخلاص لبناء دولة ديمقراطية عادلة، تحترم حقوق جميع المواطنين، وتوفر لهم فرصًا متساوية في التعليم، والعمل، والمشاركة السياسية.
الوحدة اليمنية هي مكسب تاريخي يجب الحفاظ عليه وتطويره. إنها الخيار الأمثل لضمان مستقبل أفضل لجميع اليمنيين، وخاصةً أبناء الجنوب الذين يستحقون أن يعيشوا في دولة موحدة قوية ومزدهرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news