كريتر سكاي/ خاص
قال الإعلامي ياسر اليافعي: من الطبيعي أن تتزايد الأمراض في هذه الأيام، ونحن نعيش تحت لهيب حرارة لا ترحم، وانقطاع كهرباء لا ينتهي. ما يحدث في عدن اليوم ليس مجرد أزمة خدمية، بل عقاب جماعي لسكانها. تخيّل فقط شيخ طاعن في السن، أو مريض ضغط وسكر، أو طفل صغير، يقضي ليله بالكامل يتصبّب عرقاً في ظلام دامس، بلا مروحة، بلا ماء بارد، بلا لحظة راحة.
واضاف: حتى من يملك بطاريات، كم ستصمد؟ ساعتين؟ ثلاث؟ بالكاد، ثم يعود الجحيم.
والمصيبة الأكبر، أن هذه المأساة لم تعد تُعامَل ككارثة، بل كأنها أمر واقع. جريمة مستمرة، بلا محاسبة، بلا خجل. كل طرف يتبرأ، كل جهة تلقي التهمة على الأخرى، بينما الحقيقة أن كل من يحمل صفة "مسؤول" في هذا البلد، هو شريك في هذا العذاب، إن لم يكن بالفعل، فبصمته.
وتابع: كنت قبل أيام في الفيوش بمحافظة لحج أزور أقاربي، قالوا لي: "ما شفنا الكهرباء من رمضان، اشتغلت قبل أسبوع ساعة واحدة بس!" قالوا: "مطالبنا بسيطة، نريد الكهرباء تشتغل ساعتين بالنهار وساعتين بالليل، نشحن فيها البطاريات، نضخ ماء، نغسل ملابس، نبرّد ماء نشربه، نعيش فقط، مش أكثر!"
وأوضح: يا الله، كيف أصبحت الأحلام بهذه البساطة؟ أحلام الناس اليوم تنهار بصمت، وطموحاتهم تُدفن كل ليلة في عتمة قاتلة، بينما الجميع مشغولون بـ"الوضع الصامت"، كأن لا شيء يحدث.
واختتم: نسأل الله أن يلطف بأهلنا في عدن، ولحج، وأبين، والمكلا، وسائر المناطق الساحلية التي تصارع الحر والظلام وقسوة الإهمال.. اللهم خفف عنهم، وبدّل حالهم إلى خير، فأنت أرحم بهم من كل من تولّى أمرهم وضيّعه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news