الجنوب اليمني | خاص
تشهد مديرية طور الباحة بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، تدهورًا ملحوظًا في الوضع الأمني، حيث يتعرض المسافرون على الطريق الحيوي الرابط بين محافظتي تعز وعدن لسلسلة من المخاطر، بما في ذلك عمليات الاختطاف والنهب والابتزاز المتكررة.
في ظل غياب سلطة القانون وتنامي نفوذ الفصائل المسلحة، يواجه المسافرون تهديدًا مستمرًا لسلامتهم، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في توفير الحماية اللازمة للمواطنين وضمان أمن الطرق.
في سياق متصل، فُقد السائق طارق مرتضى نعمان في ظروف غامضة منذ حوالي أسبوع أثناء توجهه من محافظة تعز إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وأفادت مصادر مقربة من عائلة الضحية لـ”الجنوب اليمني” أن آخر اتصال مع طارق كان من مديرية طور الباحة، وبعدها انقطعت أخباره تمامًا، مما أثار قلقًا بالغًا لدى أفراد أسرته وزملائه.
وأكدت المصادر أن جهود عائلة “طارق” في البحث عنه لدى التشكيلات المسلحة المنتشرة في المنطقة، والمدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، لم تثمر عن أي نتيجة، مما يزيد من احتمالية تعرضه للاختطاف أو الاعتقال القسري.
وفي حادث منفصل، اختُطف الشابان جميل قايد رباش علاية ومحمد عبده أحمد علاية أثناء سفرهما من المخا إلى عدن، قبل أن يتم الإفراج عنهما بعد عدة أيام من الاحتجاز.
وعلى الرغم من انتهائه هذا الحادث، بالإفراج عن المختطفين، إلا أنه يسلط الضوء على حرية حركة الجماعات المسلحة وقدرتها على تنفيذ عمليات الاختطاف دون أي رادع، مما يزيد من حالة الخوف والقلق بين المسافرين ويهدد أمنهم.
وفي تحليله للوضع، أرجع المحلل السياسي محمد قائد، في تصريح خاص لـ”الجنوب اليمني”، تصاعد الانفلات الأمني في طور الباحة والمحافظات الجنوبية بشكل عام إلى انتشار التشكيلات المسلحة الموالية لأطراف مختلفة، وتنافسها المحموم على مناطق النفوذ والسيطرة على الموارد.
وأشار أيضًا إلى تهميش دور الأجهزة الأمنية الرسمية وعدم تزويدها بالقدرات اللازمة لفرض الأمن وتطبيق القانون.
وأضاف محمد قائد أن تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية يدفع بعض السكان إلى الانخراط في أعمال إجرامية، مثل النهب والسطو المسلح، كوسيلة لتأمين سبل العيش.
وأكد أن عدم محاسبة المتورطين في حوادث الاختطاف والنهب، وتكريس ثقافة الإفلات من العقاب، يشجع على تكرار هذه الجرائم ويقوض سلطة القانون وهيبة الدولة.
وفي الختام، يظل استعادة الأمن والاستقرار في طور الباحة، وتأمين الطريق الرابط بين تعز وعدن، أولوية قصوى لإنقاذ حياة المسافرين وتسهيل حركة التجارة، بما يسهم في تخفيف معاناة السكان وتحقيق التنمية المستدامة.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news