تشهد جزيرة سقطرى اليمنية، الوجهة التي تستقطب محبي الطبيعة، وضعًا مقلقًا لأحد أهم رموزها البيئية، وهو شجرة دم الأخوين الفريدة.
وفي تقرير خاص، كشفت شبكة
ريبابليك
ميديا عن تفاصيل التهديدات التي تواجه هذه الشجرة النادرة، التي لا تنمو إلا في أرخبيل سقطرى الواقع في بحر العرب.
وتتميز هذه الشجرة بمظلاتها المميزة التي تحاكي شكل الفطر، وراتنجها الأحمر الذي يعرف بـ"دم التنين"، والذي استخدم عبر التاريخ في الطب التقليدي.
وأشارت التقارير إلى أن شجرة دم التنين، التي تعتبر من أقدم مجتمعات الغابات المهددة بالانقراض، تواجه خطر الانهيار نتيجة لتغير المناخ والرعي الجائر، بالإضافة إلى الأنشطة البشرية الأخرى.
ولفت التقرير إلى أن الجزيرة، التي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تستضيف أكثر من 800 نوع من النباتات، حيث يشكل النوع المستوطن ثلثها.
وعلى الرغم من ذلك، فإن شجرة دم التنين تحديدًا تجذب حوالي 5000 سائح سنويًا، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل للسكان المحليين.
ولكن هذا المشهد الإيجابي يواجه تحديات كبيرة، حيث تتعرض الجزيرة لأعاصير متزايدة الشدة، بالإضافة إلى مشكلة رعي الماعز الذي يهدد نمو الشجرة، حيث تنمو الشجرة بمعدل بطيء جدًا، ولا تتمكن من الوصول إلى مرحلة النضج قبل أن تستهلكها الماعز.
وعلى صعيد متصل، فإن الوضع السياسي في اليمن، الذي يشهد حربًا مستمرة منذ أكثر من عقد، يعقد جهود حماية هذه الشجرة، حيث تضطر الحكومة إلى إعطاء الأولوية للخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، مما يصعب عليها التركيز على حماية البيئة.
وأفاد التقرير بأن الحرب الأهلية أدت إلى نزوح الملايين من اليمنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية، مما يزيد من الضغوط على الموارد الطبيعية.
وبينما يواجه السكان المحليون تحديات كبيرة، فإن فقدان شجرة دم التنين سيكون له تداعيات وخيمة على النظام البيئي بأكمله، وعلى سبل عيش السكان الذين يعتمدون على السياحة.
وأشار خبراء البيئة إلى أن هذه الشجرة تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن البيئي في الجزيرة، حيث تمتص الضباب والمطر وتنقلهما إلى التربة، مما يسمح للنباتات الأخرى بالازدهار في هذه البيئة القاحلة.
وفي الختام، أكد التقرير على أهمية دعم الحكومة اليمنية لجهود الحفاظ على شجرة دم التنين، نظرًا لمحدودية الموارد المتاحة للسكان المحليين، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان بقاء هذه الشجرة للأجيال القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news