"دواشين" الحوثي والخاتمة المحتومة
قبل 6 دقيقة
أهل مكة أدرى بشعابها، ونحن اليمنيون أدرى ببلادنا، وشعابها، وسهولها، وحقيقة جماعة الحوثي، وحجمها، وتأثيرها، وقدراتها
.
نعلم علم اليقين أن خطاب الحوثي شعبوي كهنوتي ساقط، ومتهافت، ولا ينطلي على الفاهمين، وأولي الألباب، وهم الأغلبية الساحقة من شعبنا.
نعلم جيدًا أن قدرات الحوثي العسكرية محدودة وجبهاتهم شبه خاوية، وليس فيها من الدفاعات والتحصينات ما يكفي لصد أي هجمات برية فاصلة، والدليل هو انهياراتها المتلاحقة في جبهات نهم والحديدة، والتي لم توقفها إلا إمدادات المبعوث الأممي، وتحركاته المحمومة لحمايتهم في مجلس الأمن.
فإذن كيف تضخم شأن هذه الجماعة وصارت تجابه القوى العظمى واسرائيل وتظل ممسكة بزمام المبادرة العسكرية حتى لو كانت ردودها على القصف الجوي العنيف ضعيفة ولا تذكر؟!.
في التراث اليمني طائفة تسمى "الدواشين" كانوا يطوفون القرى والأرياف يشحذون الطعام في مقابل ما يقدمونه من أهازيج شعبية مسلية تعتمد على المبالغة المضحكة والتهويل والخرط من نوعية (احنا ذي دخلنا الجمل في عقش جولب وقلنا يا جمل افسح شوية) .
اليوم، الآلة الدعائية لجماعة الحوثي، ومن ورائها وسائل الإعلام الغربية تمارس أسلوب "الدواشين" لكن ليس بغرض الشحاذة والفكاهة، بل قصدا لحصد مصالح مهولة ومكاسب مهولة جراء بقائها في السلطة بدعم خفي من قوى الشر الإقليمية والدولية.
باب المندب أهم ممر استراتيجي في العالم وبقاء جماعة منفلتة ومعاقبة دوليًا مطلة عليه يتيح للقوى العظمى تحشيد طاقاتها العسكرية في حمايته على المدى الطويل ومن ثم السيطرة عليه وخنق العالم اقتصاديًا للحصول على مزيد من المكاسب، نذكر منها زيادة مبيعات شركات التأمين، وصناعات الأسلحة التي تضخ الضرائب في خزائنها، ووقف التضخم النقدي في أسواقها.
قانون المال بات يحكم العالم، وليست مصالح الشعوب، والحكاية كلها تحريك أموال لا أقل ولا أكثر.
أجدادنا كانوا يضحكون سخرية من دواشين زمان، ونحن أيضًا يضحكنا دواشين الحوثي الى حد الاغماء لكن الفاجعة في مستوى الوعي لدى جمهور المتابعين من غير اليمنيين والذين أقنعتهم ضخامة الدعاية. اقنعتهم أن جماعة إرهابية بأسلحة بدائية أضرت، وقتلت شعبها، وحطمت اقتصاده، وثقافته، وشرخت بنيته الاجتماعية يمكن لها أن تتصدى للقوى العظمى لمناصرة فلسطينيي غزة.
بالفعل ناقشت كثيراً من اشقائنا العرب ووجدتهم اشد تعصبًا للحوثي وحرب الإسناد التي يدعيها اكثر من الحوثيين أنفسهم.
هذا الأمر له علاقة بقنوات الضخ الإعلامي والسوشيال ميديا التي تدغدغ العواطف وتخاطب ادنى مستويات الإدراك لدى شعوبنا التي لا تزال تتغذى بقصص العنتريات والبطولات والانتصارات الإعجازية.
عموماً، لن يصح إلا الصحيح فهذه اللعبة القذرة أصبحت مكشوفة جدا أكثر من أي وقت مضى. ويقيناً لا ظناً أن الخاتمة الطبيعية لجماعة إرهابية مختلقة كجماعة الحوثي هي (مزبلة التاريخ) لكنها مرهونة بانتهاء الوظيفة التي صنعت من أجلها، والأمر مرهون بإرادة من صنعها وأنشأها النشأة الأولى .
متى يكون ذلك؟، نتفائل أنه قريب وقريب جدًا، وما النصر إلا صبر ساعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news