الجُندي بين الواجب والتجاهل!
قبل 4 دقيقة
إلى متى سنظل صامتين، وكاتمين أوجاعنا في صدورنا؟
لماذا هذا التجاهل والصمت، وكأن البلاد عمياء، لا ترى قضايا الجنود، الذين يحملون الوطن على أكتافهم، جيشًا وأمنًا، ثم يُتركون خلف الجدار، يصارعون الحياة وحدهم!
أين الأغاني التي شغلونا بها؟،
أين الأناشيد التي قالوا فيها: "العسكري أكبر مناضل، وأقل مواطن في الراتب والمحصول!".
واليوم، حتى الأغنية التي كانت تواسيه، اختفت، حتى الصوت الذي يرفع من معنوياته، سكت، وبقي هو وحيد أمام واقعٍ قاسٍ. شاهدوا أسعار الصرف، إلى أين وصل الريال، لم تعد له قيمة تُذكر، السعودي اليوم ٦٧٥، والدولار يهرول بلا توقف، تجاوز الألفين وأربعمائة ريال.
ولم يصل الراتب منذ شهرين، وحتى لو وصل، لم يعد يكفي لشراء مناديل ورقية، لأطفالٍ أصابهم الزكام.
والجنود، دخلوا في دوامةٍ من الأوامر، بطاقات ذكية، حسابات بنكية، تطبيقات إلكترونية،
سجلوا، فتحوا الحسابات، ثم انقطع الراتب، ذلك الراتب الهزيل، الذي لا يغطي يومًا واحدًا، في ظل هذه الظروف المزرية!.
جوعٌ، فقرٌ، قلةُ حيلة، ومسؤولون وحكومة تستلم بالدولار والسعودي، أما الجندي،
فهو الذي يعيش الموت كل يوم،
لتتحقق المقولة التي خدعونا بها في السلك العسكري:"الجندي آخر من ينام، وآخر من يأكل، وأول من يُستشهد ويموت.".
ولكن لماذا لا يُصرف راتب الجنود بالعملة المستقرة بالسعودي او الدولار؟..
لماذا يُتركون في مواجهة الانهيار الاقتصادي وحدهم؟..
لماذا لا يحصلون على حقوقهم كما بقية الوحدات؟..
لماذا يُحرمون من الترقيات وكأنهم أقل شأنًا؟..
هل من سببٍ لهذا التمييز؟
أم أنه مجرد نهج الإهمال والتجاهل المعتاد؟.
متى تصحو الضمائر؟.
متى يدرك المسؤولون أنهم مسؤولون عن هذه الرعية؟ "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته." صدَق رسول الله.
ورُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف، وليمُت الجندي جوعًا، هو وأطفاله!.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news