الشرعية اليمنية بين التحديات والمآلات: مقارنة بسوريا الحديثة

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 37 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشرعية اليمنية بين التحديات والمآلات: مقارنة بسوريا الحديثة

كتاب الرأي

كتب إبراهيم الإبراهيم

في خضم العقد الأخير، عاشت منطقة الشرق الأوسط تحولات سياسية عاصفة أفرزت مشاهد متباينة بين الدول، بعضها تماسك رغم الأعاصير، وأخرى انفلتت من بين يدي قادتها. اليمن وسوريا، نموذجان بارزان لهذا التباين، ولكلٍّ منهما حكايته. ففي حين ما تزال الشرعية اليمنية تُصارع على أكثر من جبهة في الداخل والخارج، شهدت سوريا تحولات تُعد، بنظر أنصارها، خطوات إيجابية نحو إعادة بسط الدولة، لا سيما في ظل صعود شخصية مثل أحمد الشرع.

في اليمن، مثّلت "الشرعية" عنوانًا واسعًا لحكومة تعترف بها الأمم المتحدة، لكنها واقعًا، ما زالت تفتقر إلى أدوات النفوذ الفعلي على الأرض. فمنذ انقلاب الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، لم تستطع الشرعية أن تستعيد السيطرة الكاملة، بل خضعت لتجاذبات إقليمية ودولية، وأصبحت تعتمد بشكل كبير على دعم تحالف تقوده السعودية. ورغم وجود شخصيات وطنية مخلصة داخل هذه الشرعية، إلا أن التنافر بين أجنحتها، وتضارب المصالح، وتعقيدات المشهد اليمني، جعل من استعادة الدولة هدفًا بعيد المنال.

في المقابل، استطاعت سوريا في ظل بروز أحمد الشرع، أحد أبرز الشخصيات الإصلاحية في النظام السوري، أن تقدم صورة مغايرة لما يمكن تسميته "مقاربة استعادة الدولة". الشرع لعب دورًا محوريًا في ترسيخ مؤسسات الدولة رغم الضغوط الغربية والتدخلات الخارجية. ساهمت رؤيته في التهدئة الداخلية، وفتح قنوات حوار مع بعض قوى المعارضة، إلى جانب التركيز على مؤسسات الدولة وتماسكها. ورغم الانتقادات الحقوقية الدولية، فإن النظام السوري بقي محافظًا على هيكله المركزي، مستفيدًا من دعم حلفائه ومن خطاب "السيادة ضد التفكك".

مقارنةً بالشرعية اليمنية، يظهر الفارق جليًا في قدرة القيادة السورية على فرض "واقع أمر واقع"، سواء بالسلاح أو بالتفاوض، بينما بقيت الشرعية اليمنية "رهينة الشرعية الدولية" دون القدرة على فرض سلطة فاعلة على الأرض. إن الشرعية في اليمن تواجه تحديات مزدوجة: انقلاب داخلي، وانقسامات داخل صفوفها، وتدخلات إقليمية جعلتها في كثير من الأحيان أداة في صراع نفوذ.

إن تجربة أحمد الشرع تُظهر أهمية وجود رؤية سياسية متماسكة، وقيادة توازن بين الممكن والمطلوب. أما الشرعية اليمنية، فلا تزال بحاجة لإعادة بناء ثقة الداخل بها، وتحرير قرارها السياسي، وإطلاق مشروع وطني جامع يعيد لليمنيين الأمل بدولة تستحقهم.

يبقى الدرس الأهم هو أن الشرعية لا تُمنح من الخارج فقط، بل تُبنى من الداخل، بالثقة، بالتماسك، وبالقدرة على التكيّف مع الواقع لصالح الوطن.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هل نشهد ولادة قوة اقتصادية جديدة تهز الأسواق؟...الاعلان عن أكبر اكتشاف نفطي في العالم

جهينة يمن | 902 قراءة 

رئيس "الاصلاح" يصفع طارق عفاش والزبيدي

العربي نيوز | 549 قراءة 

إجراء جديد: شرط صارم لتجديد الإقامة في السعودية يربك المقيمين!

نيوز لاين | 484 قراءة 

احتفالات بوحدة اليمن تباغت التحالف (صور)

العربي نيوز | 441 قراءة 

تقرير أمريكي يكشف المستور عما تتعرض له جزيرة سقطرى اليمنية

نيوز لاين | 420 قراءة 

لاول مرة.. تعليق سعودي غير متوقع بفتح أهم طريق يربط الشمال بالجنوب

جهينة يمن | 416 قراءة 

توجيهات عاجلة بمنع دخول هؤلاء منفذ الوديعة..تفاصيل

المرصد برس | 351 قراءة 

وسط ترحيب حكومي...أول منظمة دولة تعلن نقل مقرها من صنعاء إلى عدن

جهينة يمن | 333 قراءة 

بشأن "دعم الحوثيين" لـ"مشاغلة السعودية"...عميد بالجيش اليمني يوجه رسالة لدولتين خليجيتين

جهينة يمن | 305 قراءة 

بعد أسبوعين من اتفاق مسقط.. مليشيا الحوثي تعلن نيتها استئناف الهجمات على الملاحة الدولية

نيوز يمن | 217 قراءة