الشرعية اليمنية بين التحديات والمآلات: مقارنة بسوريا الحديثة

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 67 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الشرعية اليمنية بين التحديات والمآلات: مقارنة بسوريا الحديثة

كتاب الرأي

كتب إبراهيم الإبراهيم

في خضم العقد الأخير، عاشت منطقة الشرق الأوسط تحولات سياسية عاصفة أفرزت مشاهد متباينة بين الدول، بعضها تماسك رغم الأعاصير، وأخرى انفلتت من بين يدي قادتها. اليمن وسوريا، نموذجان بارزان لهذا التباين، ولكلٍّ منهما حكايته. ففي حين ما تزال الشرعية اليمنية تُصارع على أكثر من جبهة في الداخل والخارج، شهدت سوريا تحولات تُعد، بنظر أنصارها، خطوات إيجابية نحو إعادة بسط الدولة، لا سيما في ظل صعود شخصية مثل أحمد الشرع.

في اليمن، مثّلت "الشرعية" عنوانًا واسعًا لحكومة تعترف بها الأمم المتحدة، لكنها واقعًا، ما زالت تفتقر إلى أدوات النفوذ الفعلي على الأرض. فمنذ انقلاب الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، لم تستطع الشرعية أن تستعيد السيطرة الكاملة، بل خضعت لتجاذبات إقليمية ودولية، وأصبحت تعتمد بشكل كبير على دعم تحالف تقوده السعودية. ورغم وجود شخصيات وطنية مخلصة داخل هذه الشرعية، إلا أن التنافر بين أجنحتها، وتضارب المصالح، وتعقيدات المشهد اليمني، جعل من استعادة الدولة هدفًا بعيد المنال.

في المقابل، استطاعت سوريا في ظل بروز أحمد الشرع، أحد أبرز الشخصيات الإصلاحية في النظام السوري، أن تقدم صورة مغايرة لما يمكن تسميته "مقاربة استعادة الدولة". الشرع لعب دورًا محوريًا في ترسيخ مؤسسات الدولة رغم الضغوط الغربية والتدخلات الخارجية. ساهمت رؤيته في التهدئة الداخلية، وفتح قنوات حوار مع بعض قوى المعارضة، إلى جانب التركيز على مؤسسات الدولة وتماسكها. ورغم الانتقادات الحقوقية الدولية، فإن النظام السوري بقي محافظًا على هيكله المركزي، مستفيدًا من دعم حلفائه ومن خطاب "السيادة ضد التفكك".

مقارنةً بالشرعية اليمنية، يظهر الفارق جليًا في قدرة القيادة السورية على فرض "واقع أمر واقع"، سواء بالسلاح أو بالتفاوض، بينما بقيت الشرعية اليمنية "رهينة الشرعية الدولية" دون القدرة على فرض سلطة فاعلة على الأرض. إن الشرعية في اليمن تواجه تحديات مزدوجة: انقلاب داخلي، وانقسامات داخل صفوفها، وتدخلات إقليمية جعلتها في كثير من الأحيان أداة في صراع نفوذ.

إن تجربة أحمد الشرع تُظهر أهمية وجود رؤية سياسية متماسكة، وقيادة توازن بين الممكن والمطلوب. أما الشرعية اليمنية، فلا تزال بحاجة لإعادة بناء ثقة الداخل بها، وتحرير قرارها السياسي، وإطلاق مشروع وطني جامع يعيد لليمنيين الأمل بدولة تستحقهم.

يبقى الدرس الأهم هو أن الشرعية لا تُمنح من الخارج فقط، بل تُبنى من الداخل، بالثقة، بالتماسك، وبالقدرة على التكيّف مع الواقع لصالح الوطن.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

محافظتين تمتنعان عن توريد الإيرادات إلى مركزي عدن

نافذة اليمن | 794 قراءة 

تهديد صارم لجماعة الحو ثي وهذا ما سيحدث الليلة

كريتر سكاي | 628 قراءة 

هجوم سيبراني جديد على مؤسسة تابعة للحوثي والإعلان عن تعطيل النظام بشكل كامل

تهامة 24 | 617 قراءة 

أمطار غزيرة وسيول جارفة تضرب عدن… تحذيرات رسمية للمواطنين

حشد نت | 605 قراءة 

الريال يثبت أقدامه في عدن وسط إجراءات مشددة من المركزي.. سعر مفاجئ

مساحة نت | 526 قراءة 

يشمل حزب الإصلاح اليمني.. قرار أمريكي بتصنيف الاخوان منظمة إرهابية

عدن تايم | 467 قراءة 

ضربة سيبرانية جديدة ضد الحوثيين تعطل عشرات المواقع الإلكترونية

تهامة 24 | 442 قراءة 

أسبوعان بلا سكر.. هكذا يتغير جسمك ووجهك

العين الثالثة | 370 قراءة 

”انتصار تاريخي”.. الحوثيون يعلنون إفشال ”مخططات العدو” في صنعاء ويهاجمون ”العفافيش”

المشهد اليمني | 343 قراءة 

الحوثي يدفع بقوات وكتائب قتالية كبيرة من صنعاء إلى هذه المحافظة

نافذة اليمن | 332 قراءة