الصمت الحوثي بعد غارات إسرائيلية على الحديدة يثير شكوكا حول حجم الخسائر وقدرة المليشيا على الصمود
أثار الصمت غير المألوف الذي اعتمدته ميليشيا الحوثي بعد شنّ الغارات الجوية الإسرائيلية على مرفئي الحديدة والصليف، يوم الجمعة الماضية، تكهُّناتٍ وتساؤلاتٍ حول مدى الخسائر الفعلية التي تكبدتها الجماعة، وقدرتها على امتصاص الصدمة دون تضرر صورتها الدعائية.
ففي حين أعلن المتحدث الرسمي باسمها عن سقوط قتيلٍ واحدٍ و11 جريحاً فقط، امتنع تماماً عن الإفصاح عن حجم الدمار الذي لحق بالبُنى التحتية في المينائين الاستراتيجيين على البحر الأحمر، وكأنه يسعى إلى تمرير ضربةٍ قاصمةٍ بأقل قدرٍ من الاعتراف بالخسائر.
وأكدت مصادر محلية أن الحوثيين فرضوا إجراءات حازمة في المناطق المهدَّدة، شملت منع التصوير وتهديد السكان بعقوباتٍ صارمةٍ في حال خرقهم حظر النشر، في محاولة واضحة لحجب معطيات الأضرار الحقيقية.
ومن المعروف أن الميناءين يشكّلان شرياناً حيوياً لتهريب الأسلحة واللوجستيات التي تعتمد عليها الجماعة في عملياتها العسكرية، ما يجعل أي ضربة موجهة إليهما ذات تأثيرٍ بالغٍ على قدراتها التشغيلية.
وانطلقت الغارات الإسرائيلية مشاركةً فيها 15 طائرة مقاتلةٍ وأُنفِذت خلالها نحو 35 غارةً، وفقَ ما أعلن الجيش الإسرائيلي، مستهدفةً “البنية التحتية التي تستخدمها الجماعة لنقل الأسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية”.
وجاءت هذه العملية بعد إصدار سلطات الاحتلال تحذيراتٍ بإخلاء الموانئ الثلاثة التي تسيطر عليها المليشيا، فيما لم يشمل القصف ميناء رأس عيسى في هذه الجولة.
ويُرجح مراقبون أن الاستثناء عن رأس عيسى يعبّر عن تركيزٍ إسرائيلي على المنشآت الأكثر نشاطاً في تهريب الأسلحة.
يُشير غياب أي تصريحٍ من المتحدث الرسمي الارهابي يحيى سريع إلى وجود ارتباكٍ داخلي ومحاولاتٍ لتوزيع الأدوار الإعلامية بين قيادات الصف الأول.
فقد برز القيادي الارهابي محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، مُطلقاً تهديداتٍ بالرد عبر استهداف منشآت نفطية إسرائيلية في ميناء إيلات وخط أنابيب عسقلان، في محاولةٍ لاستعادة زمام المبادرة الإعلامية وإظهار صلابةٍ زائفةٍ.
ويرى محللون أن يعكس هذا التعتيم الحوثي هشاشة في قدراتهم على الصمود أمام ضرباتٍ دقيقةٍ وموجعة، وقد يشير إلى خوفٍ من اهتزاز ثقة أنصارهم في قيادتهم، لا سيما مع تزايد الضغوط العسكرية على أكثر من جبهة.
وفي ضوء تصاعد العمليات الإسرائيلية وتواصل الحصار البحري الجوي، تبدو أمام الجماعة تحدياتٌ جديدةٌ في موازنة الحفاظ على سلاحها الدعائي وتفادي كشف نقاط ضعفها الفعلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news