الانفلات الأمني في مدينة تعز...تهديد مستمر للحياة والاستقرار
قبل 20 دقيقة
تشهد مدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، حالة متصاعدة من الانفلات الأمني، تترجمها يومياً مشاهد الجرائم المتكررة، وعلى رأسها جرائم القتل والاعتداءات المسلحة. ولم تعد هذه الجرائم أحداثاً عابرة، بل أصبحت ظاهرة تهدد حياة المواطنين وتقوض أسس النظام والاستقرار في المدينة التي تعاني أصلاً من آثار الحرب والحصار
.
خلال الأسابيع الماضية، سجَّلت المدينة عدداً من الحوادث الدامية، بينها عمليات قتل لمواطنين بينهم أطفال في وضح النهار، واشتباكات مسلحة بين فصائل أمنية، إلى جانب عمليات سطو مسلح واعتداءات على المواطنين وعلى الممتلكات، وعمليات ابتزاز تطال حتى الأسواق والمؤسسات. هذا الوضع بات يزرع الخوف والقلق في نفوس السكان، ويؤثر بشكل مباشر على الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة.
هذا الوضع الأمني الكارثي الذي تشهده المدينة ناتج عن عددٍ من الأسباب أهمها ضعف أداء الأجهزة الأمنية، وتعدد المجاميع المسلحة داخل المدينة، وانتشار السلاح بشكل غير مسبوق في شوارعها وأحيائها السكنية، وغياب الدولة وضعف السلطة المركزية، وغياب الرقابة الفعلية من قبل السلطات المحلية، وغياب العدالة، وندرة محاسبة مرتكبي الجرائم، وغيرها من الأسباب التي جعلت من مدينة تعز بيئة خصبة للفوضى، ومسرحاً مفتوحاً لتصفية الحسابات.
ان تصاعد موجة الانفلات الأمني وتزايد جرائم القتل والإعتداءات المسلحة بات يثقل كاهل السكان ويهدد حياتهم اليومية، وسط عجز الأجهزة الأمنية عن الحد من هذه الجرائم والفوضى المتفاقمة، ولذلك فإن سكان مدينة تعز يطالبون قيادة الحكومة الشرعية بسرعة اتخاذ إجراءات حازمة لإعادة الأمن والاستقرار الى المدينة، من خلال توحيد الأجهزة الأمنية تحت قيادة وطنية مهنية، وسحب السلاح من الجماعات الخارجة عن النظام ولقانون، ومنع حمل السلاح داخل المدينة، وملاحقة العناصر الإجرامية، وتفعيل دور القضاء لضمان معاقبة الجناة، وتحقيق العدالة.
اليوم، تبقى مدينة تعز، رغم صمودها في وجه الحرب والحصار، بحاجة ماسة إلى استعادة هيبة الدولة، وفرض سيادة القانون، حتى لا تتحول إلى مدينة أشباح تأكل أبناءها، ويفر منها سكانها طلباً للحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news