تعز
تقاطعُ طلقتين في القلبِ المحاصرِ بالنفق،
الجولةُ المنسيةُ في التفاوض،
الأرخبيلُ المتداخلُ في جَزرِ البحارِ ومَدّها.
تعز
المُنى،
الخنجرُ المخفيُّ في أوردةِ الصبابة،
في الغدِ المنسي…
والغدِ المتواترِ بالحكايات،
والأساطيرِ الملوّنةِ بأجنحةِ السراب.
تعز
بين قوسي الحصارِ تُوثِّقُ تاريخَ الدمار،
تغمرُ بالتقاريرِ السريعةِ أروقةَ الأمم.
مُرِّي
صباحًا في الضباب،
وامتدِّي نهارًا في الصدود،
واخترقي حجابَ الليلِ
وما تتلمذَ على يديه من العذاب.
تعز
تذوبُ في حدائقِ المعنى المبعثر
بعاطفةِ الضلال.
تعز، الظلُّ الظليلُ لغيرها،
وهي الليلُ الذي
يعتقُ في السماءِ نجومَه،
ويختارُ الأزقةَ للنسب.
تعز
تمتدُّ شرقًا للمغيب،
وتميلُ غربًا للشروق،
حارَ اليمينُ بها،
وتذبذبَ اليسارُ في خُطاه.
صُبِّي أساكِ
قصائدَ،
سوف يجتازُ الحصارَ الانفجارُ،
سيطبخُ طفلتين لعشائه،
ويشربُ من أفواه الجياع
أنينَ سهادهم
و يبلغُكِ الموتُ الأكيد
في شارعِ الغزوات،
ويذهبُ للمُقيل.
تعز
وجهُ القمرِ الثاني،
ضفائرُ دمعتين،
تعزُ الشظايا في أروقةِ المكانِ وظلّه،
جسرٌ من الأسماء،
وصَرْصَرُ الريحِ المقيمِ بأظافرِ القتلى،
والسكرُ الذي يُوقّعُ في المحافلِ لونه،
وهي التشظي في مواقيتِ الجسد.
صورٌ لأضلاعِ الدمار،
وما حفظَ الفؤادُ من الشوارع،
والحدائق،
وأنديةِ الرياضةِ والشباب.
لا شيء يُشبهُنا
إذ نلوكُ غمامةَ ظلِّنا.
لا شيء يُدركُنا
بين الخطابةِ والخطيب،
جراحُنا تأكلُ صحونَنا،
ويقتاتُ المساءُ منامَنا.
إذا التهبَ الأرق،
فوضى من الشرِّ المتواترِ في الحديث،
لغةٌ تأتي بوعيدها،
ثورةٌ تخجلُ من ذِكرِ البنين،
والمقابرُ تحضنُ أفقَها،
والبناياتُ تتطاول في السماء
صبحٌ من حلمِ الليلِ الطويل
تقاصرَ في الطريق ولم يُرَ
منه الضياء.
كانوا ضُحى،
يملؤون الدربَ صحواً،
والأعاصيرُ تعودُ القهقرى،
صاروا رُكامًا من زَبَد.
تعز
يَقصفُ زاملٌ نشيدَها الوطني،
ويخنقُ آخرُ من السماواتِ النداء*.
حشدٌ من العبثِ اليومي
يُوزِّعُ للرصاصِ إغاثةَ الأحياء
بالإغاثةِ للممات.
طفلٌ هنا يقتله الحصار،
طفلةٌ لا تتلطّفُ الشوارعُ بروحِها،
يفقدُ ظلَّهُ شيخٌ وامرأةٌ قربَ رائحةِ الرغيف.
تعز
مرعى القمامات،
ومسرى الريحِ الخبيثة
إلى غرفِ النومِ التي تُقاتلُها الحرارةُ والنزوح.
من لم يمتْ بحصارِه،
فقتلُهُ اليوميُّ في الشوارعِ والأزقة
يُؤدِّي به إلى القبر،
(الكوليرا) تسبقه،
والبعوض.
هذا الصباح
قطعَ الرصاصُ في (يفرس)،
في المظفر،
في الجند،
صوتَ الفجر،
واختنقتْ ببكائها
قبل الركوع،
فاتحةُ الكتاب.
دُوَلٌ لقيطة،
مرعى الشاة… ومضمضةُ الصباح
بِمِلء الكفِّ من بولِ الإبل…
تتداولُ في المحافلِ قتلَنا
مدًّا… ومَد،
في
فواتيرِ الجهات…
إذ لا فرقَ في معنى الضحايا
بين مقذوفِ الحصار،
والغزواتِ اليوميةِ في الشارع،
وقصفِ الطائرات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news