بقلم / محمد علي رشيد النعماني
لم تعد الأزمة في عدن مجرد أزمة خدمات أو صرف أو رواتب بل تحولت إلى سؤال وجودي يفرض نفسه على كل جنوبي حر “هل نحن شركاء حقيقيون في هذه الحكومة أم مجرد واجهة تُستخدم لتجميل مشهد مشوّه”؟ لا يمكن الاستمرار في الترويج لفكرة الشراكة بينما المواطن الجنوبي يُذل يومياً بانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار وتدهور العملة وتفاقم الأزمات دون أي تحرك جاد من “شركاء الحكم” ما يجري اليوم هو إهانة ممنهجة للجنوب وعدن تحديداً ولا يمكن قبولها تحت أي مبرر سياسي أو دبلوماسي .
إذا كانت صنعاء تمضي في تفاهمات قد تؤسس لمرحلة تهدئة مع الحوثيين فإن عدن تُركت تواجه قدرها منفردة تنهشها الانهيارات من الداخل والتدخلات من الخارج في ظل عجز رسمي مريع وصمت إقليمي مريب المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم أمام خيار لا يحتمل التأجيل إما أن يصطف مع شعبه موقفاً وسلوكاً ويفرض واقعاً جنوبياً يُحترم أو أن يعيد تقييم مشاركته في حكومة لم تعد تعترف بحجم تضحياته ولا بشرعية وجوده الصبر الشعبي بلغ منتهاه والإذلال المعيشي تجاوز حدود الاحتمال ولم يعد هناك من يقتنع بخطاب التطمينات أو التسويف الناس تريد موقفاً تريد فعلاً تريد تحركاً يستعيد الكرامة ويؤسس لواقع جديد لا شراكة تُبنى على الذل ولا حكم يستمر على حساب الكرامة الجنوب اليوم بحاجة إلى قرار سيادي شجاع وإلى قيادة تخرج من مربع المجاملة إلى ساحة المواجهة السياسية المفتوحة عدن لا تنتظر خدمات فقط بل تنتظر كرامة تنتظر أن يشعر أهلها أنهم ليسوا تابعين في وطنهم وأن قضيتهم لم تُحوَّل إلى ملف ثانوي في أجندة الآخرين الشراكة الحقيقية تُبنى على الاحترام المتبادل وحين يغيب الاحترام تسقط الشراكة ويبدأ طريق الخلاص ..
اقرأ المزيد...
طفل يذبح والده بعد عودته من مركز صيفي حوثي
17 مايو، 2025 ( 10:23 صباحًا )
جريمة مروعة .. إختطاف وقتل طفلة ورمي جثتها في بئر
17 مايو، 2025 ( 10:14 صباحًا )
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news