كشف السياسي اليمني البارز سامي الكاف، اليوم الخميس، عن عملية استخباراتية خطيرة نفذها مدرب تابع لحزب الله اللبناني داخل محافظة الحديدة، غرب اليمن، معتبراً أن الحدث يُظهر مستوى التوغل الإيراني في البلاد، خاصة في المناطق الساحلية.
وقال الكاف في تصريحات صحفية إن مدرباً بحرياً من حزب الله قام بـ"مهمة ميدانية سرية" شملت تصويراً وتوثيقاً دقيقاً لمواقع بحرية وجغرافية حساسة على الساحل الغربي، قبل أن يعد تقريراً استخباراتياً مفصلاً أُرسل مباشرة إلى قيادة الحوثيين في صنعاء.
اختراق استخباراتي لا يُمكن تجاهله
وأشار الكاف إلى أن هذه العملية تمثل أكثر من مجرد "خرق أمني"، واصفاً إياها بأنها جزء من مشروع استخباراتي وعسكري عابر للحدود، تديره طهران عبر الحرس الثوري الإيراني وأذرعها في المنطقة، لا سيما حزب الله في الضاحية الجنوبية، والحوثيين في صعدة.
وأكد أن اختيار الحديدة لتنفيذ هذه المهمة لم يكن عشوائيًا، موضحاً أن المدينة باتت تمثل نقطة ارتكاز استراتيجية لإيران، تتحول تدريجياً إلى منصة مراقبة بحرية تطل على الممرات الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.
"احتلال ناعم" تحت لافتة الشعارات
ووصف الكاف العملية بأنها "احتلال ناعم" لا يعتمد على الدبابات أو السلاح، بل على التدريب والرصد والتوجيه الاستخباراتي، محذراً من أن هذا النمط الجديد من السيطرة يُتيح لطهران تحكماً فعلياً في الشواطئ اليمنية دون أن تطلق رصاصة واحدة.
واتهم الكاف جماعة الحوثي باستخدام شعارات السيادة والمقاومة كغطاء لتمرير أجندة الوصاية الإيرانية، مؤكدًا أن "الكاميرا التي حملها عنصر حزب الله ليست أداة إعلامية، بل وثيقة توثق انهيار السيادة اليمنية".
دعوة وطنية عاجلة وتحذير من الانهيار
وفي ختام تصريحاته، دعا الكاف كافة القوى الوطنية اليمنية إلى التحرك العاجل والتصدي لما وصفه بـ"الاختراق الإيراني الصريح"، مشدداً على ضرورة تفكيك شبكات التجسس التابعة لحزب الله والحرس الثوري، سواء في المناطق الخاضعة للحوثيين أو تلك المحررة.
وحذّر من أن استمرار هذا "الاحتلال الخفي" قد يؤدي إلى تقويض وحدة اليمن واستقراره، مشيراً إلى أن الحديدة أصبحت بموقعها الحيوي حلقة متقدمة في المشروع الإيراني الذي يستهدف زعزعة الأمن الإقليمي وتهديد الملاحة الدولية.
ويأتي هذا التحذير في وقت تتصاعد فيه المخاوف من اتساع رقعة النفوذ الإيراني في اليمن، عبر الدعم العسكري والاستخباراتي للحوثيين، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويهدد بإجهاض أي فرص للتسوية السلمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news