حين تُرسم خرائط العالم واليمن متعثر وسط الرمال

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 27 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حين تُرسم خرائط العالم واليمن متعثر وسط الرمال

حين تُرسم خرائط العالم واليمن متعثر وسط الرمال

قبل 5 دقيقة

في العاصمة الرياض التي تسكنها الشرعية اليمنية، وصلت الطائرات، ونُصب الموكب، واصطفت الوجوه تحت سقف الانتظار، كان ترامب الرئيس الأمريكي الذي لا يأتي خفيف الظل ولا عابراً يضع قدمه مجدداً على رمال المنطقة، لا ليمشي فيها بل ليُعيد رسمها على مقاس مصالحه ومصالح حلفائه، ومرةً أخرى اليمن خارج هذه الحسابات

.

تجوَّل ترامب بين الرياض والدوحة وأبو ظبي كما يتجول رسام خرائط فوق طاولة متهالكة للعالم العربي، تحدث عن الأمن والاستثمار والحلفاء والخطر المشترك، تجددت المواثيق، وتبدلت اللغة، وأُعلن عن بداية مرحلة جديدة للشرق الأوسط، بدا الجميع فيها مستعداً لأداء دوره، ضمن المصالح المشتركة الجديدة، إلا اليمن، الذي لم يُطلب حضوره، ولم يُذكر اسمه، ولم يجرؤ أحد على تبرير غيابه أو حتى نقد هذا الإسفاف الذي يُسيء لتاريخ اليمن ولموقعه الجغرافي.

بلد تنهشه الحروب منذُ أكثر من عقد، يتنفس من شقوق النسيان، ويعيش على الفتات السياسي الذي يتساقط من موائد الآخرين. بلد فقد صوته في زحام البيانات، وغابت قيادته عن اللحظة التي يُعاد فيها تعريف من هو صاحب الشرعية، ومن هو خارج اللعبة التي تديرها الإدارة الأمريكية وقوى إقليمية.

في قاعة كبيرة تُشبه غرفة عمليات التجميل، جلس ترامب يلوح بملفات جاء ليُعيد رسمها وتعريفها بما يتناسب مع حجم المرحلة المقبلة، وصلت سوريا وهي مثخنة، لكنها في نهاية المطاف وصلت، بعد أن خرجت من الحريق بجلد جديد، وتحدثت بلغة لم تعد اعتذارية ولا تحمل طابع التسول السياسي، بل كانت لغة النصر والخروج من وطأة حرب العصابات والعقوبات الأمريكية، أما اليمن فبقي خارج الصورة، بلا موقف أو حتى ظل.

هنا لا يمكننا الحديث عن التجاهل، فالذي لا يصنع حضوره لا يُنتظر، والشرعية اليمنية بكل تشكيلاتها وتسمياتها لم تكن غائبة عن القمة فقط، بل غائبة عن الفكرة والقدرة في تقديم نفسها بشكل محترم يليق ببلد عظيم يستند لتاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، حتى المبدأ غابت عنه الشرعية في محطات عديدة.

ولذا اليمن ،اليوم، لا يقف خلف باب مغلق ينتظر فتحه، بل ضل الطريق إلى الوجهة والبيت كله.

مسؤولون يتصارعون على  العمالة والارتزاق، وحكومة تُمارس السياسة كوظيفة لا كواجب وطني، كل ذلك بينما العالم يُعاد ترتيبه، وشرق أوسط جديد يُبنى فوق ركام اليمن، وتحالفات المصالح تسير بعيد عن الجغرافيا اليمنية.

والسؤال الجوهري:

هل كان لليمن أن يحضر؟ نعم كان يمكن أن يحضر بخطاب، بمشروع، بشخصية سياسية قادرة على إقناع العالم أن هذا البلد الذي كان يوماً يُمثل العمق الاستراتيجي للمنطقة والعالم لا يستحق هذا الموت والتهميش، لكن القيادة الشرعية اختارت الغياب، ليس لأن الباب أُغلق في وجهها، بل لأنها لم تعرف الطريق إليه أصلاً.

وما معنى الشرعية إذا لم تكن حاضرة حين يُكتب مستقبل الشعوب؟ أي شرعية تلك التي لا تمثل شعبها حين يُعاد تعريف المعايير؟ وأي قيادة تلك التي تنام بينما تُعقد الصفقات وتُرسم التحالفات وتوزع الجغرافيا السياسية كما تُوزع الغنائم؟. في لحظة ولادة جديدة للمنطقة، بدت الشرعية اليمنية كجسد بلا وعي، يعيش على المسكنات المؤقتة والوعود الكاذبة.

الحقيقة بأن ترامب لم ينسَ اليمن، لكنه لم يجد من يستحق أن يخاطبة ويفتح معه نقاش جاد حول وضع اليمن ومستقبله وموقعه في الخارطة السياسية والاقتصادية الجديدة، هذا كل ما في الأمر، وبغض النظر عن بقية التفاصيل وعن ما يقال في الإعلام.

لقد مرت قافلة السياسة من أمام أعين الشرعية في الرياض، ولم تطرق بابهم، لا لشيء، إلا لأن الشرعية لم تشعل ضوءاً، ولم ترفع لافتة، ولم تبعث إشارة حياة، ولذا لا أحد يلتفت لبيت ليس بهِ رجال.

في النهاية، القضية ليست فقط غياب اليمن عن قمة، بل غيابه عن الزمن، ولليوم ما زال اليمن يسأل، ماذا قالوا عني؟ بينما لا أحد للأسف قال شيئاً، وهُنا يكمن الوجع والحسرة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فرحة عارمة: قرارات سعودية جديدة تهب اليمنيين في المملكة امتيازات استثنائية!

المرصد برس | 631 قراءة 

جاسوس من حزب الله ينفذ عملية سرية على الساحل الغربي لليمن

جهينة يمن | 596 قراءة 

فضيحة تهز عدن.. تفاصيل صادمة من داخل استراحة فاخرة

المرصد برس | 490 قراءة 

تعليق ناري من فتحي بن لزرق حول إعادة افتتاح مطار صنعاء الدولي

كريتر سكاي | 388 قراءة 

التصعيد يلوح في الأفق.. الشرعية اليمنية تستعد لمعركة الحسم وسط تصريحات ترامب!

نيوز لاين | 356 قراءة 

شاهد كيف أصبح ميناء الحديدة بعد القصف اليوم

جهينة يمن | 341 قراءة 

يحتوي على 4 تريليون برميل.. دولة عربية تعلن اكتشاف أكبر حقل نفط في العالم وتستعد لتوديع الفقر باحتياطي يفوق السعودية

اليمن السعيد | 293 قراءة 

خطوة نحو الانفراج: مطار المخا الدولي يفتح أبوابه لاستقبال المسافرين

المشهد اليمني | 278 قراءة 

وصول رئيس مجلس القيادة إلى العاصمة العراقية بغداد برفقة اثنين من أعضاء المجلس

المشهد اليمني | 250 قراءة 

أول رد حوثي على تهديدات ‘‘إسرائيل’’ باغتيال ‘‘عبدالملك الحوثي’’

المشهد اليمني | 234 قراءة