الدبلوماسية العاجزة والقيادة الغائبة.. اليمن خارج القمم والشرعية خارج التاريخ
قبل 7 دقيقة
بسبب ضعف حكام الشرعية تكاد ان تكون القضية اليمنية مغيبة في كافة المحافل العربية والدولية، واصبح يطلق عليها ازمة ما بين الشرعية والحوثي بدلًا من كونها انقلاب على النظام الجمهوري نجم عنها معاناة انسانية يعيشها الشعب اليمني على مدى احدى عشر سنة من عمر الانقلاب
.
ان اكثر ما تعانية اليمن بحربها مع الحوثي غياب المشروع الوطني و الارادة الوطنية و القائد وانحسار دور الساسة عن المشهد اليمني بعد ان فضل الغالبية العيش الرغيد خارج اليمن لا يقدمون شيئًا للقضية اليمنية في حشد الدعم والمساندة نحو التحرير غير جيش فسبكي ومع الاسف هناك من يسعى الى اطالة امد الحرب للحصول على الاموال واستثمار الحرب ولو على حساب الوطن .
القيادة الشرعية والاحزاب والدبلوماسية عورتها مكشوفة للجميع وهو ما افقدهم الاحترام والثقة، ينظر اليهم كعبء ثقيل، من كان يدعمهم بالامس بالمال والسلاح ينتظر ساعة الخلاص من تلك القيادات الانتهازية التي تتاجر بقضيتها من اجل الاثراء والبقاء في مناصب تدار بالخارج وعلى حساب السيادة والقرار .
يلاحظ على الدبلوماسية غياب تام كغياب قيادات الشرعية على الرغم من ان لليمن سفارات في كافة بقاع الارض إلا أنها لا تقدم شيئا، سفارات خاملة تعكس الحالة التي عليها الشرعية اليوم واغلب من بالسفارات موظفيها من اسرة واحدة ليس لهم علاقة بالعمل الدبلوماسي، اغلبهم يحملون مؤهلات ثانوية عامة او وساطة قذفت بهم الى العمل الدبلوماسي .
نتذكر حينما عين بن مبارك وزيرًا للخارجية في حكومة معين عبد الملك، كيف انه اصر ان يحتفظ بمنصب السفير بواشطن واستبعد من هذا المنصب بعد فضحية دبلوماسية واعتراض امريكا على شغل المنصبين واعتبر جهل بالدبلوماسية، وحينما عين رئيسًا للوزراء اراد الاحتفاظ بوزارة الخارحية على اعتبار المنصب مغنم وليس مغرم .
هناك سفراء ليس لهم علاقة باليمن وضرورة مقارعة الحوثي مجرد مكاتب علاقات عامة وسماسرة عقارات يطلبون الله تحت يافطة الدبلوماسية ولسنا ببعيد عن سفيرنا بالصومال الذي باع السفارة بمجرد ما لقي سعر "عرطة".
الدبلوماسية اليمنية تعيش اسولا ما يمكن ان تقدمه لليمن ومقارعة الحوثي
اجتمع وزراء الخارجية العرب ما الذي قدمته الخارجية اليمنية لا شي يذكر، حضورها خافت ينطبق عليها المثل "أطرش بالزفة"، على عكس وزراء الخارجية العرب الدين يستثمرون اللقاءات لصالح اوطانهم بطرح قضاياهم لا تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية
مرّ اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد، مرور الكرام، لم تحظَ القضية اليمنية بنقاش جاد أو موقف دبلوماسي فاعل، باستثناء كلمات مقتضبة وإشادة روتينية بوساطة سلطنة عمان وهي تحضر للقمة العربية الـ34. فشل ذريع لا يختلف عن فشل الشرعية في استغلال فرصة التخلص من الحوثي حينما كان يقصف من الجو وقياداته المليشاوية تختبئ تحت الارض وهم يناقشون من الفنادق المكيفة اليمن ما بعد الحوثي. إنها مهزلة تحتاج الى وقفة جادة ضد من يتلاعبون بالقضية اليمنية حتى كاد التحرر من الحوثي سخيفهم وذهبوا الى امريكا يسألونها كيف نملأ الفراغ إذا ما تخلصنا من ذراع ايران باليمن؟.
هذه هي الدبلوماسية اليمنية التي يقودها مجلس الفشل الرئاسي لا ترفع الرأس ولا تقوم بدورها من أجل اليمن وإنهاء معاناة اليمنيين.
و ما حدث في بغداد هو امتداد لما يحدث في القمم العربية و الدولية فقد شهدنا الايام الماضية حيث انشغل الإعلام الدولي بلحظة اللقاء في القمة "الخليجية - الأمريكية"، برز غياب اليمن عن جدول الأعمال كجرس إنذار مدوٍ، يكشف أكثر مما يُقال ويؤكد ما يحاول البعض نفيه. غياب تام ومخجل لبلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وتُدار أراضيه كأنها هامش جغرافي بلا سيادة أو اهتمام.
ففي الوقت الذي يُعقد فيه الاجتماع بين زعماء الخليج والرئيس الأمريكي، يقيم قيادة المجلس الرئاسي اليمني على بُعد دقائق فقط من مقر القمة، دون أن يكون لليمن حضور يُذكر، لا في الكلمات، ولا في البيانات، ولا حتى في الابتسامات البروتوكولية. وهذا ليس مجرد سهو دبلوماسي، بل مؤشر خطير على تراجع مكانة اليمن في الأجندة الإقليمية والدولية.
لماذا غابت اليمن؟
هل لأن الأطراف الفاعلة باتت تعتبرها "ملفاً مغلقاً"؟
أم لأن القمة نفسها لم تعد ترى في اليمن سوى ساحة صراع ثانوي تُدار بالريموت من خلف الكواليس؟ هذا الغياب لا يحرج فقط المجتمع الدولي، بل يكشف هشاشة المجلس الرئاسي ذاته، الذي لم ينجح حتى في فرض ملف بلاده على طاولة أقرب الحلفاء.
القمة الخليجية - الأمريكية بلا اليمن، ليست مجرد مشهد ناقص، بل شهادة فشل دبلوماسي وواقعي، تضع علامات استفهام على جدية الحلول المطروحة، وعلى من يدير فعلياً مستقبل اليمن. إن لم يكن الحاضر اليمني مهماً الآن، فكيف سيكون لمستقبل هذا البلد أي وزن في معادلات السياسة القادمة؟
إن الغياب هذه المرة لا يمكن التذرع له بالمجاملات أو الانشغالات، بل هو غياب يعكس وزن الحضور الحقيقي. وحين يصبح الغياب أقوى من الحضور، فهذه هي لحظة الاعتراف الجماعي بفشل مجلس القيادة الرئاسي كليا وعلينا البحث عن قيادة جديدة وطنية لتحرير اليمن .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news