اخبار وتقارير
تعز في مرمى الفساد الغذائي: منتجات مغشوشة وأسواق منفلتة واتهامات تطال الرقابة والسلطة
الجمعة - 16 مايو 2025 - 01:52 ص بتوقيت عدن
-
نافذة اليمن - خاص
تحولت أسواق مدينة تعز إلى بيئة خصبة لترويج سلع "مغشوشة" و"منتهية الصلاحية" وأخرى مقربة من تجار وشركات نافذة، في ظل تواطؤ خطير من بعض الجهات التنفيذية والرقابية، وفقًا لشهادات مواطنين ومطلعين تحدثوا إلينا.
ويكشف متابعون عن دخول كميات كبيرة من السلع الفاسدة والمقلدة إلى تعز، قادمة من محافظات مجاورة أو عبر قنوات إغاثية، تُباع بأسعار مغرية مستغلة تدهور القدرة الشرائية للمستهلك، وسط غياب شبه تام للرقابة.
تواطؤ وفساد بمقابل ضخم
تحدث تجار ومواطنون عن فساد ممنهج تمارسه بعض الجهات التي تتلقى "رشاوى مهولة" للسماح بدخول هذه البضائع، ما أدى إلى غزو الأسواق المحلية بمنتجات رديئة، تفتقر لأدنى معايير السلامة والجودة. وقال أحد التجار في شارع التحرير: "السلع المقلدة والمهربة تدخل بتواطؤ رسمي أو عبر منظمات، وتباع على الأرصفة بلا رقابة".
في المقابل، عبّر مواطنون عن مخاوفهم من استمرار هذا الانفلات، وقال أحدهم: "لم أكن أُدقق في تاريخ الصلاحية، لكن بعد أن اكتشفت ابنتي فساد منتج غذائي اشتريناه، أصبحت أكثر حذرًا، لكن الغلاء يجبر الناس على المخاطرة".
رقابة مشتتة ومكاتب متصارعة
الرقابة على الأسواق في تعز تتوزع بين مكاتب الصحة، والصناعة والتجارة، والأشغال، والمسالخ، وهيئة المواصفات، وكل منها يعمل بمعزل عن الآخر، ما خلق حالة من التضارب والازدواجية التي تصب في مصلحة الفساد، وتُضعف حماية المستهلك.
ويطالب مراقبون بإنشاء "هيئة وطنية موحدة للرقابة على الأسواق" مزودة بكوادر مؤهلة ومختبرات متطورة، تضع حدًا للفوضى وتحمي المواطن من السلع الفاسدة والاحتكار.
حملات ابتزاز لا تفتيش
وفي سياق متصل، كشف موظفون سابقون في الأجهزة الرقابية أن سبب إقصائهم من مهامهم هو رفضهم "دفع الجبايات" للمدراء المتنفذين، مشيرين إلى أن "الجباية الشهرية تصل إلى ملايين الريالات"، وأن "المدير يُفضل من يدفع أكثر ليُطلق يده في السوق".
كما كشفوا أن الحملات التي تُنفذ باسم التفتيش ما هي إلا أدوات "ابتزاز" للتجار، الذين يُجبرون على الدفع لتجنب الإغلاق أو الاختطاف أو سحب التوكيلات.
المواطنون يدفعون الثمن
النتيجة المباشرة لهذا التواطؤ الخطير هي افتراس المستهلك من قبل سلع مسرطنة ومقلدة، وأسعار ملتهبة لا تخضع لأي توحيد أو ضبط. يقول أحد المواطنين: "نعيش بين كماشة الغلاء وجشع التجار... الرقابة غائبة، والضمير كذلك".
السؤال الأهم الآن: هل يعلم المحافظ نبيل شمسان بما يجري؟ ومتى سيحاسب الفاسدون؟
وحتى ذلك الحين، تبقى أسواق تعز عنوانًا صادمًا لغياب الدولة، وفوضى التجارة، وفساد الرقابة، في مشهد يختزل المأساة التي يعيشها المواطن اليمني يوميًا.
الاكثر زيارة
اخبار وتقارير
فضيحة استراحة فاخرة بعدن.. ضبط شبان وفتاة في وضع مخل.. صدمة كبرى جاءت في ال.
اخبار وتقارير
انفجار موجة نزوح جماعي في صنعاء بعد هذه التهديدات الانتقامية.
اخبار وتقارير
ترامب يقرع طبول الحرب من الخليج: سنسحق الحوثيين إذا اقتربوا من البحر الأحمر.
اخبار وتقارير
اشتباك عنيف داخل مقر أمني شمال صنعاء يسفر عن قتلى بينهم قيادي حوثي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news