في لحظة فارقة من المشهد السياسي الإقليمي، شهدت العاصمة السعودية الرياض لقاءً تاريخيًا جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس القيادة السورية أحمد الشرع، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مشهد وُصف بأنه نقطة تحول في مستقبل سوريا السياسي.
لكن اللافت في هذه القمة التي حظيت بتغطية عالمية، كان الغياب التام لليمن، سواء على مستوى التمثيل السياسي أو حتى في البيانات الجانبية، ما أثار موجة انتقادات وتساؤلات حول دور القيادة اليمنية وموقعها في خريطة التحولات الجارية في المنطقة.
ورغم أن غالبية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني يقيمون في الرياض، إلا أن أي ظهور أو مشاركة لهم في فعاليات القمة لم يُسجَّل، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على تراجع دور المجلس الرئاسي في الملفات الإقليمية والدولية.
وأكد محللون سياسيون أن المجلس الرئاسي اليمني يعيش حالة من الجمود السياسي والانقسام الداخلي، تجعله غير قادر على تقديم موقف وطني موحد أو مشروع سياسي متكامل يعكس تطلعات الشعب اليمني ويعيد البلاد إلى واجهة المشهد.
وأشاروا إلى أن الفرصة كانت متاحة لليمن لطرح رؤيته في قمة تمثل منعطفًا سياسيًا في المنطقة، لكن غياب الإرادة السياسية، وتشتت القيادة، والصراع على المصالح الضيقة، أبقى اليمن على هامش الأحداث.
وفي المقابل، فرضت القيادة السورية الجديدة نفسها على المشهد من خلال تحرك سياسي مدروس، ما يعكس الفارق الكبير بين قيادتين تمرّان بظروف استثنائية، لكن إحداهما اختارت الفعل السياسي، والأخرى بقيت رهينة الانتظار.
ويرى مراقبون أن ما جرى في الرياض يحمل رسالة صريحة للقيادات اليمنية:
الحضور السياسي لا يُمنح... بل يُنتزع بالموقف والرؤية والسيادة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news