أيها الموت يا ابن الحرام.. هذا صديقي ياسين البكالي وليس مجرد فقيد

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 266 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أيها الموت يا ابن الحرام.. هذا صديقي ياسين البكالي وليس مجرد فقيد

أيها الموت، يا ابن الحرام، ماذا تعرف عن الرفاق؟

هل جلست مرة في أمسية شعرية يصدح فيها ياسين البكالي بقصيدة تُربك القواميس؟

هل شاركت في نقاش فكري اشتبك فيه ياسين كيساري يحترم الإيمان لا بصفته طقوساً بل باعتباره انحيازاً للعدل والكرامة؟

وهل ضحكت حتى البكاء معه؟ أو تشاجرت معه ليقنعك في النهاية أن الحُجة وحدها هي ما يستحق الولاء؟

لا، لم تفعل.

فما الذي يعطيك الجرأة أن تمد يدك إليه؟

مات ياسين. نعم:

لكن ليس قبل أن يخلع عن العالم كل زيفه، ويقول كلمته كأنها قذيفة لا تُصيب إلا النفاق.

كان يسارياً، نعم، لا يساوم على قناعاته. لكنه لم يكن عدواً للإيمان، بل كان أقرب للمؤمنين من الذين يثرثرون باسمه. كان يرى في الله محركاً للعدالة، لا غطاء للسلطة.

وكان شاعراً لا يكتب، بل يخرب بيوت الشعراء.

شعره لم يكن جميلاً فحسب، بل مزعجاً لمن اعتادوا على الزينة دون المعنى.بل ياسين لم يكن يبحث عن المجاز بقدر ما كان يُشهر الحقيقة كخنجر في وجوه الجبناء.

كذلك ولقد كان قصيدته، وبيانه السياسي، وخطابه الأخلاقي… وموقفه من العالم.

كان صديقي ورفيقي التاريخي.

ليس لأننا تشاركنا الخبز والشاي والشتائم الموجهة للطغاة فقط، بل لأننا حلمنا بذات المدينة، بذات الشارع الذي لا يخاف فيه الناس من الشرطة أو من خطيب الجامع.

ولقد كان يؤمن أن الشعر ليس زينة، بل معول.

وأن السياسة ليست منصباً، بل موقع في الخندق الصحيح.

وكان يضحك كمن يعرف أن النهاية قريبة، لكن النكتة أقرب.

صدقوني لم يكن محسوباً على أحد، بل كان محسوباً علينا جميعاً.

على أولئك الذين لم يسعوا إلى السلطة، بل إلى أن يفتحوا شبابيك الحياة على قليل من الحلم .

كما كان ابن الهامش، لكنه سرق المركز من قلبهم، ثم أعاده إلينا، قائلاً: “خذوه، لا يليق بي”.

واذ كان حراً كما لم يكن أحد. لا تروضه جبهة، ولا تنظمه أيديولوجيا، ولا تشتريه وظيفة.

مات ياسين؟

نعم، لكننا لا نصدق. لأن بعض الأصدقاء لا يموتون تماماً، بل يتسللون إلى طريقتنا في الضحك، وفي الغضب، وفي كتابة الشعر الرديء الذي كان يسخر منه.

بالتأكيد سنشتاق لصوته، لنكاته التي تحمل نصف فكر ونصف سخرية.

سنشتاق لرأيه الذي نختلف معه ونشتاق إليه.

سنشتاق لحضوره الذي لم يكن يطلبه، لكنه يفرض نفسه.

فيا موت، يا ابن الحرام،

خذنا واحداً واحداً، لكنك لن تأخذ ياسين من ذاكرتنا.

لقد علّق قبعته على حافة الغيم، وابتسم:

وقال: “لا تبكوا، بل اكتبوا واحلموا واغضبوا “

ونحن نكتب…

له، عنه، وفي حضرته الدائمة.

الرحمة لروحك يا رفيقي… والعزاء فيك قصائد  لا تموت.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

” ترامب” يتقمص شخصية الرئيس اليمني ويثير ضجة عالمية

نيوز لاين | 659 قراءة 

اختطاف مشرف حو ثي من قلب صنعاء في عملية امنية نوعية لقوات الشرعية

يمن فويس | 503 قراءة 

إعلان رسمي عن تحرك عسكري مشترك بين اليمن والإمارات

نيوز لاين | 477 قراءة 

تمرد داخل قـــاعــدة اليمن.. قادة منشقون يمهلون القيادة 10 أيام

الأمناء نت | 430 قراءة 

تحشيد عسكري خطير والجيش جاهز لـ”معركة الحسم”

كريتر سكاي | 407 قراءة 

محمد الأضرعي يتعرف بالندم : لو عاد بي الزمن لما خرجت ضد الرئيس صالح

نيوز لاين | 299 قراءة 

إعلامي يمني يوجّه رسالة مثيرة: غادروا هذه البلاد

نيوز لاين | 283 قراءة 

ليس يمني.. محتال يستغل الكفيل ويسرق 70 مليون

نيوز لاين | 232 قراءة 

صرف مرتب شهر كامل لموظفي الدولة والقطاعات الأمنية والعسكرية بعدن بهذا الموعد

كريتر سكاي | 230 قراءة 

شاهد اول فيديو لاحراق سيارة مواطن في صنعاء

كريتر سكاي | 217 قراءة