أيها الموت يا ابن الحرام.. هذا صديقي ياسين البكالي وليس مجرد فقيد

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 217 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أيها الموت يا ابن الحرام.. هذا صديقي ياسين البكالي وليس مجرد فقيد

أيها الموت، يا ابن الحرام، ماذا تعرف عن الرفاق؟

هل جلست مرة في أمسية شعرية يصدح فيها ياسين البكالي بقصيدة تُربك القواميس؟

هل شاركت في نقاش فكري اشتبك فيه ياسين كيساري يحترم الإيمان لا بصفته طقوساً بل باعتباره انحيازاً للعدل والكرامة؟

وهل ضحكت حتى البكاء معه؟ أو تشاجرت معه ليقنعك في النهاية أن الحُجة وحدها هي ما يستحق الولاء؟

لا، لم تفعل.

فما الذي يعطيك الجرأة أن تمد يدك إليه؟

مات ياسين. نعم:

لكن ليس قبل أن يخلع عن العالم كل زيفه، ويقول كلمته كأنها قذيفة لا تُصيب إلا النفاق.

كان يسارياً، نعم، لا يساوم على قناعاته. لكنه لم يكن عدواً للإيمان، بل كان أقرب للمؤمنين من الذين يثرثرون باسمه. كان يرى في الله محركاً للعدالة، لا غطاء للسلطة.

وكان شاعراً لا يكتب، بل يخرب بيوت الشعراء.

شعره لم يكن جميلاً فحسب، بل مزعجاً لمن اعتادوا على الزينة دون المعنى.بل ياسين لم يكن يبحث عن المجاز بقدر ما كان يُشهر الحقيقة كخنجر في وجوه الجبناء.

كذلك ولقد كان قصيدته، وبيانه السياسي، وخطابه الأخلاقي… وموقفه من العالم.

كان صديقي ورفيقي التاريخي.

ليس لأننا تشاركنا الخبز والشاي والشتائم الموجهة للطغاة فقط، بل لأننا حلمنا بذات المدينة، بذات الشارع الذي لا يخاف فيه الناس من الشرطة أو من خطيب الجامع.

ولقد كان يؤمن أن الشعر ليس زينة، بل معول.

وأن السياسة ليست منصباً، بل موقع في الخندق الصحيح.

وكان يضحك كمن يعرف أن النهاية قريبة، لكن النكتة أقرب.

صدقوني لم يكن محسوباً على أحد، بل كان محسوباً علينا جميعاً.

على أولئك الذين لم يسعوا إلى السلطة، بل إلى أن يفتحوا شبابيك الحياة على قليل من الحلم .

كما كان ابن الهامش، لكنه سرق المركز من قلبهم، ثم أعاده إلينا، قائلاً: “خذوه، لا يليق بي”.

واذ كان حراً كما لم يكن أحد. لا تروضه جبهة، ولا تنظمه أيديولوجيا، ولا تشتريه وظيفة.

مات ياسين؟

نعم، لكننا لا نصدق. لأن بعض الأصدقاء لا يموتون تماماً، بل يتسللون إلى طريقتنا في الضحك، وفي الغضب، وفي كتابة الشعر الرديء الذي كان يسخر منه.

بالتأكيد سنشتاق لصوته، لنكاته التي تحمل نصف فكر ونصف سخرية.

سنشتاق لرأيه الذي نختلف معه ونشتاق إليه.

سنشتاق لحضوره الذي لم يكن يطلبه، لكنه يفرض نفسه.

فيا موت، يا ابن الحرام،

خذنا واحداً واحداً، لكنك لن تأخذ ياسين من ذاكرتنا.

لقد علّق قبعته على حافة الغيم، وابتسم:

وقال: “لا تبكوا، بل اكتبوا واحلموا واغضبوا “

ونحن نكتب…

له، عنه، وفي حضرته الدائمة.

الرحمة لروحك يا رفيقي… والعزاء فيك قصائد  لا تموت.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

العليمي يوجه بإنهاء تمرد عمرو بن حبريش والتشكيلات المسلحة غير القانونية في حضرموت

الأمناء نت | 676 قراءة 

صنعاء تحظر استخدام هذه البطاقة وتهدد حامليها بالاعتقال

نافذة اليمن | 536 قراءة 

قرار مفاجئ يربك الشارع اليمني… والرئاسي يتدخل بتشكيل لجنة وزارية عاجلة

المرصد برس | 463 قراءة 

نجم الدراما اليمنية الفنان "صلاح الوافي" يزور سماء مدينة الخليج العربي ويستعد للإقامة فيها.

كريتر سكاي | 313 قراءة 

وزير يحذر رجال الأعمال في صنعاء: انقلوا مقراتكم إلى عدن أو تواجهون العقوبات الدولية

نافذة اليمن | 287 قراءة 

اليمن: اشتباكات قبلية عنيفة في وادي عبيدة بمأرب

يمن فيوتشر | 281 قراءة 

الكشف عن تطورات اقتصادية مهمة و8 مفاجآت ستغير المشهد المالي والنقدي باليمن

وطن نيوز | 253 قراءة 

ضربة موجعة للحو. ثيين… مقتل عميد بارز وسط تصعيد ميداني

صوت العاصمة | 242 قراءة 

بالأسماء.. قرار بوقف فروع صرافة شهيرة في عدن وشبوة وسيئون

عدن نيوز | 241 قراءة 

هل ينتهي لقاء ترامب وبوتين بحرب عالميه ثالثه...إذاعة "يوم القيامة" تبث رسالتين غامضتين عشية قمة بوتين وترامب

العين الثالثة | 224 قراءة