إلهي أنا عاجزٌ
عن مداواةِ أوجاعِ صَحبي ونفسي،
وقلبي الذي يُحسِنُ الظنَّ فيهِ الرفاقُ
يؤنبني..
يتفتتُ في أضلعي
وهو يبصرُ نزفَ جراحاتهم،
يَنخرُ العجزُ أطرافهُ
من يُداري انكساراته؟
في البلادِ التي عزَّ فيها
_على الشعراءِ_ الرغيفُ
وجفَّتْ موائدُهم
غير مِن حنطةِ الدَّمعِ
والفاقةِ الوارفةْ.
وحدهم شربوا من مياهِ الأسى
ما تغصُّ الصخورُ بهِ
وتكسرَ صخرُ انتظاراتهمْ
في مهبِّ العواصفِ
واحتضروا دون أن يشفقَ الموتُ يوماً بهمْ
من أذابوا قرائحَهمْ
في جحيمِ بلادٍ
تكحّلُ أجفانُها بالرصاصِ
وتطهو لهم لُغماً فاخراً
وتفيقُ على ساحلٍ من عزاءْ.
الرفاقُ اليتامى
المصابونَ بالكلماتِ
يَشِيدُونَ من وردِ أعمارهمْ
شرفاتِ البيوتِ
وهمْ كلما بحثوا عن رغيفٍ
يسدُّ هتافاتِ أمعائهمْ
تتكسرُ أقدامهم في الطريقِ
ويفردُ كفيهِ في وجهِ أحلامهمْ
عدمٌ باتساعِ البلاد.
همُ الشعراءُ المساكينُ!
عشاقُ هذي البلادِ المجانينِ
تعدو خيولُ المعاناةِ
فوقَ حقولِ هواجسهمْ
وتمرُّ جيوشُ الخسارةِ
فوقَ رمالِ اشتهاءاتهمْ
لا يُحسُّ بهمْ أحدٌ
كلما اخترقتْ نظراتُ المُؤجرِ
_وهو يكيلُ شتائمهِ_ صفحاتِ مشاعرهمْ
وغدا الدائنونَ
على مكتباتِ منازلهمْ
أمهاتُ الكتبْ.
من يغوصونَ في وحلِ خيباتهمْ
فلقدْ أكلَ البؤسُ كلَّ سنابلهمْ
من يَعِفّونَ عن أكلِ لحمِ البلادِ
كأعدائها….
من تفوحُ ضمائرهمْ خيبةً
فرطَ ما احترقوا
في سبيلِ استعادةِ أقمارها بالتعبْ..
ربِّ يا رَبِّ..
رفقاً بهمْ
هل تُراكَ خلقتهمُ
وحدهمْ
كي يكونوا لإنضاجِ صبحِ البلادِ الحطب؟
…
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news