في وقتٍ تكافح فيه العاصمة للتعايش مع أزماتها المتعددة، تقف "الدبابات" – الباصات الصغيرة – على رأس مظاهر الفوضى اليومية التي تهدد حياة المواطنين وتنتهك النظام العام.
ويقول شهود عيان إن هذه المركبات الصغيرة أصبحت مرادفًا للتهور المروري، حيث يتسابق سائقوها في الشوارع الضيقة ويتسللون من كل جهة دون اكتراث بإشارات المرور أو قواعد القيادة، بينما يغيب الرقيب وتغيب المحاسبة.
و ما يثير القلق أكثر هو أن كثيرًا من هذه الدبابات تسير دون أرقام، ما يجعلها خارج نطاق التتبع القانوني ويحولها إلى أدوات انفلات أمني متنقلة.
وأفاد مواطنون بأنهم يتعرضون يوميًا لمواقف مرورية خطيرة، تبدأ بالاقتحام المفاجئ لمساراتهم وتنتهي أحيانًا بمحاصرتهم أو التهجم عليهم في حال وقوع احتكاك أو حادث.
ويرى مراقبون أن هذه الفوضى لا تقتصر على الجانب المروري فحسب، بل تُعيد تشكيل سلوك الشارع في عدن، حيث تتآكل قيم الذوق العام وتُهمش أخلاقيات الطريق، مما يُنذر بعواقب طويلة الأمد تطال النسيج الاجتماعي وأمن العاصمة.
ويطالب المواطنون بتفعيل الرقابة ومساندة امنية لرجال المرور بشكل عاجل، وسن قوانين مرورية صارمة تلزم سائقي الدبابات بإجراءات واضحة وسلوك مروري منضبط، مؤكدين أن الخطر الذي تسببه هذه الظاهرة بات يفوق أزمات خدمية أخرى في تأثيرها اليومي والمباشر على حياة الناس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news