الجنوب ڤويس|
خاص
في تصريح غير مسبوق، أكد العميد والكاتب العسكري خالد النسي أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد جزءًا من المعادلة السياسية في اليمن، وأنه فَقَدَ قدرته تمامًا على تحقيق أي من الأهداف التي وعد بها الجنوبيين منذ صعوده إلى واجهة المشهد.
النسي، المعروف بقربه من دوائر القرار الأمني والعسكري، قالها بوضوح: “الانتقالي أصبح خارج المعادلة السياسية بالمطلق، ولم يعد قادرًا على تحقيق هدف واحد من الأهداف الكثيرة التي أعلن أنه سيحققها للجنوبيين من خلال الشراكة.”
شراكة فارغة المضمون.. وأهداف مستبدلة
وأشار النسي إلى أن الشراكة التي دخل فيها المجلس مع القوى السياسية اليمنية تم تفريغها من محتواها، وتحولت إلى مجرد غطاء يُستخدم لتمرير أجندات لا تخدم الجنوب، ولا تمثّل تطلعات شعبه.
هذا التصريح لا يمكن قراءته بمعزل عن التراجع الحاد الذي يشهده المجلس الانتقالي على كل المستويات: سياسيًا، عسكريًا، وشعبيًا. فالمجلس الذي رفع راية “استعادة الدولة” و”تمثيل الجنوب”، بات اليوم مجرد أداة تُستخدم وتُركن جانبًا بمجرد انتهاء صلاحيتها.
نهاية مرحلة أم بداية سقوط؟
تصريحات النسي تحمل بين طياتها نعيًا مبكرًا للمجلس، الذي تآكل من الداخل وتفكّك في الخارج، وأصبح يتلقى الضربات من حلفائه قبل خصومه. والأخطر من ذلك أن هذا السقوط يتم وسط حالة من الصمت المريب داخل قيادات المجلس نفسها، وكأنها تدرك أن النهاية باتت وشيكة.
الجنوب بلا ممثل.. والشعب بلا صوت
تأتي هذه التطورات في وقت يعيش فيه الشارع الجنوبي أسوأ حالاته: خدمات منهارة، أمن مفقود، واحتجاجات شعبية تُواجه بالقمع والتخوين. والمجلس، الذي زعم تمثيل الشعب، بات يتنكر حتى لحقوق الناس في الوقوف والاحتجاج.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: من يمثل الجنوب؟
إذا كان الانتقالي قد خرج من المعادلة، فمن تبقى ليمثل القضية الجنوبية؟ وهل يجرؤ المجلس على مصارحة الناس بأن مشروعه قد انتهى وأنه بات عبئًا على الجنوب بدل أن يكون أملًا له؟
الشارع ينتظر إجابات، لكن النسي قال الكثير ، ومن لا يقرأ التحذيرات اليوم، سيجد نفسه غدًا يواجه ثورة لا تُبقي ولا تذر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news