يمن ديلي نيوز
: قال الاقتصادي اليمني ،وحيد الفودعي، إن ضعف تغطية المزاد الأخير الذي أعلنه البنك المركزي اليمني يُعد مؤشرًا موضوعيًا على أن السوق يعاني من تضخّم في الطلب الوهمي على العملة الصعبة، وأن الطلب التجاري الحقيقي إما محدود جدًا أو في حالة ترقّب لتراجع إضافي في سعر الصرف.
وشدّد، في رد على سؤال لـ”يمن ديلي نيوز” حول الإقبال الضعيف على المزاد رقم 13 للعام الجاري، على أن هذا الضعف يؤكد أن المزادات باتت أداة فعالة لكشف الفجوة بين التداول الوهمي والمصالح الحقيقية في سوق الصرف.
واليوم الثلاثاء 13 مايو/أيار، أعلن البنك المركزي اليمني في عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) نتائج المزاد الأخير البالغ 30 مليون دولار، حيث أظهرت النتائج ضعفًا غير مسبوق في الإقبال على شراء العملة.
فمن إجمالي المبلغ المعروض للبيع، لم يتم شراء سوى 6 ملايين و664 ألف دولار في مزاده رقم 13 للعام 2025، عرضها البنك في مزاده.
وقال الاقتصادي الفودعي إن عدم تغطية المزاد، رغم أن سعره أقل من سعر السوق الموازي، يعكس ضعفًا في الطلب الحقيقي على العملة الأجنبية، ويفتح الباب لقراءة أكثر عمقًا لطبيعة العرض والطلب في سوق الصرف في اليمن.
وأضاف: “بالنظر إلى الأرقام الواردة في نتائج المزاد رقم (13) لسنة 2025، فإن الطلب الحقيقي ضعيف رغم مزايا المزاد، فالمزاد يوفّر للتاجر عدة مزايا يصعب تحقيقها في السوق الموازي”.
والمزايا التي يوفرها المزاد – وفقًا للفودعي – تشمل: سعر صرف منخفض أو تنافسي، وتحويلًا خارجيًا مباشرًا وآمنًا من قبل البنك المركزي دون تكلفة أو عمولات، إلى جانب تفادي مخاطر التحويل غير الرسمي وغسل الأموال.
وقال: “مع هذه المزايا، إلا أنه لم يُغطَّ، ما يدل على أن الطلب التجاري الحقيقي للاستيراد محدود”.
وتابع: “ضعف الطلب على المزاد يظهر أن الطلب في السوق الموازي مضخّم وغير حقيقي (طلب وهمي)، وأن ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي لا يعكس طلبًا تجاريًا فعليًا، بل ناتج عن نشاطات مضاربة؛ فالتجار الحقيقيون يعزفون عن الشراء، بينما يرفع المضاربون الأسعار في السوق بدافع الربح فقط”.
وفسّر الفودعي ضعف الطلب على المزاد بعدة احتمالات، منها أن السعر مبالغ فيه حتى في المزاد، حيث يتوقع مزيدًا من الهبوط في سعر الصرف. فحتى السعر الأدنى في المزاد (2518 ريالًا/دولار) قد يكون أعلى من القيمة التي يقبلها التاجر الحقيقي حاليًا.
الاحتمال الثاني هو أن الطلب في السوق وهمي وليس حقيقي، أي أن السوق الموازي مفعم بالطلب الوهمي لغرض المضاربة وليس الاستيراد. وهذا النوع من الطلب هو ما يرفع سعر الدولار في السوق، بينما الطلب الحقيقي متدنٍّ جدًا، بدليل عدم استكمال تغطية المزاد.
ويُذكر أن المزاد رقم 13 هو الأقل بيعًا بين المزادات السابقة منذ مطلع العام، رغم شُحّ العملات الأجنبية في الأسواق اليمنية.
وطبقًا لبيان البنك المركزي اليمني، بلغت نسبة تغطية المزاد 22 في المائة، وبسعر 2518 ريالًا للدولار الواحد.
وتقدّم للمزاد 10 عطاءات تم قبولها جميعًا، حيث بلغ أعلى عطاء 2556 ريالًا، وأقل عطاء 2818 ريالًا للدولار الواحد.
مرتبط
الوسوم
مزاد البنك المركزي
وحيد الفودعي
الريال اليمني
انهيار العملة الوطنية
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news