الجنوب ڤويس – خاص
عدن – لم يكن اغتيال عمر باطويل نهاية المأساة. بل بدا وكأن القاتل لم يكتفِ برصاصة في الرأس، فسلّم الشعلة لعدالة صامتة تواصل الإجهاز على العدالة.
الصحفي خالد سلمان وصف المأساة بدقة دامغة:
“عمر اغتاله الإرهاب مرة، ويغتاله القضاء اليوم ألف مرة.”
في جلسة كان يفترض أن تُنطق فيها كلمة “العدل”، فُوجئ الجميع بتأجيل الجلسة، وكأن دم باطويل لا يزال يُنتظر فتوى الاعتراف.
سلمان أضاف بحرقة:
“مات أبوه قهرًا، وأمه نور تنطفئ، توشك على الرحيل.. ودم ابنها بحاجة لقبيلة كي يزهر عدلاً.”
عدن، المدينة التي أهدت عمرًا حلمًا وحرية، تُبادله اليوم بالصمت الثقيل.
أمه التي بقيت شاهدة على الجرح، بدأت تُطفئ شمعة الحياة، دون أن ترى قاتل ابنها وراء القضبان.
إنه اغتيال متكرر، لا بالرصاص، بل بالمماطلة، بالتأجيل، بالتعامي المتعمد عن العدالة.
واختتم سلمان بقوله الموجع:
“الله الذي حلمت به يا عمر، في وردة وخارج المقابر، هناك من يحاول أن يضع بيده كاتم صوت وقنبلة.”
وهكذا تتكرّر الجريمة، لا في الأزقة وحدها، بل في دهاليز المحاكم، وفي وجوه تبتسم للمجرم وتغلق الأبواب في وجه الشهيد.
فهل هناك أقسى من وطن يُميت أبناءه مرتين؟ مرة بالرصاص، ومرة بالقانون؟
يُذكر أن الشاب عُمر محمد باطويل اغتيل في مدينة عدن في أبريل 2016، وقد اكتسبت عملية اغتياله صدى واسعًا عقب نشر معلومات تؤكد أنه تعرّض لتهديدات متكررة قبل مقتله، بسبب آرائه التي نشرها على صفحته في فيس بوك، والتي عبّر فيها عن مواقف فكرية وإنسانية جريئة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news