حين يُصعد الخائن إلى المشهد لا بما قدّم، ولا بما أصلح، بل بما قبض، فإننا أمام مشهد لا يمثل الشعب بل يطعنه.
حين يُقدَّم العميل بصفقة، ويُرفع المرتزق على أعين الناس لا لأنه أهلٌ للمكان، بل لأنه عميل لواشنطن أو الرياض أو طهران و أبو ظبي، فإن هذا ليس وطنًا، بل سوقًا للعبيد.
السكوت على هذا ليس مجرد ضعف، بل جُرح نازف في كرامة الناس.
السكوت عن ذلك ليس مجرد تهاون… إنه انكسار داخلي، إحساسٌ مرٌّ بالمهانة، أن ترى الوطن يُدار كصفقة، لا كمصير، وأن يكون لمولِّيك الخارجي الكلمة الفصل، لا لدم الشهداء، ولا لصوت الجياع، ولا لحلم الأحرار..
هو شعورٌ دفين بالغبن، بأن من يقرر مصيرنا ليس من ولد بيننا، ولا من حمل همومنا، بل من يصُنع هناك… في الدهاليز المُظلمة، في المقايضات الخفية، في الاجتماعات التي يُستبعد فيها صوت الشعب ويُستجلب صوت الدولار.
من كانت بدايته خيانة، فلن تكون نهايته عدلًا.
من جاء على ظهر دبابة تحمل ختم السفارات، فلن يحمل همّ هذا الشعب، ولن يعرف كيف يُعيد لليمني إنسانيته.
ساعتها، لا يبقى للحق قيمة، ولا للكفاءة معنى، ولا للنزاهة موطئ قدم.
يبقى فقط من يُجيد الانبطاح، ومن يُتقن لغة “نعم” للسيد الخارجي.
وماذا ننتظر من السعودية؟.
التي حين بدأ إبراهيم الحمدي مشروعًا حقيقيًا لنهضة اليمن، نهضة قائمة على السيادة والعدالة والتعليم ، لم تتردد لحظة في اغتياله.
اغتالوه لأنه لم يكن تابعًا لهم ، لأنه لم يركع، لأنه حلم بمستقبل يمنح اليمنيين العز والكرامة.
وها نحن نراها اليوم… تمنع حتى الدعاء لغزة في الحرم.
نعم، الدعاء أصبح محرَّمًا، لأن الكلمات قد تُحرج سياساتهم المتواطئة.
أي دين هذا الذي تُديره سلطة تخشى من دعوة مظلوم، ولا تخجل من صمتها على دمائه؟.
اما من ينتظر الخلاص من إيران كمن يستجير بالوقود ليطفئ النار،
فهي أصل الطائفية، وسر الحروب،
تركت أذرعها تحترق لتبقى هي آمنة،
براغماتية باردة،لا تهتم الا لمصالحها فقط ترفع الشعارات لتُخدّر الشعوب لا لتحرّرهم.
أما الإمارات…
فلا حاجة لوصف ما صار علنًا.
بلدٌ استبدل الموقف بالصفقة، وتفاخر بحمل راية التطبيع، وداس على دماء العرب وهو يفتح أبوابه للقتلة.
بلدٌ لا يأنف من أن يسوّق نفسه كعدوٍ لكل ما هو مسلم ووطني وأصيل، وكل ما له جذور، وكل من يقول “لا”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news