في ظل إعلان واشنطن تعليق ضرباتها الجوية على الحوثيين، ورضوخ الجماعة لوقف الهجمات البحرية، تسود الأوساط اليمنية مخاوف متزايدة من استغلال الحوثيين للتهدئة المؤقتة لإعادة ترتيب صفوفهم وتعزيز قدراتهم العسكرية.
وبرغم وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استجابة الحوثيين بـ"الاستسلام الكامل"، فإن مراقبين يمنيين اعتبروا أن ما يبدو تنازلًا تكتيكيًا، قد يخفي نوايا استراتيجية للتمدد مجددًا، كما حدث في تجارب سابقة.
صالح باراس، محلل سياسي يمني، أكد أن "الضربات الأمريكية كانت موجعة بالفعل وأجبرت الحوثيين على التراجع"، إلا أنه حذر من أن الجماعة "لا تزال قادرة على المناورة" مستغلة التهدئة، التي قد تمنحها فرصة لالتقاط الأنفاس وترميم خسائرها.
من جانبه، أشار المحلل السياسي باسم الحكيمي إلى أن وقف الهجمات البحرية جاء نتيجة "شلل فعلي في قدرات الحوثيين بعد الضربات الأمريكية"، لكنه شدد على أن الحوثي "عادة ما يستغل فترات الهدوء لإعادة التموضع وترسيخ نفوذه".
ويرى الخبراء أن وقف إطلاق النار، دون ضغط عسكري واستراتيجية برية حاسمة، قد يسمح للحوثيين بتكرار سيناريوهاتهم السابقة في استثمار التهدئة لصالح بناء قوة جديدة، مما يهدد أمن الملاحة والمصالح الإقليمية والدولية.
الدعوة اليوم واضحة: لا تخدير بالأوهام، ولا ثقة مطلقة بوعود الحوثي، بل يقظة مستمرة وتنسيق عسكري وسياسي واقتصادي لردع أي محاولة جديدة للتمدد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news