العربي نيوز:
تعهدت الولايات المتحدة الامريكية، للشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في ظل ما توجهه من تحديات كبيرة، اقتصادية وخدمية كبيرة وانهيار قيمة العملة الوطنية، الى 2550 ريالا للدولار، بوعد "استمرار موقفها الداعم".
جاء هذا خلال لقاء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، شائع الزنداني، مع سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى اليمن، ستيفن فاجن، الاثنين (12 مايو) بالعاصمة السعودية الرياض، كُرس "لبحث التطورات والمستجدات الراهنة في اليمن".
وقالت وكالة الانباء الحكومية (سبأ): إن "الوزير الزنداني، شدد على أهمية استئناف المساعدات التنموية والإنسانية، بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين وتعزيز استقرار المؤسسات الوطنية. مشيدا بالدعم الامريكي المتواصل للحكومة بمختلف المجالات".
مضيفة: إن "وجدد السفير الأمريكي موقف بلاده الداعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، مؤكدًا استعداد الولايات المتحدة بمواصلة دعمها وحرصها على تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات". من دون اي تفاصيل اضافية عن حجم هذا الدعم.
شاهد .. امريكا تجدد موقفها الداعم للشرعية
يأتي لقاء وزير الخارجية مع السفير الامريكي، بعدما طالب رئيس الحكومة سالم بن بريك، القائم بأعمال سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى اليمن، جوناثان بيتشيا، في لقاء معه الاربعاء (7 مايو) في الرياض، بـ "إعادة النظر في وقف مساعدات وكالة التنمية الامريكية لليمن واستئناف مشاريعها".
مؤكدا "استعداد الحكومة للتعاون مع امريكا في تطبيق قرار تصنيف جماعة الحوثي منظمة ارهابية أجنبية، بما يساعد على تجفيف مصادر تمويلها وتزويدها بالسلاح. مشدداً على الحاجة الى شراكة استراتيجية اقليمية، ودولية مع الحكومة اليمنية لتأمين الممرات المائية".
وذكرت "سبأ"، أن المسؤول الامريكي "جدد دعم بلاده لرئيس الحكومة والعمل المشترك معه لترسيخ علاقات التعاون وحشد الدعم الدولي للحكومة لتنفيذ أولوياتها العاجلة لخدمة المواطنين، وإنهاء التهديد الإرهابي الذي تشكله مليشيات الحوثي الإرهابية على البحر الأحمر".
مضيفة: إنه "أكد التفهم الكامل لما طرحه رئيس الوزراء من تحديات واولويات والحرص على استمرار الدعم للحكومة بكل الطرق الممكنة وتقوية قدراتها لمواجهة الصعوبات وتجاوزها". وقال: إن استمرار الدعم الامريكي والسعودي والاماراتي للحكومة اليمنية اساسي ومحوري".
شاهد .. رئيس الحكومة يوجه طلبا عاجلا لامريكا
وسبق أن اصدرت امريكا، السبت (3 مايو) اعلانا بشأن الحكومة اليمنية المعترف بها عقب تغيير رئيسها؛ فاجأ اليمنيين بتجاهله اسباب استقالة الدكتور احمد بن مبارك، وما اعتبروه "ابتزازا للحكومة اليمنية" عبر ربطه الدعم الامريكي للحكومة بشروط تحقيق مصالح الولايات المتحدة واغفال مصالح اليمن.
تفاصيل:
اعلان امريكي يفاجي جميع اليمنيين ! (بيان)
إلى ذلك، صارح رئيس الحكومة اليمنية، سالم بن بريك، الاحد (11 مايو)، جميع اليمنيين بحقائق صادمة وصفها مراقبون بأنها "فاجعة"، بشأن ما كارثية الاوضاع الراهنة اقتصاديا وخدميا ومعيشيا، وما ستؤول إليه بفعل التحديات والصعوبات التي تواجهها الحكومة، وأولويات عملها، وفق الامكانات المتاحة.
تفاصيل:
رئيس الحكومة يصارح اليمنيين بفاجعة !
والثلاثاء (6 مايو)، أصدر مجلس القيادة الرئاسي، اعلانا مفاجئا، بشأن مواجهة التطورات المتسارعة التي يشهدها اليمن، اقتصاديا وخدميا ومعيشيا وامنيا وعسكريا، والمتغيرات المترتبة على تعيين رئيس جديد للحكومة، بعد استقالة الدكتور أحمد بن مبارك لاسباب "عدم التمكين من ممارسة الصلاحيات الدستورية".
تفاصيل:
اعلان مفاجئ للرئاسي يصدم اليمنيين!
في المقابل، تتصاعد احتجاجات المواطنين الذين يرون أن سبب تدهور الاوضاع ما سموه "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". واتهموا "التحالف ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع والخدمات العامة وغلاء المعيشة".
مطالبين في هتافات ولافتات وبيانات وقفات ومسيرات الاحتجاجات المتلاحقة بـ "تقديم الفاسدين لمحاكمات علنية، وقيام السلطات بواجباتها وتنفيذ حلول سريعة ونهائية لأزمة الكهرباء، وتحسين الخدمات العامة، ووضع حد لانهيار قيمة الريال وارتفاع اسعار السلع وتأخر صرف الرواتب".
والسبت (10 مايو) شهدت عدن، أول خروج حاشد للنساء، ملأ ساحة العروض، وضج بالهتافات المناؤة لـسلطات "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومواردها منذ انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019م، وتسببها في مفاقمة تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية.
شاهد .. نساء عدن يباغتن "الانتقالي" بثورة (فيديو)
رددت المشاركات في التظاهرة التي انطلقت السبت (10 مايو) باسم "ثورة النسوان"، هتافات مناوئة لمليشيا "الانتقالي الجنوبي" والحكومة الشرعية، طالبت برحيلهما وافساح المجال أمام غيرهما، لتوفير الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء والمياه، بوصفها "حقوقا لا مطالب" بالإضافة إلى معالجة الانهيار المستمر في الوضع الاقتصادي.
شاهد .. نساء عدن يطالبن برحيل "الانتقالي" (فيديو)
بدوره، دفع "الانتقالي الجنوبي" بعشرات النساء من ناشطاته، للمشاركة في التظاهرة النسوية الحاشدة، ومحاولة حرفها عن مسارها برفع رايات علم التشطير الانفصالي الذي يرفعه "الانتقالي"، لكنهن قوبلن برد حازم من جانب جموع النساء المشاركات في الاحتجاجات، وارغمنهن على مغادرة ساحة العروض مع راياتهن الانفصالية.
شاهد .. نساء عدن يصفعن ناشطات "الانتقالي" (فيديو)
يترافق هذا مع تصاعد ساعات انقطاعات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج، مع بدء دخول الصيف اللاهب، واستمرار انهيار قيمة العملة المحلية وتجاوزه سقف 2500 ريالا مقابل الدولار الامريكي، وتبعا استمرار ارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية، وتفاقم تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين.
ويتزامن هذا التدهور المتصاعد للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية مع بوادر أزمة عجز الحكومة الشرعية عن دفع رواتب موظفي الدولة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين والحوافز والعلاوات، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة.
تفاصيل:
اعلان رئاسي بشأن صرف الرواتب (بيان)
من جانبهم، يشير سياسيون واقتصاديون إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية سابق لتوقف تصدير النفط، ويرجعونه الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد". حسب تعبيرهم.
ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع الى الامارات، وسياسييوه، الحكومة بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني إلى نهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة". حسب زعمه.
في المقابل، يتهم مسؤولون في الحكومة "الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي في اغسطس 2019م.
مؤكدين أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي الجنوبي‘ على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news