عشرة أعوام مرت منذ أن أطلقت قناة بلقيس أولى رسائلها إلى اليمنيين والعالم، حاملة على عاتقها هم الإنسان اليمني وصوت قضاياه المغيبة والمنسية. عشرة أعوام، وقناة بلقيس تواصل طريقها دون أن تحيد، ثابتة كجبل، حرة كالحلم، وفية كالنور حين لا يبقى من الأشياء سوى الظلال.
عشرة أعوام من الالتزام الجاد بقضايا الوطن المصيرية، ومن الانحياز الكامل للإنسان اليمني وهمومه وتطلعاته، ومن التمسك الصلب بالثوابت الوطنية كخط تحريري غير قابل للتبديل أو التجريف.
عقد كامل، كانت فيه قناة بلقيس صوت الجمهورية وروح الثورة ودرع السيادة، ومنصة حرة تذود عن وحدة اليمن وكرامة شعبه، في وجه كل محاولات التشظي والتزييف والتبعية. لم تنحرف بوصلتها ولم تهتز تحت أي ظرف بل ظلت على العهد؛ وفية للقضية، صادقة في الموقف، صلبة في المبدأ، حاضرة في الميدان حيث يُصنع الخبر، ويُرفع صوت المواطن، وتُكتب الحقيقة بحبر المصداقية والانتماء.
في عالم تهاوت فيه الكثير من المبادئ أمام المغريات أو الضغوط، ظلت بلقيس ثابتة على موقفها؛ لا تساوم على الثوابت الوطنية ولا تهادن على حساب كرامة الإنسان اليمني. لم تغلق ميكروفونها أمام صرخة مظلوم، ولم تحجب شاشتها عن وجع شعب.
عشر سنوات، لم تكن سهلة لكنها كانت كافية لتصنع من بلقيس صوتاً لا يشبه سواه. صوتاً يمنياً خالصاً، لا يُشترى ولا يُكتم، لا يُجامل على حساب الحقيقة، ولايجمل القبح تحت عباءة السياسة.
في عامها العاشر، باتت بلقيس تمثل مدرسة إعلامية مستقلة في المهنية والموقف، حاضرة في كل بيت، قريبة من الناس، وفية لتضحياتهم، وناطقة باسمهم دون وصاية أو أجندة.
ما يميز بلقيس ليس فقط خطابها المهني، بل انحيازها الصادق إلى الإنسان، حيث كانت دائماً “حيث الإنسان” كما اختارت أن تقول. من قصص المعاناة إلى حكايات النجاح، من صوت الضحية إلى منصة المطالبة بالحق، كانت بلقيس هناك؛ مع اليمني، من أجل اليمني، لليمن.
في ذكرى عقد من العطاء والإلتزام، لا نملك إلا أن نحيي كل من وقف خلف هذه الشاشة الحرة، ونعترف أن في زمن التراجع والتواطؤ، بلقيس كانت -ولا تزال- استثناء يستحق الاحترام.
ننتظر منها في السنوات القادمة ما اعتدنا عليها؛ المزيد من المهنية، المزيد من الثبات، المزيد من الانحياز للوطن.. وللإنسان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news