عدي الدخيني – تعز
: تظهر هاتان الشهادتان لمعتقلين سابقين في معتقل الصالح بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن) جانباً من التعذيب الذي يواجهه السجناء في هذا المعتقل الذي تشرف عليه جماعة الحوثي المصنفة إرهابية منذ العام 2014.
الشهادتان اللتان جمعها “يمن ديلي نيوز” تظهران تطابقًا في الممارسات، من حيث الإخفاء والحرمان من التواصل مع الأسر، وظروف الاحتجاز التي تبدأ من العزل في زنازين ضيقة ومظلمة وصولًا إلى الحرمان من أبسط احتياجات الحياة.
يتحدث الشاهدان عن أساليب تعذيب تشمل نزع الأظافر، الضرب بالكابلات، التعليق لفترات طويلة، والتجويع الممنهج، فضلًا عن الحرمان من المياه النظيفة والرعاية الصحية، وأساليب أخرى يرويها الشاهدان.
زنازين مظلمة
البداية مع أستاذ القانون الدولي الدكتور “محمد عبدالقادر” وهو معتقل سابق داخل سجن الصالح، عام 2018 ، حيث اعتقل أثناء خروجه من منزله في الحوبان، عندما قام مسلحون حوثيون بتقييده واقتياده إلى مكان مجهول لمدة يومين قبل أن يُنقل إلى سجن الصالح.
يقول في شهادته لـ “يمن ديلي نيوز”: تعرضت للإخفاء القسري لمدة ثمانية أشهر لم تعلم خلالها أسرتي عني أي شيئ، حتى سُمح لعمي بزيارتي لبضع دقائق، ومن ثم أخبر أسرتي بمكان اعتقالي.
وأضاف: “فترة الاعتقال كانت من أقسى المراحل في حياتي، حيث تعرضت لأصناف من التعذيب والقهر في سجن الصالح، لدرجة تم فيها نزع الأظافر، والتعليق، والضرب بالكابلات.”
وتابع: “كان ذنبي الوحيد أنني أكاديمي، أستاذ في القانون الدولي لم يكن هناك سبب لاعتقالي، وإنما كانت بلاغات كيدية من بعض المتحوثين الذين أرادوا إثبات ولائهم للحوثيين والحصول على مكاسب من خلال تقديم تهم ملفقة”.
يواصل عبد القادر حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: “مرت علينا مرحلة كئيبة جدًا، حيث عشنا في عزلة انفرادية داخل غرف مظلمة وصغيرة بالكاد نستطيع التنفس فيها. كُبّلت أيدينا بالسلاسل والأغلال، وذقنا مرارة التعذيب والحرمان.”
وأوضح: “كانت الجماعة تخصص لنا غرفًا شديدة البرودة في الشتاء دون بطانيات، وإن وُفرت فكانت مليئة بالكتان والحشرات، كما تم تزويدنا بكنابل سبّبت أمراضًا جلدية مثل الجرب والحكة المستمرة، فضلًا عن الأمراض المعدية.”
ومن أساليب التعذيب غير المباشر التي استخدمتها الجماعة، بحسب عبدالقادر، “وضعنا في زنازين ضيقة لا يمكن التحرك فيها، مع السماح بقضاء الحاجة لمدة لا تتجاوز 5 إلى 10 دقائق يوميًا.”
وأردف: “استمرت الميليشيا في ارتكاب جرائم التعذيب والإخفاء القسري ضدنا دون مساءلة. كانت هذه الانتهاكات جزءًا من معاناة استمرت لأكثر من أربع سنوات.”
تعذيب وحشي
في سياق مشابه، يروي المواطن يوسف النخلاني لـ”يمن ديلي نيوز” قصة اختطافه في سجن الصالح والتي استمرت خلال الفترة من 28 أغسطس/آب 2019 بدأت في مديرية مقبنة قبل نقله على سجن الصالح، حتى أفرج عنه في 11 مايو/أيار 2023.
يقول النخلاني لـ”يمن ديلي نيوز”: “المعاناة داخل سجون الحوثي لا تُحصى. كنا نواجه تهمًا كيدية، ونُقيد بالسلاسل، ونتعرض لتعذيب وحشي من قبل قيادات عليا في الجماعة، ونُترك لمصير مجهول”.
وتحدث عن عمليات تصفية عبر إعطاء عقاقير قاتلة، والاعتداء الجنسي على معتقلين تجاوزت أعمارهم الثلاثين، فضلًا عن اغتصاب طفل يبلغ من العمر 13 عامًا كان يُستدعى مرتين أسبوعيًا، ما دفعه في إحدى المرات لمحاولة الانتحار داخل الحمام.”
وقال: المشرفين هم من كانوا يمارسون علينا أقسى أنواع الحصار والتجويع. كانوا يمنعون الطعام والشراب، ولا يقدمون إلا كميات ضئيلة، حتى شعرنا بالمجاعة والموت البطيء.
وأضاف: “كان يتم تعذيبنا على أداة تُسمى (الشوّاية)، تُعلّق فيها الأرجل والأيدي ويتم تدوير الجسد، ما تسبب في تمزق الأربطة وإصابات جسدية خطيرة.” مشبها ماجرى له بما حصل في سجن “صيدنايا” في سوريا، على حد قوله.
وتابع: كانت تقدم وجبات بالكاد تُقاس بالجرام، وغالبًا ما كانت من نوعية رديئة ، لأكثر من سنة وثمانية أشهر دون تغيير، ومعظمنا كان يصاب بالأغماء من شدة الجوع. كانوا يعطونا ماء ملوثة ناتجة عن مخلفات محطات التحلية تحتوي على نسب عالية من الكبريت، ما أدى لإصابة الكثيرين بحصوات في الكلى، وكنت أحدهم.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت مشروعًا لتوفير مياه صالحة للشرب، لكنه لم يستمر أكثر من شهرين، واختفى دون توضيح الأسباب.
مرتبط
الوسوم
مداين الصالح
سجن مداين الصالح
سجون الحوثيين
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news