بقلم
/ياسر الصيوعي
مستشار وزارة السياحة
ما بين تحرير الوطن من صلف الحوثيين وبين تطهيره من مغبة الفساد يجد القارئ للواقع اليمني أن اليمن يقع بين سنديان المحسوبية ومطرقة الإنقلابيين في صنعاء .
وما بين بناء الدولة اليمنية المتينة القائمة على المشاريع الوطنية والكفاءات البشرية ودولة المحسوبيات صراعٌ متجذر تاريخه منذ عقودٍ من الزمن إن لم يشارف على القرن.
ونتيجة لذلك الخلاف السلبي وتسخير المحسوبيات في هضم الكفاءات فان اليمن اليوم وما يمر به لن يخرج من مغبة الأزمة اليمنية المتصدرة المشهد والواقع أو ينتصر على عصابة الإنقلاب الحوثي .
فالحوثي حقيقةً يثني على أولئك الأبطال في خدمته وإن كانوا محسوبين على الشرعية اليمنية كونهم يخدمونه في إطالة تسلطه لفترة أطول وكان حريٌ به أن يقدم له الشكر كل صباحٍ ومساء فهم أكثر من خدمة أمام الداخل اليمني ودول الخارج ..
ولك أن تتسآل كيف وبماذا؟
وكذلك فإننا لن نقوى على مواجهة صلف الحوثي بتلك العقلية والتركيبة المادية الخاوية من المبادئ والوطنية .
ومالم تتمكن الحكومة اليمنية اليوم بمساندة القيادة السياسية من تصويب القرار السيادي وتصحيح معنى
*( قوة الإرادة ودقة الإدارة )*
فإننا سنظل محكومين لمحسوبين على الوطن مرتهنين للخارج لا بارين بوطنهم ولا وافين تجاه مسؤولياتهم .
اليوم نقف على المحك وسنظل نكرر ذلك . مالم نحسن قرارنا ونحكم سوقنا ونظهر مبادئنا .
نقف في طرف السقوط المتماسك فقط بعد رحمة الله برحمة أشقائنا الأوفياء .
وكم لشقيق أن يظل ماسكاً لشقيقة مالم يعتمد على نفسه ويصحح من مفهوم الوطنية ويصوب خطواته ؟
لذلك يجب أن نحترم أنفسنا أمام وطننا ومن يحترموننا قبل أن يلفظنا الوطن والشقيق ولا شك فإن البديل هو من نختلف معه اليوم في الطريق.
وسيكون واقعاً مفروضاً ونحن السبب في ذلك .
اليوم يجب أن ننقذ وطننا
بأن نمكن الكفاءات ونتخلى عن المحسوبية ونرتقي عن الأنانية والحزبية ومن بعد تحرير البلاد كلاً يثبت مكانه المستحق بما يملك من كفاءات وكوادر وطنية في ظل تنافس سياسي شريف .
اليمن اليوم يموت ألماً إثر مرضٍ عُضال يمر به من سنوات .
فهل يستحق أن نتقاسم تركته الوطنية قبل موته وننتظر الموت لسلب كفنه عوضاً عما نقص من مطامع وجشع ؟
أم أنه اليوم أولى بالتفاني والتضحية من أجل إستعادة عافيته ليعيش أربعون مليوناً من أبنائنا تحت ظله أحراراً كراماً ولو كلفنا ذلك الدفع بأرواحنا .؟
فا البطل يموت واقفاً كريماً لا منبطحاً دنيئاً والتاريخ لن يرحم وكلاً بحسب مكانته ومسؤوليته التي تبوأها وعند الله تلتقي الخصوم .
ومن يقوى أن يكون خصماً لملايين المطالبين من الشعب والبشر إلا المتكبر أو أحمقٌ جاهل .
فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته.
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news