تعز ورحلة البحث عن قطرة ماء

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 97 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تعز ورحلة البحث عن قطرة ماء

تعاني تعز هذة الأيام من تصحر شديد وشحة في الماء وجفاف أشد، كتصحر أرواحنا المتعبة في هذه المدينةالتي صارت تحملنا ما لا نطيق من العناء. أصبحنا نبحث عن الماء بحثًا جما بعد أن ارتفعت أسعار الوايتات بشكل مبالغ فيه. ورغم ارتفاع أسعارها بنسبة 50 في المائة عن السابق، إلا أننا لا نجدها وأصحاب الوايتات صاروا كالأمراء نبحث عنهم وتلفوناتهم مغلقة وما من مجيب.

كل ذلك يحدث في ظل غياب السلطة المحلية في تعز عن ضبط أسعار الوايتات والتخفيف من معاناة التعزيين.

في تعز تحولت الحياة لـ (عطش وجدب ووجوه شاحبة)، وصار الكد يفرض معاناته على كل من يسكن هذه المدينة -وبلا استثناء- من كبيرها ورجالها ونساءها وعجائزها، مرورًا بأطفالها الذين تحملوا أيضًا تبعات أزمة انعدام الماء الخانقة لأكبادهم قبل حناجرهم, تحملوها بتركهم لمدارسهم ولمستقبلهم وحملهم “جالونات الزيت” والذهاب للمساربة من مسافات بعيدة,  والجميع يقف مكتوف اليدين أمام أزمة عصفت بهذه المدينة المنهكة الصابرة على مرارات الجراح..

فلماذا يُغض الطرف عن همومها وكأنها مدينة لا تعني أحد وكأن من فيها أناس من كوكب آخر ولا يستحقون الحياة؟.. لماذا كلما لاحت بوادر حلول غطاها تراب النسيان واللامبالاة وكأنه مكتوب علينا العطش واللظى والحرمان والشقاء وبتر كل مقومات العيش والحياة الكريمة لهذه المدينة؟.

قد كتبت الأقلام كثيرًا عن هذه الأزمة، وسالت بدلًا عن الحبر دمًا جارفًا لجدب تعز إنما حبرها -وللأسف الشديد- ذهب وولى أدراج عجز الدولة وإعاقة المسؤولين الدائمة بحجة أن ما باليد حيلة وليس بالإمكان أفضل مما لم يكن.. اجل تحوّلت مدينتنا بمسؤوليها إلى حفنة من المشلولين دماغياً والمعوقين حركياً والعاجزين عملاً وفعلاً، ولم نعد نرتجي منهم رجاء ونجهل من أين نأتي بمن يحمل قضايا هذا الوطن على مهجته وكأنه نبض وريد.!.

في تعز وبكل ألم تظل بيوتنا عارية ومحرومة من زيارة قطرات المياه فيها، فكيف تتوقعون أن يكون حالنا من كافة النواحي؟؟. مخطأ جداً من يظن أن نتائج هذه الكارثة والجدب التعزي هي نتائج وقتية وتنتهي لمجرد أن نجد قطرات ماء، بالعكس تماما, لأن نتائجها قاتلة وقد ألقت بمخالبها المخيفة على كل شيء في تعز, ومنها تفرخت أزمات كثيرة اجتماعية وثقافية وفكرية وتعليمية تتمثل في إجبار الأطفال على ترك مدارسهم لسأب الماء. وأيضًا مشاكل بيئية تمثلت في قذارة البيوت والشوارع وانتشار الآفات والأمراض والأوبئة والتلوث العظيم.

بالإضافة إلى آثار مستقبلية وهذه أخطر النتائج وتتمثل أولا في الجفاف الذي يهدد تعز نتيجة استنزاف الآبار بسبب تزايد عدد وايتات الماء التي تستنزف هذه الآبار.. ثانيا هجر الجيل للدراسة وبما ينذر بتحويلهم مستقبلا إلى بلاطجة ناقمين على هذا الوطن.. ثالثاً حصر الناس بمشكلة إرواء عطشهم فقط بمعنى لا تفكير آخر ولا إبداع ولا تنمية ولا تطوير لهذه المدينة مادام أهلها فقط يفكرون بقطرات الماء.

رابعاً وهو الأهم يقين التعزيين أنهم غرباء في بلدهم وما عاد لهم وطن يحتوي ألمهم وحرقة أكبادهم.

وما زلنا في رحلة بحث مضنية عن قطرة ماء.. تعبنا.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أسعار الصرف في عدن والمناطق المحررة اليوم 1 سبتمبر 2025: ارتفاع جديد للريال اليمني أمام الدولار والريال السعودي

تهامة برس | 745 قراءة 

الحكومة تدعو كافة اليمنيين في الداخل والخارج لهذا الامر الليلة

كريتر سكاي | 724 قراءة 

فتحي بن لزرق يكشف اخر مستجدات عمليات الصرف الغير مشروعه التي تمت امس شاهد ما قاله

المشهد الدولي | 722 قراءة 

فضيحة جديدة.. الأمم المتحدة تكافئ الحوثيين بإجلاء جرحاهم للعلاج في الخارج

تهامة 24 | 629 قراءة 

أول كذبة في أول ظهور له.. رئيس وزراء الحوثيين الجديد يثير موجة سخرية بعد زعمه أنه نجا من الغارة الإسرائيلية التي قتلت سلفه

يني يمن | 600 قراءة 

انخفاض غير مسبوق في سعر الريال السعودي مقابل اليمني.. هل بدأ التعافي

المرصد برس | 575 قراءة 

بنك الكريمي يتحدى قرار البنك المركزي ويستأنف المضاربة بالعملة الوطنية.. صورة

نافذة اليمن | 534 قراءة 

عقب التحسن المفاجئ.. إليكم أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الإثنين

المشهد اليمني | 508 قراءة 

تغيب باتصال وظهر متباهياً: ”الوزراء أخبروني برضاهم قبل موتهم”.. السلالي الحوثي ”مفتاح” يروي طريقة نجاته العجيبة!

المشهد اليمني | 507 قراءة 

الكشف رسميًا عن هوية قتلى الغارة الإسرائيلية التي استهدفت حكومة صنعاء.. 12 مسؤولاً بينهم 9 وزراء (الأسماء)

مأرب برس | 505 قراءة