تعز ورحلة البحث عن قطرة ماء

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 109 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تعز ورحلة البحث عن قطرة ماء

تعاني تعز هذة الأيام من تصحر شديد وشحة في الماء وجفاف أشد، كتصحر أرواحنا المتعبة في هذه المدينةالتي صارت تحملنا ما لا نطيق من العناء. أصبحنا نبحث عن الماء بحثًا جما بعد أن ارتفعت أسعار الوايتات بشكل مبالغ فيه. ورغم ارتفاع أسعارها بنسبة 50 في المائة عن السابق، إلا أننا لا نجدها وأصحاب الوايتات صاروا كالأمراء نبحث عنهم وتلفوناتهم مغلقة وما من مجيب.

كل ذلك يحدث في ظل غياب السلطة المحلية في تعز عن ضبط أسعار الوايتات والتخفيف من معاناة التعزيين.

في تعز تحولت الحياة لـ (عطش وجدب ووجوه شاحبة)، وصار الكد يفرض معاناته على كل من يسكن هذه المدينة -وبلا استثناء- من كبيرها ورجالها ونساءها وعجائزها، مرورًا بأطفالها الذين تحملوا أيضًا تبعات أزمة انعدام الماء الخانقة لأكبادهم قبل حناجرهم, تحملوها بتركهم لمدارسهم ولمستقبلهم وحملهم “جالونات الزيت” والذهاب للمساربة من مسافات بعيدة,  والجميع يقف مكتوف اليدين أمام أزمة عصفت بهذه المدينة المنهكة الصابرة على مرارات الجراح..

فلماذا يُغض الطرف عن همومها وكأنها مدينة لا تعني أحد وكأن من فيها أناس من كوكب آخر ولا يستحقون الحياة؟.. لماذا كلما لاحت بوادر حلول غطاها تراب النسيان واللامبالاة وكأنه مكتوب علينا العطش واللظى والحرمان والشقاء وبتر كل مقومات العيش والحياة الكريمة لهذه المدينة؟.

قد كتبت الأقلام كثيرًا عن هذه الأزمة، وسالت بدلًا عن الحبر دمًا جارفًا لجدب تعز إنما حبرها -وللأسف الشديد- ذهب وولى أدراج عجز الدولة وإعاقة المسؤولين الدائمة بحجة أن ما باليد حيلة وليس بالإمكان أفضل مما لم يكن.. اجل تحوّلت مدينتنا بمسؤوليها إلى حفنة من المشلولين دماغياً والمعوقين حركياً والعاجزين عملاً وفعلاً، ولم نعد نرتجي منهم رجاء ونجهل من أين نأتي بمن يحمل قضايا هذا الوطن على مهجته وكأنه نبض وريد.!.

في تعز وبكل ألم تظل بيوتنا عارية ومحرومة من زيارة قطرات المياه فيها، فكيف تتوقعون أن يكون حالنا من كافة النواحي؟؟. مخطأ جداً من يظن أن نتائج هذه الكارثة والجدب التعزي هي نتائج وقتية وتنتهي لمجرد أن نجد قطرات ماء، بالعكس تماما, لأن نتائجها قاتلة وقد ألقت بمخالبها المخيفة على كل شيء في تعز, ومنها تفرخت أزمات كثيرة اجتماعية وثقافية وفكرية وتعليمية تتمثل في إجبار الأطفال على ترك مدارسهم لسأب الماء. وأيضًا مشاكل بيئية تمثلت في قذارة البيوت والشوارع وانتشار الآفات والأمراض والأوبئة والتلوث العظيم.

بالإضافة إلى آثار مستقبلية وهذه أخطر النتائج وتتمثل أولا في الجفاف الذي يهدد تعز نتيجة استنزاف الآبار بسبب تزايد عدد وايتات الماء التي تستنزف هذه الآبار.. ثانيا هجر الجيل للدراسة وبما ينذر بتحويلهم مستقبلا إلى بلاطجة ناقمين على هذا الوطن.. ثالثاً حصر الناس بمشكلة إرواء عطشهم فقط بمعنى لا تفكير آخر ولا إبداع ولا تنمية ولا تطوير لهذه المدينة مادام أهلها فقط يفكرون بقطرات الماء.

رابعاً وهو الأهم يقين التعزيين أنهم غرباء في بلدهم وما عاد لهم وطن يحتوي ألمهم وحرقة أكبادهم.

وما زلنا في رحلة بحث مضنية عن قطرة ماء.. تعبنا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

جمهورية روسيا تصدر اعلان مفاجئ بشأن اليمن!

يمن فويس | 524 قراءة 

اندلاع اشتباكات بين مواطنين والافارقة عقب سيطرتهم على قريتهم وحملة عسكرية تهجر اليمنيين

كريتر سكاي | 385 قراءة 

بحيرة يسكنها الجن في شبوة تثير الدهشه

كريتر سكاي | 338 قراءة 

ضغوط لإعادة تشغيل مطار صنعاء وتوجهات لتحديث أسطول اليمنية

المشهد اليمني | 311 قراءة 

وزير الأوقاف السابق: مطار المخا إنجاز وطني يخدم ملايين اليمنيين ولا يجوز حشر السياسة في مشاريع التنمية

حشد نت | 278 قراءة 

اشتباكات وقصف مدفعي.. الحوثيون يسيطرون على مخيم للمهاجرين الأفارقة في صعدة بسبب خلافات حول تهريب المخدرات (فيديو)

المشهد اليمني | 270 قراءة 

دعوة هامة يوجهها البنك المركزي للمستهلكين في اليمن

يمن فويس | 269 قراءة 

اشتباكات وقصف متبادل بين مليشيا الحوثي و‘‘دفاع شبوة’’ والطيران يتدخل

المشهد اليمني | 264 قراءة 

استنفار مفاجئ للأطباء الجراحين في صنعاء

نيوز لاين | 262 قراءة 

تصويت جديد لمجلس الأمن على تجديد العقوبات

نافذة اليمن | 235 قراءة