رسالةٌ فلسطينية إلى فناني العرب ومطربيهم

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 107 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
رسالةٌ فلسطينية إلى فناني العرب ومطربيهم

رسالةٌ فلسطينية إلى فناني العرب ومطربيهم

قبل 5 دقيقة

ليس لدينا أدنى شك بأن فناني العرب ومطربيهم، والمبدعين وأصحاب المواهب الفنية، وكل العاملين في مجالات الفن المختلفة، إخراجاً وتمثيلاً وغناءً وكتابَ نصوصٍ فنية ورسامين ونحاتين وغيرهم، هم جزءٌ أصيلٌ من هذه الأمة العربية الأصيلة، وإليها ينتمون نسباً وعرقاً، ولها يدعون وبها يتمسكون، وبلغتها العربية يغنون وبضادها يتميزون، ويقدمون بها أجمل اللوحات الفنية، وعنها لا ينبتون أو ينقطعون، ولا يخرجون منها ولا ينقلبون عليها، ولا يقومون بأعمالٍ فنية تضر بها وتسيء إليها، بل إنهم يراكمون المجد فوق المجد، تمجيداً بأمتهم، وتحصيناً لها، وحفظاً لفنها وتراثها الحضاري القديم، وحرصاً على قيمها القومية ومفاهيمها الوطنية

.

يقدر أبناء الأمة العربية المواقف القومية الصادقة للفنانين العرب بجميع انتماءاتهم الدينية والطائفية والفكرية والعرقية، وبكل ألوانهم الفنية وتخصصاتهم العملية، الذين يرفضون التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ويستبرؤون من أي عملٍ مشتركٍ معه أو مع الجهات الداعمة له، ويقاطعون المهرجانات والاحتفالات التي يشارك فيها إسرائيليون معادون لأمتنا، وقاتلون لشعبنا، ومعتدون على أرضنا، ومغتصبون لحقوقنا رغم ما قد يلحق ببعضهم من خسائر مادية وعقوباتٍ مؤثرة وحرمانٍ من فعالياتٍ أكبر، إلا أنهم يصرون على الاصطفاف إلى جانب شعبهم وأمتهم، ويتمسكون بقيمهم وموروثاتهم القومية، وينتصرون لقضايا أمتهم العادلة، وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية.

رغم المواقف المشرفة التي يتخذها الفنانون العرب على اختلاف مجالات عملهم، وهي تحفظ لهم وتقدر، إلا أنهم مقصرون جداً مع قطاع غزة، ومع الشعب الفلسطيني المحاصر فيه، ولم يسجل لهم أعمالاً تواكب ملحمتهم البطولية، وصمودهم الأسطوري، وتساندهم في الحرب المجنونة التي يشنها عليهم العدو الإسرائيلي، فقد مضى على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامٌ ونصف العام، لم نشهد خلالها أعمالاً فنية تحاكي قضيتهم، وتجسد معاناتهم، وتسلط الضوء على الجرائم التي ترتكب في حقهم. ولدى أهلنا في قطاع غزة الكثير من الجوانب التي يمكن الحديث عنها وتسليط الضوء عليها، بما حقق هدفهم في التألق والتميز والنجاح، في الوقت الذي يساهمون فيه في معركة الأمة ومساندة الفلسطينيين في مقاومتهم ونضالهم في سبيل قضيتهم.

في قطاع غزة اليوم، وعلى مدى عامٍ ونصف عامٍ مضيا، وأكثر من ثماني عشرة سنةً مضت هي عمر الحصار الإسرائيلي الظالم عليه، الكثير من القصص والحكايات، والحوادث والمشاهد والصور الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن مشاهد الحرب والقتال، والصمود والمقاومة، والتهجير والنزوح، والخيام وافتراش الأرض في الشوارع والطرقات، وقصص الأطفال الذين قُتلوا، والآلاف الذين يُتموا وأصبحوا بلا أبٍ أو أمٍ أو بلا كليهما معاً، وحكايات الأسرى الذين تم تجميعهم في مناطق مختلفة، وسوقهم إلى السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وفيها لاقوا صنوف العذاب المختلقة، وواجهوا الموت مراراً، وقد استشهد المئات منهم أثناء التعذيب، أو إعداماً في السجون أو خلال مسرحيات الافراج عنهم ثم قتلهم على الطرقات.

في غزة صور كثيرة عن مشاهد المواطنين وهم يقفون في طوابير طويلة أمام مطابخ الهيئات الخيرية، ينتظرون دورهم للحصول على ما يملأ قصعتهم البسيطة من طعامٍ بسيطٍ ربما لا يحبونه، إلا أنه يسد بعض رمقهم، وآلاف الأطفال الذين يتضورون جوعاً ويبكون، ويصرخون من الخوف والجوع والمرض والألم، وهم يتدافعون للحصول على بضعة مغارف من الطعام، يعودون به إلى عائلاتهم المشردة، التي قد لا يجد بعضها خياماً تؤويهم وتسترهم، في الوقت الذي لا تسلم من القصف الجوي الإسرائيلي.

وسيجد العاملون في المجالات الفنية العربية مشاهد دراماتيكية لصور المعونات الغذائية التي كانت طائرات الولايات المتحدة الأمريكية تلقيها على أهلنا في مناطق القطاع المختلفة، ونتيجتها استشهد عشرات المواطنين، وهم يتدافعون نحو طرود المساعدات أملاً في الحصول عليها، أو نتيجة لقنص جنود العدو لهم، وإطلاق النار عليهم وهم في طريقهم إلى أماكن الطرود الغذائية، أو خلال عودة بعضهم وهم يحملون الطرود على أكتافهم، إلا أن رصاص جنود العدو كان يترقبهم ويترصدهم، فقتل العشرات وسقطت أجسادهم النحيلة فوق الطرود الغذائية التي كانوا يحملونها. إضافة إلى مشاهد قنص الفلسطينيين خلال محاولاتهم الخروج من أماكنهم الخطرة واللجوء إلى أماكن يظنون أنها أقل خطراً.

لن يعدم الفنانون، والمغنون والمطربون، والممثلون والمخرجون، وكاتبو النصوص وناظمو الأشعار وكلمات الأغاني، إمكانية الحصول على بعض الأفكار والمشاهد والصور، التي تساعد في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية عموماً، وعلى معاناة شعبنا في قطاع غزة خصوصاً، مع التأكيد بنوعٍ من الحزن والحسرة، والإحساس بالإهمال والتقصير، أنهم لم يقوموا بما يجب القيام به، ولم يساهموا بالقدر الذي يقدرون عليه، وهم يقدرون على الكثير، ويستطيعون الوصول إلى ما لا يصل إليه الآخرون، فهم يدخلون كل بيتٍ، ويحضرون في كل مناسبة، ويشاركون في كل حدث، ويتابعهم ويسمعهم ويشاهدهم عشرات ملايين العرب وغيرهم في كل مكان.

فهلا قاموا بالدور المنوط بهم، وأدوا الواجب الملقى على عاتقهم، وليتذكروا السابقين من رفاقهم وزملائهم، الذين كانت لهم مساهماتٌ كبيرة في قضايا الأمة ونكباتها، فغنوا لها، وأنشدوا من أجلها، وعرضوا عشرات الأفلام والمسلسلات التي تخلد قضية فلسطين وتتضامن مع أهلها، فخلدوا أسماءهم، وحفروا لأنفسهم مكانةً في قلوب أمتهم، وما زالت أغانيهم تسمع، وأفلامهم تشاهد، في الوقت الذي ساهموا فيه مع أمتهم نضالها ضد العدو الإسرائيلي.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد.. الأقمار الصناعية توثق لحظة ثوران بركان في إثيوبيا.. وسحابة ضخمة من الرماد تتحرك نحو اليمن وسلطنة عُمان (فيديو)

المشهد اليمني | 1355 قراءة 

تعرف على المحافظات التي رفضت توريد إيرادتها إلى البنك المركزي في عدن والأسباب الحقيقة لعدم عودة العرادة إلى مارب

المشهد الدولي | 715 قراءة 

متى موعد انتهاء السحب البركانية من اليمن الناتجة عن ثوران بركان بإثيوبيا؟

الموقع بوست | 465 قراءة 

ورد الآن.. نجاة محافظ تعز وقائد محور طور الباحة من كمين مسلح في طريق هيجة العبد غربي لحج

بران برس | 410 قراءة 

نجاة محافظ تعز وقائد محور طور الباحة من محاولة اغتيال ومقتل أحد المرافقين

تهامة 24 | 385 قراءة 

شاهد بالصورة.. مشهد غير مسبوق عقب وصول الرماد البركاني بذمار

كريتر سكاي | 383 قراءة 

متى ستتلاشى موجة رماد بركان إثيوبيا من اليمن؟ إليك الإجابة

المشهد اليمني | 313 قراءة 

تفشي ظاهرة مسيئة في العاصمة عدن

عدن تايم | 311 قراءة 

مصادر حكومية: انفراج مرتقب في صرف المرتبات وتحولات اقتصادية تعزز فرص الاستقرار

الأمناء نت | 289 قراءة 

يقدم على قتل اثنين من أخواله وطفل إلى جوارهم ويلوذ بالفرار.. وهكذا كانت نهايته

المشهد اليمني | 268 قراءة