كتب/ مريم الداحمة
الضجة الحاصلة مؤخرًا حول برنامج المواهب الذي قدمته قناة عدن المستقلة أراها في غير محلها، وبصراحة لا أجد مبررًا لهذا الكم من الانتقاد. على العكس، أرى أن ما قدمته القناة يُعد خطوة إيجابية تستحق الإشادة، كونها تحاول من خلالها دعم وتنمية المواهب الشابة في مجتمعنا.
برامج المواهب في العالم دائمًا ما تمر بهذه المراحل؛ أصوات جميلة وأخرى تحتاج إلى تدريب وتأهيل. وهذا أمر طبيعي جدًا. المهم في النهاية أن يتم اختيار الأفضل، ومنح الآخرين فرصة للتطور. فلماذا نختزل الأمر في السخرية والتنمر على المشاركين؟ المفترض أن نشجع مثل هذه المبادرات، لأنها قد تكون بداية الحلم لأحد أبنائنا. ربما تكون هذه المنصة هي البوابة التي توصلهم للنجومية، وتعرّف الناس على قدراتهم.
اقرأ المزيد...
“مسام” ينتزع 1.839 لغماً خلال الأسبوع الأول من شهر مايو
6 مايو، 2025 ( 1:29 مساءً )
ضبط عصابة ترويج للمخدرات في المكلا
6 مايو، 2025 ( 1:24 مساءً )
الانتقاد المبالغ فيه، خاصة عند الحديث عن أصوات المشاركين، لا يخدم أحدًا. بل قد يُحبط من يملك الموهبة ويحتاج فقط إلى دعم بسيط. للأسف، البعض يتعامل مع الموضوع وكأنه مجرد وسيلة للضحك والسخرية، لا أكثر. أصبح الأمر ظاهرة؛ فلان يقلد فلان، وكل واحد يتسابق على “اكتشاف” من يملك صوتًا غير جميل وكأنه أنجز إنجازًا علميًا!
يا جماعة، هذا الأسلوب لا يليق. بلادنا مليئة بالمواهب الحقيقية التي تحتاج فقط إلى بيئة حاضنة تشجعها، لا إلى جمهور يمارس التنمر والاستهزاء. لا تنسوا أن كثيرًا من الفنانين الذين نحبهم اليوم، كانت بداياتهم غير موفقة، بل وتعرضوا لانتقادات قاسية، لكن بالإصرار والتدريب وصلوا إلى النجومية، بل إلى العالمية.
على سبيل المثال:
أصالة نصري: لم تكن بدايتها سهلة، وواجهت انتقادات بسبب قوة صوتها وحدته، لكنها اليوم من أبرز الأصوات العربية.
محمد عبده: فشل في أولى تجاربه الغنائية، وواجه رفضًا كبيرًا، لكنه صمد حتى أصبح “فنان العرب”.
شيرين عبدالوهاب: ظهرت أول مرة في سن مبكرة ولم تُحقق النجاح المتوقع، لكن بعد سنوات من التدريب والإصرار أصبحت من أبرز الأصوات المصرية.
أديل (على المستوى العالمي): واجهت صعوبات كبيرة، وتم انتقاد شكلها وصوتها في بداياتها، لكنها اليوم واحدة من أقوى الأصوات في العالم.
الخلاصة: بدلاً من القمع والتنمر، دعونا نكون مشجعين ومحفزين. فكل موهبة تحتاج من يقول لها: “أنت قادر، استمر!”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news