يمن إيكو| تقرير:
شكك محللون وخبراء إسرائيليون في قدرة إسرائيل على ردع قوات صنعاء أو التأثير على موقفها، وذلك ردا على تهديدات وجهها مسؤولون إسرائيليون بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اليمن عقب الهجوم غير المسبوق على مطار “بن غوريون”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد أمس الأحد باتخاذ “إجراءات شديدة ضد الحوثيين”، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس: “من يلحق الضرر بنا سنرد عليه بسبعة أضعاف”، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين آخرين قولهم إن إسرائيل لن تواصل “ضبط النفس” في إشارة واضحة إلى العودة لتنفيذ ضربات عسكرية ضد اليمن.
لكن هذه التهديدات تصطدم بنتائج الضربات السابقة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد اليمن، والتي فشلت في التأثير على قدرات قوات صنعاء أو قرارها بشأن مواصلة استهداف العمق الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، نشر موقع “ميديا لاين” الأمريكي تقريرا رصده يمن إيكو، نقل فيه عن داني سيترينوفيتش، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، قوله: “لقد استخدم الأمريكيون كل قدراتهم تقريبًا ضد الحوثيين، فماذا يمكن لإسرائيل أن تضيف؟”.
وأضاف سيترينوفيتش: “هذا عدوٌّ لم تواجهه إسرائيل من قبل. إنه بعيدٌ عن إسرائيل، وذو دوافع قوية، فصراعه ضد إسرائيل قائمٌ على الأيديولوجية، ولا يوجد حلٌّ نموذجيٌّ لهذا التحدي”.
وأكد أنه “من غير المرجح إلى حد كبير أن تتمكن إسرائيل من وقف هذا التهديد، طالما استمرت الحرب في غزة”.
وكتب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” آفي اشكنازي، في تقرير رصده موقع يمن إيكو أن “خمس أو ربما عشر طائرات مقاتلة مصحوبة بطائرات للتزود بالوقود وطائرات القيادة والاستخبارات وطائرات الإنقاذ، سوف تحلق لمسافة 2000 كيلومتر في كل اتجاه وتقصف مبنى أو رافعة أو خزان وقود، وسيكون هناك الكثير من النار والدخان وسيسقط قتلى يمنيون، لكن هل سيمنع هذا الصاروخ التالي؟ هل سيغير الوضع حقا؟ على الأرجح لن يحدث ذلك”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” قد نشرت مؤخرا تقررا نقلت فيه عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل لا تحتاج لتنفيذ أي عمليات عسكرية ضد اليمن، معتبرين أن “حقيقة استمرار إطلاق النار من اليمن لا تعني شيئا” وأن “العملية التي ينفذها الأمريكيون فعالة للغاية”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن “هناك حاجة إلى الصبر”، وأن “الهجمات الأمريكية خلال شهر ونصف تجاوزت 10 أضعاف ما يمكن لإسرائيل القيام به خلال عام” وبالتالي “لا يمكن المساهمة بإضافة أي شيء”.
وكتب مايكل ميلستين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب أن “الصاروخ القادم من اليمن أظهر حقيقة معقدة لا بد من الاعتراف بها وهي أن القتال لم ينته في أي من الساحات” مشيرا إلى أن “القيادة الإسرائيلية قررت أن تعيش في دوامة لا يمكن إيقافها، وأصبحت الحرب نفسها بمثابة استراتيجية”.
وأضاف ميلستين أن “نتنياهو أظهر نهجا معقدا عندما زعم أن التعامل مع التهديد القادم لن يكون بضربة واحدة” لكنه ذكّر بأن “الحوثيين يتعرضون لضربات مكثفة من الأميركيين، ومع ذلك ما زالوا يواصلون القتال، ومن غير المتوقع أن تكرر واشنطن المحاولات المريرة التي قامت بها مصر والسعودية، اللتان غرقتا في الوحل اليمني في الماضي (وستتجنبان في الأساس الوجود البري)، لذا فمن المرجح أن يستمر التهديد القادم من اليمن طوال الحملة في غزة”.
وتابع: “سيكون من المفيد لنتنياهو أن يطبق التعقيد الذي يظهره تجاه الحوثيين على غزة، حيث تحل الأوهام والشعارات محل الأهداف الواقعية والخطط الرصينة، فمنذ أكثر من عام ونصف، أصبح واضحاً مدى صعوبة تحقيق الحسم” في غزة، ولم يعد من الواضح على الإطلاق ما هو المعنى العملي لهذا المصطلح”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news