وصعِدتْ بالمصعد إلى السماء

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
وصعِدتْ بالمصعد إلى السماء

في هذا البلد، نكباتنا تبدأ ولا تنتهي, تُشرع في مد أهدابها ومن ثم تتحول الأهداب إلى مخالب، تُخلِّف وراءها جمهوراً غفيراً من الضحايا المنهكين، بأرواح عارية تجلدها سياط الغبن والقهر العظيم..

قُتلت فتاة المصعد، ولم تصعد لطوابق المستشفى بل صعدت للسماء، لم يقتلها المصعد بل قتلها وجودها في بلد انتهكته الخطايا، وفي مدينة اغتالتها الولاءات الزائفة، والنرجسية المفرطة واللامبالاة بأرواح البائسين.

قُتلت فتاة المصعد، وقتلها يعكس وضع الموت لكرامة التعزي ، وضع الإهمال المرعب في شتى الجوانب الحياة في تعز الصحية والتعليمية والأمنية والمعيشية، يعكس مدى التسيب واللامبالاه لكل ما من شأنه صون الكرامة و الرقي بهذه المدينة المتآكلة شيئا فشيئا حتى ستغدو غابة على هيئة مدينة.

قتلها يُعد عار على مسؤولي تعز من أكبرها رأس إلى أصغرها رأس ، هم من قتلوها بولاءاتهم الزائفة، بوطنيتهم الميتة، بنرجسيتهم وملاحقتهم بعد مصالحهم، وتركوا تعز تغرق في مواتها ، مشغولون فقط بحياكة العنف، والمماحكات، وصناعة فخاخ التعصب وإنتاج العداوات والرزايا، لا يقاس لديهم الولاء إلا طبقاً لتكايا المنافقين وعجرفة الجبارين والقرابين المقدسة وفوهات البنادق، كينونتنا عندهم مخاطرة محفوفة بالأحزمة النازفة، ولا شيء لتعساء تعز إلا القتل بدماء باردة.

وإن كان ما زال لدى مسؤولي تعز ذرة وطنية  -و أشك بذلك-  عليهم فتح التحقيق العادل ومحاسبة كل مهمل وعابث وجانٍ تسبب باغتيال الطالية واغتيال كل روح بريئة.

عيبنا أننا جئنا في وطن حزين، ومدينة بائسة، طرقاتنا أوكار مشرعة على الجراح، آتية من سنين الوجع المُر. فما عدنا نسمع صوت طفل إلا يبكي، ولا صرخة إلا تعوي، ولا نداء إلا ويغتاله الأسى، ولا حلماً إلا يتكسر, وأمنية تتناثر ولا ذات تعلو على ذات الأنين.

صُدرت في تعز أحلامنا بوطن ننفذ منه لغد أفضل, بوطن نرتقي فيه لمرتبة (إنسان)، صُدرت أمانينا بوطن يصدح فيه السلام بدلاً عن أزيز الرصاص.. صُدرت أمانينا ببلد تسيّرها العدالة بدلاً من حراب القتلة.. صُدرت أمانينا بوطن نحيا فيه بكرامة ونموت فيه بكرامة..

نحن لا نريد سوى وطن يصلح لقليل من الطمأنينة لكل أرواحنا المنهكة..فهل تنهيدات الطيبين على كل غصص يتجرعونها كفيلة بأن تدك عقال الصبر والانتظار المقيت؟!.

ولك الله يا تعز.. الرحمة والخلود لطالبة مستشفى القتل والإهمال.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل صادمة ...الكشف عن خفايا اعتراف مدين علي عبد الله صالح بقتل والده في قرية الجحشي بسنحان

جهينة يمن | 618 قراءة 

الكشف عن اين كان طارق صالح قبيل مقتل الرئيس صالح في صنعاء

كريتر سكاي | 553 قراءة 

الداعري: هل قتل عفاش وهو هارب أومنسحب تكتيكيا من منزله المحاصر بالثنية؟

مراقبون برس | 421 قراءة 

مَن قتل صالح… ومَن قتل الرواية؟

جهينة يمن | 376 قراءة 

تنبيه هام: تفاصيل مثيرة للقلق بشأن البطاقة الشخصية الإلكترونية الجديدة بعدن

المرصد برس | 337 قراءة 

وفاة شاب على يد ”راقي شرعي” خلال جلسة طرد جن في اليمن"شاهد فيديو صادم"

جهينة يمن | 301 قراءة 

البنك المركزي اليمني بعدن ينجح في تأمين تمويل دولي لتطوير نظام المدفوعات ويستعد لإطلاقه أغسطس المقبل

صحيفة ١٧ يوليو | 246 قراءة 

تحسن جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في عدن اليوم الأحد

يني يمن | 240 قراءة 

الصحفي الداعري: "هذه هي خلاصة وثائقي العربية حول المعركة الأخيرة لصالح" (فيديو)

مراقبون برس | 215 قراءة 

في مشهد هز المصلين.. خطيب يُتوفى بعد خطبة الجمعة مباشرةً

نيوز لاين | 205 قراءة