العاصمة تتوارى خلف الستار... والحكومة تدشّن فعالياتها من المحافظات المجاورة!

في مشهد يعكس ما يشبه "الهروب السياسي المنظم"، دشّنت وزارتا التربية والتعليم والداخلية فعاليتين وطنيتين شاملتين من خارج العاصمة عدن، مثيرتين موجة من التساؤلات والجدل في الأوساط الشعبية والإعلامية.

فقد دشن وزير التربية والتعليم طارق العكبري اختبارات شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024 / 2025 من محافظة لحج، مؤكدًا أن التحضيرات جرت على أكمل وجه لضمان أجواء امتحانية آمنة ومنظمة.

وفي ذات التوقيت تقريبًا، دشنت وزارة الداخلية فعاليات أسبوع المرور العربي من محافظة شبوة، عبر احتفال مركزي واسع تحت شعار "تمهّل.. أمامك حياة"، تخلله معرض للصور وكلمات رسمية وبيانات إحصائية حول الحوادث المرورية في اليمن.

ورغم أهمية المحافظتين اللتين احتضنتا الفعاليتين، إلا أن اللافت – بل والمُثير للتساؤل – هو غياب العاصمة عدن عن مشهد التدشين، برغم كونها العاصمة السياسية المؤقتة ومركز السلطة.

وفي تعليق ساخر، قال الصحفي حسين المحرمي: "ليس تقليلاً من شأن لحج أو شبوة، ولكن لماذا الهروب من العاصمة عدن؟ فعاليتان رسميتان تشملان كل المحافظات المحررة، لماذا لا تُدشّنان من عدن؟ أليست هي العاصمة؟ أم أن الرسالة المقصودة هي تجاوزها؟"

وقد أثار هذا السلوك الحكومي ردود فعل واسعة، وسط دعوات لإعادة الاعتبار للعاصمة السياسية عدن وتثبيت مكانتها في المشهد الرسمي، خصوصاً في الفعاليات التي يُفترض أن تعكس وحدة القرار وتماسك المؤسسات.