في مشهد لا يخلو من الطرافة الممزوجة بالدهشة، دشن وزير التربية والتعليم الأستاذ طارق العكبري اليوم اختبارات شهادة الثانوية العامة في محافظة لحج، وسط أجواء احتفالية صاخبة، بينما لا تزال أصداء السؤال تتردد في أذهان الطلاب: "هل فعلاً مررنا بعام دراسي؟!"
وبينما كانت المقررات غائبة، والمدارس مغلقة أو شبه ميتة، والكوادر التربوية في إضرابات أو ترقب دائم، ها هي الوزارة تمضي قدمًا، وتدشن الامتحانات كأن شيئًا لم يكن.. فالدراسة قد تكون غابت، لكن الورق حاضر، والجدول جاهز، وحتى التصريحات الرسمية لا تنقصها الحماسة.
وقد وقف الوزير العكبري، خلال جولته بين القاعات، وكأن ما دُرّس طيلة العام كفيل بتأهيل الطلاب، متجاهلًا واقعًا مؤلمًا فيه التعليم تحول إلى مغامرة، والطالب أصبح خبيرًا في البحث عن مدرس عبر واتساب، أكثر من معرفته بمحتوى الكتب.
أما الأرقام المبهرة – 92 ألف طالب وطالبة – فقد أُعلنت بزهو، دون الإشارة إلى كم منهم فعليًا جلس داخل صف دراسي، أو وجد معلمًا يشرح أو منهجًا يدرس. وكما جرت العادة، انتقلت المسؤولية بلباقة إلى أولياء الأمور، دُعوا لتوفير الجو المناسب في البيوت، بعد أن فشلت الدولة في تأمينه داخل المدارس.
في النهاية، بقدر ما كانت الاختبارات "مُدشنة" باحتراف، كان التعليم هذا العام "مُغيبًا" باحتراف أشد.. وكأن الدولة تقول: لا يهم أن تدرس، المهم أن تمتحن!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news