في خطوة لم تعد تثير الاستغراب بقدر ما تثير السخرية، ظهر وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، في مأرب التي تتقاسمها قوات "الشرعية" والحوثيين، متفقدًا جاهزية قوات الأمن الخاصة هناك، بينما لا يزال مكتبه في العاصمة عدن ينتظر الافتتاح منذ سنوات، على ما يبدو عبثًا.
الوزير الذي لم تطأ قدماه مقر الوزارة في عدن، ولا يملك حتى لافتة باسم مكتبه هناك، يصر على أداء مهامه "الافتراضية" من مناطق بعيدة عن العاصمة، مثيرًا بذلك تساؤلات جدية حول موقعه الوظيفي، وانتمائه الإداري، وربما الجغرافي.
وخلال زيارته في مأرب، تحدث اللواء حيدان بكل فخر عن "الجاهزية والانضباط" التي لمسها، متناسيًا أن العاصمة عدن – حيث يفترض أن يكون مقر وزارته – تعاني من فراغ مؤسسي، وانعدام شبه كلي لدور الوزارة التي يُفترض أن يديرها من هناك، لا من خلف الحدود النفسية والجغرافية.
الأكثر إثارة في الأمر، أن الوزير زار مصلحة السجون في مأرب واطلع على "أوضاع النزلاء"، في وقت تبدو فيه وزارته نفسها حبيسة الغياب، وتحتاج لمن يزورها و"يعيد تأهيلها".
يرى مراقبون أن استمرار حيدان في ممارسة مهامه من مأرب، رغم كون عدن هي العاصمة عدن، يفتح بابًا واسعًا للتساؤل حول مشروعية تمثيله للوزارة، وشرعية وجوده في منصب يغيب عنه أكثر مما يحضر، إلا في صور العلاقات العامة.
ويختم أحد المعلقين ساخرا: "وزارة الداخلية مشتاقة لك يا معالي الوزير.. على الأقل أرسل لنا صورة مكتبك، إذا كان له وجود فعلي في عدن!"
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news